قرأت خلال الأسبوع الماضي التناولات الإعلامية لعدم استدعاء الناخب الوطني رابح سعدان للاعب مهدي لحسن لكرة القدم، وبرر ذلك سعدان ب »أسباب شخصية« لللاعب، شرحها اللاعب في حديث مع جريدة الخبرالجزائرية الصادرة أمس الجمعة. لكن بعض الصحف لم تكتف بتبريرات رابح سعدان بوصفه المسؤول الأول على المنتخب، والضحية الأول لأي تعثر.. وراحت تتهمه بالخضوع لضغوطات مختلفة بهدف عدم لاستدعاء اللاعب. وأشارت هذه الصحف إلى خلافات كبيرة بين اللاعبين والطاقم الفني تتمحور حول إشكالية »استدعاء لاعبين جدد« .. وحسب هذه الصحف فإن الفريق الجزائري الذي تأهل بالآداء والنتيجة والأسلوب والروح القتالية لكأس إفريقيا والعالم على »وشك الانهيار« .. بسبب »استدعاء لحسن« .. هكذا ببساطة .. الفر يق الذي لم ينهار في القاهرة أو الخرطوم .. ينهار تحت أقلام هذه الصحف .. إنها عدم الشعور بالمسؤولية من قبل بعض الصحفيين، الذين يبحثون عن كل ما هو مثير، حتى لو كان ضد المصلحة العامة للوطن أو الفريق الوطني. وقد سبق لفهم فعل ذلك عندما استقدم رابح سعدان اللاعب الممتاز »مراد مغني« حيث قالوا أن اللاعبين تآمروا عليه ولم يمرروا له الكرة خلال أول ظهور له في مباراة »الأوروغواي« .. أيها الصحفيين .. حتى لو كان ذلك فيه بعض الصحة .. ماذا يضركم لو تريثتم أو امتنعتم عن نشره .. وتحافظون على تماسك وتلاحم الفريق المقبل بعد 15 يوما فقط على كأس إفريقيا .. وفي الجهة المقابلة .. راح صحفيون آخرون يتهمون سعدان بالضعف لعدم استدعاء مهدي لحسن .. رغم أن الرجل كان واضحا وفصيحا ومفهوما .. »إن الفر يق الوطني ملك لجميع الجزائريين الذين بوسعهم تقديم إضافات للفريق« .. وماذا يخسر هؤلاء لو أن رابح سعدان استشار اللاعبين فعلا وأشاروا عليه بعدم »استدعائه« حفاظا على التماسك الحالي، وتكريما لمن »صنعوا« التأهل .. ماذا يضرهم لو تركوا سعدان يشتغل في هدوء ويحاسبونه على النتيجة ؟ نحن نعلم أن كل صحفي لا يشجع فريقا محليا أو أوروبيا .. وبكل أسف فإنه يرغب في أن يكون فريقه المحلي هو »أساس« الفريق الوطني .. في غياب تام لروح المسؤولية.. وقبل هذا قرأت في إحدى الصحف الرياضية أن »لاعبا« إفريقيا تعرض للعنصرية في ملعب بوهران .. بمجرد هتاف أحد المشجعين .. وهذا لم يحدث كفعل عنصري .. لأن الهتافات ضد اللاعبين الجزائريين أقسى بكثير .. ولا أعتقد أنه يحدث في ملاعب الجزائر .. وحتى لو حدث فعل معزول من هذا النوع .. أليس من باب المسؤولية التريث عن نشر الخبر .. فلربما كان الحدث غير مقصود أو قام به شاب »بلطجي« بلغة المصريين .. إن الإعلام مسؤولية كبيرة .. وقد عشنا كيف أن »عدم مسؤولية الفضائيات المصرية« أشعلت فتنة بين مصر والجزائر ..