لازال المغرب يواصل تحامله على الجزائر، حيث راح يتهمها بعرقلة استئناف المفاوضات مع البوليساريو، وأكد أنها تفضل الوضع الراهن القائم، موضحا أن إضراب الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر عن الطعام »ليس حالة إنسانية وإنما قرار سياسي اتخذ في مكان اخر«، وفي سياق منفصل، عبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن قلقها على مصير الناشطة الصحراوية. مازال نظام المخزن يصر على زج بالجزائر في النزاع الصحراوي، ففي كل مرة يجد المغرب نفسه محاصرا دوليا يحاول جاهدا تحويل أنظار العالم صوب الجزائر ويقوم بتغليط الرأي العام الدولي بأن الجزائر هي الطرف الأساسي للقضية الصحراوية مع أن كل اللوائح الأممية تقر بأن القضية محصورة بين المملكة المغربية والبوليساريو، كما أن المفاوضات المباشرة والمتوقفة في جولتها الرابعة منذ مارس 2008 بمنهاست بالقرب من نيويورك تحت المظلة الأممية تمت مع الصحراويين في حين حضرت الجزائر كطرف ملاحظ. وفي وقت تتزايد الضغوطات الدولية على المغرب بسبب قضية إضراب الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر عن الطعام قرابة شهر تقريبا، اتهم المغرب على لسان وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري في تصريحات صحفية أدلى بها عقب لقائه بالأمين العام الأممي بان كيمون بنيويورك، قرار الناشطة ب»الابتزاز« من أجل العودة إلى البلاد، بل راح إلى أبعد من هذا، حين قال إن الإضراب عن الطعام الذي تخوضه حيدر ليس حالة إنسانية ولكنه »قرار سياسي اتخذ في مكان آخر لتجنب استئناف المفاوضات«. وأضاف المسؤول المغربي »لا يمكن أن نتجاوب مع ابتزاز«، كما لم يتوان في اتهام الجزائر مجددا بعرقلة المفاوضات المباشرة التي ترعاها المنظمة الأممية، مشيرا إلى أن »المغرب يأسف لتأجيل الجولة الثانية غير الرسمية من المفاوضات بسبب بعض المناورات التي تقوم بها الجزائر والبوليساريو اللتان ترفضان الذهاب نحو حل سياسي وهما تفضلان الوضع الراهن القائم« وجرت محاولة غير رسمية لكسر جمود هذه المفاوضات في أوت في العاصمة النمساوية فيينا ولكنها فشلت أيضا. من جانبها، أبدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لنظيرها المغربي قلقه على مصير حيدر، وقال المتحدث إيان كيلي إن كلينتون أعربت خلال اتصال هاتفي عن »قلقنا على صحة السيدة حيدر وأملنا أن تجري محاولة لحل هذا الوضع في أقرب وقت ممكن«، وردا على سؤال حول وساطة أمريكية محتملة، اعتبر كيلي أن قضية حيدر هي »قبل كل شيء ثنائية بين المغرب وإسبانيا«. ومن المنتظر أن يصل وزير الخارجية الاسباني ميغل أنخيل موراتينوس غدا إلى واشنطن، حيث من المتوقع أن يثير الموضوع مع نظيرته الأمريكية، ولم تستبعد نائبة رئيس الوزراء الإسباني ماريا تيريسا دي لابيغا إبعاد حيدر التي رفضت حق اللجوء السياسي إلى إسبانيا والحصول على جواز سفر إسباني إلى الأراضي المغربية.