"أدعو الفريق الوطني إلى التحلي بالروح القتالية أمام مصر" *بوتفليقة أنهى قضيتي مع المصريين خلال عشرة أيام فقط *وقوف الجزائريين إلى جانبي تاج على رأسي أكد نجم الفريق الوطني في الثمانينات بلومي لخضر في حوار ل"صوت الأحرار" على هامش المقابلة التكريمية للاعب القدير مصطفى زيتوني أن قضيته مع الطبيب المصري التي عرفت نهاية سعيدة جاءت بعد تدخل من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ورأى أن وقوف الجزائريين معه في محنته هو تاج على رأسه، فيما تأسف صاحب الكرة الذهبية الإفريقية لعدم إجراء المباراة بين الجزائر ومصر يوم 7 جوان المقبل بملعب 5 جويلية بالعاصمة وتعويضه بملعب مصطفى شاكر بالبليدة، ليشير إلى أن الفريق الجزائري سيلعب بالمقابل أمام 120 ألف مناصر في مقابلة العودة بالقاهرة، مؤكدا أن الجيل الحالي يفتقد للروح القتالية التي كان يتحلى بها جيل الثمانينات. حاورته سهام بلوصيف هنئيا لكم بعد تسوية قضيتكم مع الطبيب المصري وأين وصلت إجراءات السفر إلى كندا؟ الله يبارك فيكم ، وضعت ملف التأشيرة ، وأنا بصدد المشاركة في دورة تلبية لدعوة جمعية أصدقاء زيدان، وتنطلق هذه الدورة يوم 23 جوان 2009 وتتواصل إلى غاية 5 جويلية من نفس السنة. ما هو أول بلد تمنيت السفر إليه بعد رفع الحصار؟ مكةالمكرمة، وقد تلقيت وعودا من عدة أطراف بتمكيني من أداء مناسك الحج، وأنا أنتظر، لكن المكتوب اختار كندا، إضافة إلى هذا فإن اللاعب الدولي زين الدين زيدان يستحق التنقل من أجله. كيف عشت 20 سنة من الحصار؟ ليس 20 سنة، الناس مخطئون لم أخرج منذ رمضان 2006، لقد تنقلت قبل هذا التاريخ إلى قطر ودربت هناك، أنا لم أتأثر بعدم مغادرتي للتراب الوطني بل تأثرت بالتهمة الباطلة التي ألصقت بي، 20 سنة وأنا أقول أنا بريء، وبالمناسبة أشكر المسؤولين الذين قاموا بحل قضيتي وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي أنهى المشكلة في عشرة أيام وهذا يعني أن الجزائري "إذا أراد استطاع"، كما أن المسؤولين الجزائريين سابقا كانوا يتلقون الاستدعاءات من الجانب المصري، إلا أن مصيرها كان الأدراج و بالتالي عدم الرد عليها ولم أكن على دراية بها، الحل جاء في وقته كما أن المصريين اعترفوا أن القضية خارج نطاق الرياضة وأنا كنت الضحية. 20 سنة وأنت تقول إنك بريء من تهمة ضرب الطبيب المصري، هل تعرف الجاني الحقيقي؟ يا أختي، مرارا وتكرارا قلت إني لم أكن حاضرا أثناء الحادثة وهذه ليست المرة الأولى التي أتلقى فيها مشاكل، وعندما كنت لاعبا مع فريق معسكر مع الاتحاد الليبي بليبيا تعرضت لكسر في رجلي، لماذا أنا دائما الذي أدفع الثمن؟ لكن لا بأس إنني أدفع من أجل الوطن وكل شيء يهون من أجل الجزائر. كثيرا ما تتسم المقابلات الكروية مع مصر بحماس شديد، هل هو المستوى المتقارب أو شيء آخر تراه أنت؟ قبل كل شيء الجزائريون والمصريون أشقاء ويعشقون كرة القدم ومن الطبيعي أن كل شعب يتمنى أن تفوز بلاده، مع احترامنا الكبير للمصريين أبطال إفريقيا، نحن إن شاء الله نحاول استرجاع مجد الجزائر، وهم يسعون إلى إدخال السياسة في كل شيء عكسنا تماما، يعرفون كيف يخدمون بلادهم، غير أنه في الجزائر هناك أشخاص يتحركون للحفاظ على مصالحهم الشخصية. هل ستتنقل لمناصرة الفريق الوطني يوم 7 جوان القادم إلى البليدة أم تكتفي بمشاهدة المقابلة على شاشة التلفزيون؟ بدون شك، سأتنقل إلى البليدة لمؤازرة الفريق الوطني ، أتأسف لأن المقابلة من هذا النوع ستلعب في ملعب صغير وهو يتسع ل40 ألف متفرج فقط وهو عدد قليل، كان من المفروض أن تقام هذه المباراة في ملعب 5 جويلية الذي يستوعب 100 ألف متفرج أين يكون هناك دعم بسيكولوجي وبالتالي يلعب الجمهور دور اللاعب رقم 12، وبالمقابل لا يجب ننسى أن مقابلة الإياب ستلعب أمام 120 ألف مناصر مصري بالقاهرة. كيف ترى حظوظ الفريق الوطني لكرة القدم في تصفيات كأسي إفريقيا والعالم؟ المأمورية صعبة ، صحيح أننا نملك لاعبين يمتلكون فنيات كروية وإمكانيات ونحن في الحقيقة لم يصل فريقنا الوطني إلى بلوغ الانسجام المطلوب ، إذن على فريقنا الوطني أن يستثمر في نتيجة التعادل بين مصر وزامبيا والمشاكل الداخلية للفريق المصري، وهما الأمرين اللذين أعتبرهما عاملين أساسيين يجب على لاعبينا الاعتماد عليهما. كيف تقيم مستوى كرة القدم اليوم في الجزائر؟ النتائج تتكلم عن نفسها، بطولتنا لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب، نأمل أن يكون لها مستقبل زاهر، ونتذكر كيف تأهل الفريق الوطني إلى هذا الدور من تصفيات كأسي إفريقيا والعالم بعد تعادل السنغال وغامبيا، لكن أسجل رجوع محمد روراوة كنقطة مهمة وينتظرنا عمل كبير وعلينا أن نفكر من الان في 2014 ورغم هذا نحن نتمنى التأهل لفريقنا. ماذا يعني لكم 23 سنة من الغياب عن كأس العالم؟ نتأسف لما حصل من تقهقر لمستوى كرة القدم في الجزائر، المهم أن يدرك اللاعبون الذين يدافعون عن ألوان الفريق الوطني أنه يتوجب عليهم التحلي بالروح الوطنية والقتالية، الروح القتالية أصبحت مفقودة الآن، الإمكانيات المالية والمادية لوحدها غير كافية. ما رأيك في مباراة الكأس ومن شجعت؟ في الحقيقة شاهدنا فريقين مختلفين، أهلي برج بوعريريج لعب مباراة وضيع عدة فرص وشباب بلوزداد كان الحظ معه، أنا شجعت الطرفين وفرحت للشباب وكأن غالي معسكر هو الفائز بالكأس. كيف تقيم أداء فريق وفاق سطيف هذا الموسم؟ أرى أن أداء الفريق تراجع مقارنة بالموسمين الفارطين والدليل على ذلك تضييعه للقب العربي وتأهله بصعوبة إلى كأس الكاف، أعرف أن اللعب على أربع جبهات صعب لكن إذا نظرنا إلى الإمكانيات المتوفرة لدى الفريق نجد فرقا كبيرا بين النتائج التي حققها والإمكانيات التي وفرت له. ماذا يعني لكم عودة فريق مولودية وهران إلى حظيرة القسم الأول؟ شيء عظيم ونقطة هامة جدا باعتبار المولودية هي رمز كرة القدم الجزائرية بالنسبة لأندية الجهة الغربية الفضل يعود إلى قاسم ليمام وكما يقول المثل الرجل المناسب في المكان المناسب ورغم قلة الإمكانيات استطاع إعادتها إلى مكانها الطبيعي، المولودية أخذت درسا وأدعو إلى احترام قرارات ليمام. من هو اللاعب الذي تتكهن له بمستقبل زاهر في ميدان كرة القدم؟ هناك عدة لاعبين، أتكهن لهم بمستقبل واعد، أذكر منهم لاعب وفاق سطيف حاج عيسى وبوعزة ومترف وفلاح، أعيد وأكرر أن الأموال وحدها لا تكفي يجب العمل بجدية. من هو اللاعب الذي تراه لم ينل حقه في صفوف الفريق الوطني في الماضي؟ مزياني عبد القادر، بوثلجة و عجيسة لا أرى أحدا، الزبدة الكاملة أخذها المدرب رابح سعدان القناة التي تشاهدها بكثرة؟ أشاهد كل القنوات العربية الرياضية ، "الجزيرة الرياضية"، "أر تي"، "دبي الرياضية"،وأتمنى أن يتم إنشاء قناة رياضية في الجزائر قريبا. ماذا تتذكر عن ملحمة خيخون سنة 1982؟ هذا تاريخ بأكمله، عندما نقول خيخون، الجزائريون والعرب والأفارقة يتذكرون فوز الجزائر على ألمانيا، وأود هنا أن أؤكد أن جيلنا استطاع أن يفرض على "الفيفا" قوانين جديدة وهذا هو المكسب الأهم. ما هو أجمل هدف سجلته؟ يبقى الهدف التاريخي الذي سجلته ضد الفريق الألماني سنة 1982 في إطار نهائيات كأس العالم. المقابلة التي لا تريد تذكرها؟ اللقاء الذي لعبناه ضد النمسا في إطار كأس العالم 1982. عرضت عليك القنوات الفضائية الرياضية للاستفادة من تحليلاتك، أين استقر رأيك؟ مع نهاية جوان سأبدأ في دراسة العروض التي تلقيتها، هناك عرضان من الجزيرة الرياضية و "أر تي" الرياضية لكني أفضل "أر تي" لأن ذلك لا يكلفني التنقل وسأحلل من الأستوديو من الجزائر. كيف هي علاقة بلومي مع السياسة؟ بما أنني مواطن جزائري فأنا أتابع كل الأخبار التي تهم البلاد من هم رجال السياسة الذين يقدر بلومي أداءهم في المجتمع؟ لقد أنعم الله عز وجل علينا برجل استطاع العودة بالجزائر إلى مكانتها الطبيعية وهو رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي بفضل سياسته تمكنت بلاده من استتباب الأمن في كل ربوع الوطن، أحب من أحب وكره من كره، أقولها من منطلق أنني شخصيا في معسكر كنت لا أستطيع الخروج قبل الثامنة صباحا وأدخل قبل الخامسة مساء. كم من مرة التقيت رئيس الجمهورية؟ كثيرا، ولا أتذكر عدد المرات، التقيته في مناسبة كروية وخلال زياراته الميدانية لولايتي وهران ومعسكر. ما هي الكلمة التي قالها لك الرئيس و بقيت عالقة في ذهنك ؟ الكلمة التي أتذكرها جيدا عندما قال لي اصبر والحمد لله بتدخل منه سويت قضيتي. هل يحدثنا بلومي عن طفولته وكيف تسلل حب أو عشق كرة القدم إليه؟ أنا أنتمي إلى أسرة بسيطة ، والديا عانا معي كثيرا سواء في المجال الدراسي أو الرياضي كما كنت مدللا، بالنسبة لكرة القدم فقد عشقتها منذ نعومة أظافري، الكرة كانت لا تفارقني، كانت كالدمية بالنسبة للفتاة، هي معي في أحلامي، في يقظتي ومنامي. لو رجع الزمن بك إلى الوراء هل كنت تختار ممارسة كرة القدم؟ نعم، لا أتأسف على ممارستي لكرة القدم وبالرغم من عدم احترافي بالخارج، فإني أعتبرها واجبا للوطن، إضافة إلى اتصال الآلاف من أبناء شعبي بي بعد تسوية قضيتي لتهنئتي أراه تاجا على رأسي، شهادة شعب بأكمله واعتراف منه بعملي. هل تزوجت عن حب أو تزوجت زواجا تقليديا؟ "يضحك"، تزوجت عن حب كم عدد الأولاد؟ عندي 6 أطفال ثلاثة ذكور وثلاث بنات، هم محمد رياض، محمد البشير، محمد أمين، فتيحة، رغدة ووفاء. هل يمارسون كرة القدم؟ إثنان محمد رياض ومحمد البشير هذا الأخير أراه نسخة طبق الأصل لي من خلال حركاته وفنياته ومداعبته للكرة، كما يذكرني بطفولتي، حيث أن الكرة لا تفارقه حتى في أوقات الأكل. آخر كتاب قرأته؟ لا أتذكر كما أنني أتصفح عدة كتب في آن واحد ولا أكتفي بقراءة كتاب واحد من بدايته إلى نهايته. ماذا يمثل الأمير عبد القادر بالنسبة لكم؟ التاريخ يتكلم عنه، هو أول مؤسس للدولة الجزائرية الحديثة ، معروف في كل أنحاء العالم، أدعو الجزائريين إلى قراءة التاريخ. ما هو طبق الأكل المفضل لك؟ الطعام بالمرق وليس بالسمن مدينة جزائرية أعجبت بها كثيرا؟ الجزائر كلها تعجبني لكن معسكر تبقى أول حب لي بلومي النجم كيف يتصرف مع الناس؟ بتواضع، أنا شعبي عادي، أتصرف كأي مواطن عادي. هل النجومية تجعلك تفقد أعصابك أحيانا؟ أبدا بالعكس تجديني دائما فرحا وغير قلق. باعتباركم نجما رياضيا، هل أثر ذلك على علاقتك بأسرتك من منطلق أن جمهورك ينافس عائلتك في حبك؟ لا يوجد أي تأثير وأنا أحيي حياة طبيعية، وكما أن أسرتي وقفت بجانبي فالجمهور كذلك ساندني. ما رأيك في صحافتنا الرياضية؟ للأسف هناك من فهم حرية الصحافة بشكل خاطئ وهذا أثر على احترافيتها، يجب الاعتراف أن الحرية المطلقة قد تتحول إلى فوضى مطلقة. لمن يستمع بلومي من الأغاني؟ كل الأغاني، شعبي حوزي وراي. في سنوات مراهقتك، ما هي أغنيتك المفضلة؟ يضحك، لا توجد أغنية محددة لكني أميل كثيرا إلى أغاني هواري بن شنات باعتباره فنانا يؤدي النوع الشعبي للجهة الغربية من الوطن. من هو أحسن صحفي بالنسبة إليك؟ هذا السؤال صعب الإجابة عنه لأنني أعرف كثيرا من الصحفيين، لكن الأحسن بالنسبة لي حفيظ دراجي. المحطات الحياتية بالنسبة لكل إنسان فيها انتصارات وانكسارات، ما هي أهم انتصاراتك؟ أهم الانتصارات هو تحقيق حلمي كلاعب دولي مشهور، ولم أحلم أبدا أن أكون طبيبا أو مهندسا، زملائي اختاروا مواصلة مشوارهم الجامعي، هناك من تخرج طبيبا وهناك من أصبح مهندسا إلا أنهم صرحوا لي أنهم نادمون على اختيارهم هذا. وماذا تتذكر من انكسارات؟ عدم تأهل الفريق الوطني إلى المونديال منذ 1986 وهذا دليل على أنه لا يوجد خلف للجيل السابق قادر على فرض اسم الجزائر في المحافل الكروية الدولية ونحن نحاول في جمعية قدامى اللاعبين أن نعيد الجزائر إلى مكانتها اللائقة بها. لو اقترح عليك عندما ولدت أن تختار اسما، هل ستختار اسم لخضر؟ سأختار اسم لخضر. من هو المدرب الذي تقدره كثيرا؟ هناك أسماء كثيرة، أذكر منهم مخلوفي، عمارة وماحي لكن المدرب الأول يظل مخلوفي بصفته تابعني منذ انتمائي إلى الفئات الصغرى ما تعليقك على تأهل اللاعبين الأقل من 17 سنة إلى كأس العالم؟ أعتبرهم مستقبل الجزائر، وأدعو كل الهيئات المعنية إلى الاهتمام بهم ودعمهم عن طريق توفير كل الإمكانيات اللازمة. من هو الفريق الأوربي الذي ينال إعجابك؟ الفريق الاسباني برشلونة. إذن شجعته في رابطة أبطال أوربا؟ بالتأكيد..."يضحك" من هو اللاعب الدولي الذي تعجبك فنياته؟ كنت معجبا بميشال بلاتيني لكن بعد ظهور ديغو أرمندو مارادونا أصبح الرقم واحد بالنسبة لي. نعود إلى لقاء الجزائر مصر، ماذا تقول للاعبين والجمهور الرياضي قبل أيام قليلة من المباراة ؟ أقول للاعبين أن يدخلوا المباراة بروح قتالية وينسوا المنح والوعود خاصة وان اللقاء يكتسي طابعا خاصا ونتيجته تلعب دورا كبيرا في مسار تصفيات كأسي إفريقيا والعالم، كما أدعو الجمهور إلى عدم ممارسة ضغط على اللاعبين بل عليهم مناصرتهم والوقوف معهم إلى آخر دقيقة.