قبل أسابيع من اليوم كتبت في هذه الزاوية مقالا بعنوان »بعض المسؤولية من فضلكم« أعاتب فيه الصحافيين الذين أثاروا ضجة حول المدرب رابح سعدان بخصوص استدعاء اللاعب مهدي لحسن .. وقلت من بين ما قلت أنه ليس كل ما يعرف ينشر ليس حول الفريق الوطني فحسب بل في مختلف المجالات .. لأنه من الأجدر ومن اللائق مراعاة المصلحة الوطنية قبل نشر أي خبر، ومن الحكمة التضحية أو تأجيل نشر أي خبر من أجل هدف أسمى. وهي المسؤولية التي يمليها علينا العمل الإعلامي وأخلاقياته وأدبياته. وقبل يومين فقط نشرت صحف وطنية واسعة السحب والإنتشار أخبارا وتقارير عن المنتخب الوطني لكرة القدم، يخيّل لمن يقرأها أن الفريق الوطني قد انفجر وقضي أمره، وأن هناك حرب داحس والغبراء بين اللاعبين وبين المدرب وبين الاتحادية. والمفروض أن أخبارا من هذا النوع قبل بضعة أيام من انطلاق كأس إفريقيا للأمم لا يجب أن تنشر على صدر الصفحات الأولى إذا كان لابد من نشرها، ولم يكن من الحكمة أيضا منحها أكثر من الصفحة في بعض الجرائد، لأنها تأثر فعلا على المنتخب، وقد تأتي بنتائج عكسية تعكر أجواء الفرحة التي صنعها اللاعبون للجزائريين. والحمد لله أن المعلومة المغلوطة أو الإشاعات جوبهت وحوربت بالمعلومة الصحيحة في الوقت اللازم، بعدما كذبت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تكذيبا قاطعا ما نشرته الصحافة الجزائرية. وصراحة أنا نفسي لم أكن أتمنى أن يدعو كاتب الدولة للاتصال الصحافة المكتوبة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه ما تنشره حول المنتخب الوطني، لأن تلك الدعوة هي إدانة صريحة لمهنية الصحافيين ومسؤوليتهم تجاه قرائهم وفريقنا الوطني. والواقع أنه يتعين على جميع الجزائريين ، جمهورا وإعلاميين، أن يتركوا الفريق الوطني يشتغل بدون ضغط، وأن يحدد الطاقم الفني للفريق الوطني السقف الذي يرى أنه بوسعه تحقيقه في دورة أنغولا . نحن من حقنا أن نحلم .. بنيل حتى كأس العالم .. لكن ليس من حقنا تحميل الفريق مسؤولية ربما أكبر منه .. فنزيده ضغطا قد يأتي بنتائج عكسية. إن الفريق حقق لنا كجزائريين ما لم نكن نحلم به، وصنع لنا فرحة لم نكن نحلم بها إطلاقا .. لقد أدى الفريق ما عليه وزيادة .. أما الآن فهو في دورة تأهلت إليها أكبر الفرق وأقواها، وبدون شك فإن اللاعبين يعلمون ما بوسعهم لتحقيق نتائج أفضل ، ويكفيهم شرفا وفخرا أنهم تأهلوا لدورة أنغولا وكأس العالم بجنوب إفريقيا .. فهل نسينا أنه حتى حلم التأهل لكأس إفريقيا كان بعيدا عنا ؟. العمود نشر أمس ويعاد نشره اليوم لتزامنه مع انتقال الخضر إلى أنغولا للدفاع عن التألق وكسر شوكة الناقمين على نجاحات الجزائر.