أثارت قضية استدعاء مهدي لحسن وماتزال الكثير من الجدل والتساؤلات في الوسط الكروي الجزائري حتى باتت قضية حقيقية تناولها الإعلام الرياضي بإسهاب. * * تماما مثل ما حدث مع بن عربية * ويمكن تشبيه ما بات يسمى بقضية لحسن بما حدث عام 1999 لما بدأ الحديث عن استدعاء اللاعب علي بن عربية. فقد ثار الجدل والنقاش حول ضرورة استدعاء نجم البطولة الفرنسية بعد أن كان الأخير قد وضع بعض الشروط للإلتحاق بالخضر. ووسط جدل كبير وتبادل للإتهامات، التحق بن عربية بالمنتخب الوطني تحت قيادة عبد القادر جداوي وقدم ما عليه، لكن بقاءه مع الخضر لم يدم طويلا وأبعد بن عربية من المنتخب الوطني بقدوم المدرب الجديد في تلك الفترة رابح ماجر. وكان لمرور بن عربية بالمنتخب الوطني بعض الآثار، لما عاد المعارضون والمؤيدون له لتبادل التهم. * * كان يريد اللعب للخضر.. لكن بعد كأس العالم * في الأسابيع القليلة الماضية، قال اللاعب مهدي لحسن أنه لا يعارض اللعب للخضر، لكنه يفضل ذلك بعد نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا. وقد اعتبرت الأوساط الرياضية موقف لحسن بالجيد والذكي، لأنه كما قال "لا يريد أن يهضم حق اللاعبين الآخرين الذين ضحوا وكافحوا من أجل تحقيق التأهل". ويبدو أن أمورا كثيرة حدثت بعد مباراة الخرطوم وجعلت اللاعب يغير رأيه. وللأمانة لا بد من القول أننا لم نتأكد من موافقة لحسن على اللعب الخضر حتى بعد إجراء عملية القرعة في كاب تاون لما نفى المدرب استدعاء اللاعب بصفة رسمية. * * هل غير لحسن رأيه بسبب المونديال؟ * ويرى البعض أنه كان على مهدي لحسن أن يوافق من البداية على اللعب للمنتخب الجزائري إذا كانت نيته هي حمل القميص الأخضر. ويقول المعارضون لإستدعاء لحسن أنهم لم يفهموا موقف اللاعب والأسباب الحقيقية التي جعلته يرفض كل الدعوات التي وجهت له منذ سنة تقريبا. وزيادة عن ذلك، يرى أصحاب هذا الرأي أنه كان على اللاعب الإجهار بحقيقة الأمر والتعبير عن نيته بصراحة، خاصة وأن المنتخب كان في حاجة إلى كل اللاعبين. أما اكبر المعارضين لإلتحاق لاعب راسينغ سانتاندير فلا يترددون في القول أنه استغل تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم ليعطي موافقته النهائية لرابح سعدان. * * موقفه أذهل الكثيرين.. وخوف من حدوث الإنقسام * وبعد أن قررت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم استدعاء مهدي لحسن بصفة رسمية، بدأ الحديث عن "العواقب" من مثل هذا القرار. فقد عبر العديد من اللاعبين بدرجات مختلفة من الحدة عن معارضتهم لاستعداء مهدي لحسن لحمل القميص الأخضر. وقد قال لاعبون أساسيون في المنتخب أنهم كانوا يفضلون قدوم لحسن قبل بداية التصفيات في إشارة واضحة إلى عدم رضاهم عن قرار المدرب رابح سعدان. وكان الأخير قد لمح في أكثر من مناسبة أنه لا يريد أن يسمع كلاما منددا أو معارضا باستدعاء هذا اللاعب أو ذاك. وذهب مدربون وتقنيون ودوليون قدامى إلى التعبير عن معارضتهم بصراحة لاستدعاء اللاعب لحسن بحجة، لأنه "رفض تلبية رغبة المدرب الوطني التي وجهت له قبل اليوم." وفي ذات السياق، أبدى المدرب السابق للمنتخب الوطني رشيد مخلوفي تخوفه من أن يحدث استدعاء لحسن شرخا في وسط المنتخب الوطني الذي تميز بوحدة صفوفه طوال التصفيات. * * مصلحة "الخضر" فوق رغبة المعارضين * حتى وإن كان المدرب رابح سعدان قد عبر الأسبوع الماضي عن عدم اهتمامه باللاعب مهدي لحسن في الوقت الحالي على الأقل، إلا أن القرار النهائي باستدعائه قد اتخذ في خطوة فاجأت كل المتتبعين. لماذا غير سعدان رأيه؟ و كيف ولماذا قبل لحسن التراجع عن قراره؟ وهل المعطيات الجديدة المحيطة بالمنتخب الوطني هي التي عجلت بقدوم لاعب سانتاندير الإسباني؟ كلها أسئلة مازالت تبحث عن جواب، لكن الأكيد هو أن سعدان قد تلقى الضوء الأخضر من رئيس الإتحادية الذي قال للشروق مباشرة بعد عملية القرعة أن الكلمة الأخيرة تعود للمدرب الوطني لما يتعلق الأمر باستدعاء اللاعبين. وبدون شك أن سعدان قد تلقى ضمانات من رئيس الإتحادية بإقناع اللاعبين "بقبول" لحسن في الفريق، وهو يعلم أن كلمة الرئيس مسموعة إلى حد يعيد في أوساط اللاعبين أو ما يسمى بالمعارضين الشرسين لقدوم أسماء جديدة إلى المنتخب. * وماذا بعد مجيء لحسن؟ * بدون أدنى شك أن قدوم مهدي لحسن إلى صفوف "الخضر" سيجعل اللعب يتحمل مسؤولية خاصة وحساسة للغاية. ومعلوم أن رابح سعدان قد ضحى بلاعب من اللاعبين لما قرر الإستعانة بمهدي لحسن وهو قرار صعب بدون شك. وباعتباره آخر القادمين إلى صفوف الخضر، فسيتحمل اللاعب مسؤولية كبيرة وهو مطالب أكثر من غيره بتقديم الإضافة التي يبحث عنها المدرب. وعلى لحسن أن يرد على الميدان ويبرهن لكل منتقديه بأنه اللاعب الذي يحتاج إليه المنتخب الوطني اليوم وغدا. وبلا شك أن المباريات القادمة ولا سيما كأس أمم إفريقيا ستكون فرصة للنجم الجديد بإسكات الذين قالوا أنه لاعب عادي لا يستحق كل هذه الضجة التي أثيرت حوله. وإذا حدث وفشل لحسن مع "الخضر" وهذا ما لم نتمناه له بطبيعة الحال فإن الأبواب ستكون مفتوحة لتجديد الإنتقادات للاعب ومن استدعاه.