اعتبر صانع ملحمة خيخون ونجم المنتخب الوطني في الثمانينات لخضر بلومي في حوار خص به »صوت الأحرار بمناسبة حضوره حفل منح الكرة الذهبية لأحسن لاعب جزائري أن كأس إفريقيا محطة تحضيرية للمونديال المقبل، وقال إنه عاش ضغطا رهيبا خلال مشاهدته لمباراة القاهرة يوم 14 نوفمبر الفارط تجاوز الضغط الذي عاشه عندما كان لاعبا، متمنيا عدم لقاء الفريق المصري في ادوار متقدمة في كاس إفريقيا للحفاظ على العلاقات الثنائية. أولا نهنئكم، عمرة مباركة إن شاء الله، كيف عشتم تلك الأجواء؟ • الله يبارك فيكم، قبل ذلك قمت بأداء عمرتين لكن هذه المرة وفيت بالنذر حينما تحل قضيتي مع المصريين، وقمت بأداء المناسك للمرة الثالثة، عشت أجواء ونفحات ربانية لا تضاهيها أي أجواء أتمنى لكل المسلمين والجزائريين على وجه الخصوص زيارة البقاع المقدسة. في أي إطار تندرج زيارتكم للعاصمة؟ زيارتي للعاصمة تأتي تلبية لدعوة صحيفتي »الهداف «و »لوبيتور« بمناسبة منح الكرة الذهبية لأحسن لاعب جزائري خلال الموسم 2008 و2009. ومن يرشح بلومي للفوز بها؟ اللاعب عبد المجيد بوقرة، لأنه سجل هدفا يبقى في التاريخ. ما تقييمكم لمسار المنتخب الوطني في تصفيات كأسي إفريقيا والعالم؟ بدأت بدرجة ضعيفة بكل صراحة، لكن مجيئ رورواة أضاف الشيء الكثير إلى الفريق بفضل الصرامة، رغم انه »خرجوه« من الباب الضيق، لكن عودته كانت من الباب الكبير ونشكره بالمناسبة على الدور الكبير الذي لعبه منذ مجيئه على رأس الاتحادية، عمله بصفة عامة قام بعمل جبار قام بدور مضاعف من خلال تنقله إلى الخارج لإقناع اللاعبين لتدعيم صفوف الخضر. *ما تعليقكم على مجموعة الجزائر في كأس إفريقيا المزمع تنظيمها بأنغولا الشهر المقبل؟ مجموعة تعتبر سهلة، عندما نذكر الأسماء، لكن لا ننسى أن مالاوي ومالي يطمحان لإحراز نتائج، المقابلات على الورق سهلة لكن فوق الميدان أتوقع أن تكون صعبة، كذلك الفريق الانغولي الذي سيكون مدعما بأنصاره صعب الفوز عليه فوق ميدانه والمجموعة صعبة كثيرا، لكن علينا اللعب خاصة في المقابلة الأولى ضد فريق مالاوي، هذا المنتخب لم يفز علينا، الفوز بهذه المقابلة سيفتح الأبواب وتمهد الطريق للعب المبارتين المتبقيتين براحة، كما ستكون المفتاح للتأهل إلى الدور الثاني. • ما هي حظوظ المنتخب الوطني في كأس العالم؟ تعد مجموعة الجزائر في كأس العالم صعبة كثيرا، كل الفرق عندها تاريخ خاصة الفريق الانجليزي، له سمعة عالية، بالنسبة إلينا اعتبر كاس إفريقيا محطة تحضيرية مهمة للفريق الوطني، وإذا أحرزنا نتائج ايجابية في هذه المنافسة القارية وكنا مصنفين ضمن المراتب الأربع الأولى، سنحقق نتائج ايجابية في المونديال إن شاء الله. *ما تعليقكم على حادثة الاعتداء التي تعرض إليها الفريق الوطني في القاهرة يوم 14 نوفمبر الفارط؟ الاعتداء الذي وقع في 14 نوفمبر ضد عناصر الفريق الوطني يشابه سيناريو ضرب بلومي للطبيب المصري عام 1989، هذا السيناريو دبر بذكاء حيث دفعوا مجموعة من المناصرين المتعصبين والمشاغبين للحط من معنويات اللاعبين للتأثير في مردويتهم، وهو ما عكس غياب اللاعبين كليا فوق الملعب، رغم المجهودات التي بذلوها لكن لم تكن هناك فنيات التي عرفوا بها خلال المباريات التي خاضوها من قبل، لكن العملية كانت مدبرة بإحكام والمصريين وصلوا إلى هدفهم المنشود عن طريق هذا السيناريو، لكن إرادة الله شاءت أن تكون مباراة السودان هي الفاصلة وهنا اتضح من الفريق الأجدر بالتأهل. *كيف عايش اللاعب بلومي أطوار المباراة ضد الفريق المصري في القاهرة؟ عشت ضغطا رهيبا أكثر بكثير مما عشته وأنا لاعب في الفريق الوطني، تضررت كثيرا خاصة من حيث القلب نتيجة 2 و0، كنت على الأعصاب لكن الحمد لله، دايمن نذكر الله، كان الله معنا وكان التعادل فقط دون الخوض في التفاصيل الأخرى والأجواء التي مرت فيها المباراة. *وماذا عن المقابلة الفاصلة التي احتضنها ملعب المريخ بأم درمان السودانية؟ الشوط الأول عرف تحلي اللاعبين بالروح القتالية هذه المباراة تبقى في تاريخ الكرة الجزائرية وتعد من أكبر الانتصارات المحققة في مجال الرياضي، الفريق الوطني الجزائري كان حاضرا في الميدان ، وبالمناسبة نشكر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للقرار الذي اتخذه عقب المباراة التي احتضنها ملعب القاهرة يوم 14 نوفمبر، لم يحدث أبدا في تاريخ الكرة العالمية ولا أظن أنها ستحدث مثل هذه الفكرة مستقبلا، 11 ألف مناصر يذهب لمؤازرة الفريق اعتبرها فكرة عظيمة. أين تابع بلومي هذين المبارتين؟ لم أشاهد هاتين المبارتين مع العائلة وإنما حللت المقابلتين لقنوات أجنبية أولى المبارتين حللت لقناة »غزال« بمرسيليا المخصص للجالية الوطنية، وعايشوا تلك الأحداث بحزن كبير، والثانية التي احتضنتها السودان كنت في الدوحة والتقينا بمصريين هناك، بعد الفوز والتأهل، لأنهم بقوا يتفرجون علينا ونحن نحتفل بتأهل الفريق الوطني إلى كاس العالم، قلت لهم أنكم "باردين" لو فزتم كنت سأنهض لتحيتكم ومباركة فوزكم. • ما هي النصائح التي يقدمها لعناصر الفريق الوطني قبل 20 يوما من كأس إفريقيا؟ أضم صوتي لصوت المدرب رابح سعدان وعلينا نسيان النتائج السابقة، يجب وضع الأرجل على الأرض، ونقوم بالتحضير اللازم خاصة كما قال الناخب الوطني إنها تعد محطة تحضيرية للمونديال المقبل بجنوب إفريقيا، الحمد لله لدينا منتخب يضم خيرة المحترفين، وعلينا البروز بشكل جيد في المنافسة العالمية، وهذا يستوجب لعب المنافسة القارية وإعطاء كل المردود اللازم والنتائج ستكون تحصيل حاصل، هذا لا يعني أن الفوز بكأس إفريقيا سيكون الهدف المنشود. هل هذا يعني أن الفوز بهذه الكأس بعيد المنال؟ لاتنسوا أن لدينا لاعبين محترفين تعودوا على اللعب في أجواء غير تلك التي ستعرفها المنافسة القارية، الملاعب و المناخ، واستدل هنا على النتائج التي حققها الفريق الوطني في التصفيات خارج الجزائر، أدعو إلى تجنب ممارسة الضغط على اللاعبين وتركهم يلعبون مقابلاتهم في راحة، لا تهمنا الكأس الإفريقية لأننا أحرزناها سنة 1990، الأدوار المتقدمة نحتاجها وإذا لم نفز بها لا نعتبرها نتيجة سلبية، أنا في نظري يجب كل اهتمامنا في المونديال خاصة وإننا الفريق العربي الوحيد المشارك في هذه النهائيات. هل تتمنى لقاء الفريق المصري في أدوار متقدمة في كأس إفريقيا؟ لوضع حد للمشاكل بين البلدين، و إنقاذ العلاقات بين الشعبين خاصة وأن نتائج المقابلات تتغير بين الحين والآخر، مرة لصالحنا ومرة أخرى تصب في مصلحتهم، حاليا لا أتمنى لقاءهم في المنافسة القارية المقبلة. • في نظركم أين تكمن نقاط ضعف ومكامن قوة الخضر؟ القوة تكمن في الفنيات الفردية، الحمد لله الفريق لا يشتكي من هذا الجانب، خاصة عندما نتكلم عن المحترفين، أما النقص فيظهر كثيرا في الهجوم، والأرقام هي التي تتحدث عن نفسها ونرى أن أربعة أهداف سجلت من قبل مدافعين، عنتر يحيى، مجيد بوقرة، نذير بلحاج، نحتاج إلى مهاجمين وهداف حقيقي، ونثمن الدعوة التي بعث بها سعدان إلى هداف وفاق سطيف عبد المالك زياية، وان شاء الله سيظهر بوجه مشرف في كأس إفريقيا ولما لا سيكون لاعبا أساسيا في المونديال، وإن شاء الله سيكون الحظ معه. • من تراه اللاعب الذي يستحق مكانا في الفريق الوطني ولم يتم استدعاؤه؟ لا أستطيع التدخل في اختيارات المدرب الوطني رابح سعدان، لكن رأيي يوافق أغلبية المتتبعين وأرى أن لحسن لاعب يمكنه إضافة شحنة أخرى لفريقنا، يجب التفكير يكون احترافيا والذي يصب في مصلحة الخضر. *ما هي الرسالة التي توجهها إلى مناصري الفريق الوطني؟ سؤال مهم جدا، أنصارنا "الله يبارك" عليهم، كانوا بحق اللاعب رقم 12 وبفضل هبتهم تأهلنا يوم 18 نوفمبر الفارط بالسودان وهو ما ترجم عودة الفريق الوطني إلى مكانته الحقيقية وتم استرجاع المستوى اللازم ، أدعو إلى حضورهم ومساندتهم للخضر في كاسي إفريقيا والعالم بصورة حضارية لنفند مل الافتراءات وإبطال التهم الباطلة التي ألصقت بالمشجعين الجزائريين من قبل المصريين. *هل سيتنقل بلومي إلى أنغولا وجنوب إفريقيا لمؤازرة عناصر المنتخب الوطني؟ حاليا أعتبر نفسي مناصرا عاديا مثل بقية الأنصار، وإذا تلقيت دعوة لحضور المونديال سأكون حاضرا بدون شك و في أنغولا سأحاول جاهدا لمؤزارة اللاعبين. *من منطلق تجربتك، ما هي النصيحة التي تود تقديمها إلى الناخب الوطني؟ نشكر سي سعدان للمجهودات التي بذلها طيلة هذا المشوار، أشير هنا إلى أنه للمرة الثالثة سيشارك في المونديال لذلك هو يكتسب خبرة كبيرة تسمح له باتخاذ القرارات الصائبة والتي تصب بدون شك في مصلحة الفريق الوطني، ولهذا أتكلم في هذا المقام كرياضي وأدعوه إلى فرض كلمته داخل المنتخب، ويخلق الانسجام اللازم بين اللاعبين لأنه نقطة أساسية في كلتا المنافستين، ناهيك عن التركيز على الجانب البسيكولوجي. *قضية قدوم مهدي لحسن كادت تعصف باستقرار المنتخب الوطني، ما رأيكم في هذه المسألة؟ أنا أتعجب لمثل هذه التصريحات التي تناقلتها الصحافة، لحد الآن أنا لم اسمع رفض اللاعبين لضم اللاعب مهدي لحسن، على عناصر الفريق الوطني ترك الفرصة له لإظهار فنياته مثلما كانت لهم كذلك في وقت سابق، إذا كان لاعب ضعيف أنا أشاطرهم الرأي ، لكن هذا التصرف أعتبره تدخلا في عمل المسؤولين المخولين بذلك وعلى اللاعبين أن يكونوا عقلاء و الابتعاد عن ذلك قدر المستطاع لأن ذلك سيؤثر سلبا على تماسك المنتخب الوطني. • ما هو أحسن لاعب في اعتقادكم داخل التشكيلة الوطنية الحالية؟ • لا يوجد لاعب يتفوق على بقية اللاعبين من حيث الأداء والفنيات، لكن أرى أن اللاعب بوقرة، زياني، مغني وعنتر يحيى حافظوا على مستواهم ، إلا أن هناك مردود بعض اللاعبين تغير بين مقابلة وأخرى والسبب في ذلك يعود إلى عدم لعبهم في نواديهم، وهذه المشكلة التي يعانني منها هؤلاء بشكل كبير، ولا ننسى أن نحيي الحارس فوزي شاوشي الذي أدى مباراة في القمة وكان رجل المقابلة بدون منازع. • ما تعليقكم على تغطية الصحافة الوطنية لمشوار الفريق؟ • كانت في المستوى المطلوب خاصة خلال مباراة القاهرة ولم تقع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها القنوات الفضائية المصرية، وعلى الإعلان أن يبرز دوره في الأوقات الصعبة التي يمر بها الفريق، ودعم بسيكولوجي. • ما رأيكم في الحملة المصرية ضد الجزائر التي طالت حتى الشهداء الأبرار؟ • لقد ضربوا كل تقاليد الأخلاق الرياضية عرض الحائط، حملة السب والشتم التي تواصلت لأسابيع بينت أنهم شعب يتقن الدعاية، كما يقال بالعامية » حفروا حفرة وطاحوا فيها«، قاموا بتسييس المباراة، كل الحملة التي قادوها ضدنا ستكون لها انعكاسات سلبية في الداخل. • ما هي قراءتكم للنتائج التي أفرزتها عملية سبر الآراء التي قامت بها جمعية »لارديوز«؟ • كرئيس شرفي لهذه الجمعية، سبر الآراء مس كل التراب الوطني، وبين عرفان الشعب لرئيسهم عبد العزيز بوتفليقة للقرار الذي اتخذه بخصوص إرسال المناصرين والتسهيلات الممنوحة لنقلهم إلى ملعب المريخ بأم درمان السودانية يوم 18 نوفمبر الفارط، فقد كانوا دعما بسيكولوجيا مهما، كما أن رئيس الجمهورية كان قد عاهد الشعب الجزائري في حملته الانتخابية في هذه العهدة بإرجاع سمعة الجزائر في عالم الرياضة إلى مكانتها السابقة، لقد عهد فوفى، أول مرة يكون دعما من خلال الإمكانيات المتوفرة بهذا الشكل للفريق الوطني، نتمنى العمر الطويل له إن شاء الله. • ماذا تقول للأجيال الصاعدة؟ • الجيل هذا فرح فرحة تتجاوز فرحة بمناسبة التأهل إلى المونديال، ويجب أن يفهموا هذه الدروس جيدا، خاصة وأننا لم نشهد من قبل وحدة الجزائريين بهذا الشكل.