قرر أمس نقابيو الشركة الوطنية للسيارات الصناعية »سوناكوم« مواصلة الإضراب إلى غاية تحقيق المطالب التي رفعوها ووصفوا البيان الذي أصدره الاتحاد العام للعمال الجزائريين ب»الغامض وغير المفهوم«، وستتواصل الحركة الاحتجاجية عبر كافة فروع المؤسسة سواء كان ذلك بالرويبة أو تلك الموجودة بالولايات الأخرى على رأسها قسنطينة، وهرانوعنابة. حسب سامية بوجناح ممثلة عن العمال، فإن اجتماعا عُقد أمس ضم نقابيي المؤسسة وخُصص لدراسة البيان الصادر عن الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وأوضحت أنه كان من المنتظر عقد ندوة صحفية مباشرة بعد اللقاء لكن النقابيين فضلوا إرجاء ذلك، ومن بين أهم النتائج التي خرج بها اللقاء الاتفاق على مواصلة الإضراب ابتداء من نهار اليوم، ما يعني الدخول في الأسبوع الثاني من الحركة الاحتجاجية، وأرجع النقابيون هذا القرار إلى غموض البيان الصادر عن المركزية النقابية كونه لم يأت بأي جديد ولم يتطرق بصفة مباشرة إلى المطالب التي رفعها عمال الشركة الوطنية للسيارات الصناعية. وأكدت المتحدثة في اتصال هاتفي بها، أنه تم إبلاغ القرار إلى فروع المركب سواء الموجودة بالرويبة أو تلك الموجودة بولايات أخرى كقسنطينة، وهران، عنابة وبشار، وبالنسبة للمنطقة الصناعية بالرويبة فيُرتقب مواصلة الاحتجاج داخل المُركب في حال تساقط الأمطار، أما إذا كان الجو غير ممطر فسيتم تنظيم مسيرة سلمية إلى مدخل الرويبة، علما أن قوات مكافحة الشغب كانت، يوم الخميس الماضي، منعت المسيرة عبر استعمال القوة مما تسبب في إصابة بعض العمال بجروح خفيفة. وتتمثل مطالب العمال أساسا في رفع الأجور والتراجع عن إلغاء التقاعد دون شرط السن الذي أقره لقاء الثلاثية بين الحكومة، الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنظمات أرباب العمل، إَضافة إلى إلغاء المادة »87 مكرر« التي تُعتمد في حساب الحد الأدنى للأجور. وأمام إقرار العمال مواصلة الإضراب يكون هؤلاء قد وضعوا الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد في مأزق حقيقي سيما وأنه لم يُكلف نفسه لغاية الآن عناء التنقل إليهم والتحدث معهم مباشرة وهو من بين الأشياء التي زادت في غضب النقابيين والعمال الذين اتهموه بخيانة الأمانة خلال لقاء الثلاثية، ومن بين الأشياء التي تبق محل تساؤل لجوء سيدي السعيد إلى التعامل مع الحركة الاحتجاجية عبر البيانات. من جهتها، أبدت النقابات المستقلة دعمها للإضراب الذي يشنه عمال »سوناكوم« وذلك عبر اتصالات أجراها ممثليها بنقابيي المؤسسة، ولا يُستبعد أن يقوم ممثلين عن النقابات المستقلة على القيام بزيارات إلى المُضربين خلال الأسبوع الجاري. يُذكر هنا، أن بيان المركزية النقابية تضمن التأكيد على أن لقاء الثلاثية أقر ضرورة الانطلاق في مفاوضات حول الأجور بالنسبة للقطاع الاقتصادي العمومي والخاص وأن لقاء سيُعقد عما قريب بين الأمانة الوطنية برئاسة سيدي السعيد والفدراليات لتحديد آليات التفاوض، مع التأكيد كذلك بأن الشركة الوطنية للسيارات الصناعية استفادت من إجراءات هامة على رأسها معالجة الديون بقيمة 62 مليار دج و إسهام نقدي بقيمة 5.5 مليار دج موجه لإعادة التوازن المالي، إضافة إلى تقويم التسعيرات الجمركية المفروضة على مدخلات صناعة السيارات ووضع جهاز يفرض على المستفيدين من برامج دعم التشغيل اقتناء السيارات حصريا من »سوناكوم« ناهيك عن تمويل الاستثمار الذي يتم طلبه من الصندوق الوطني للاستثمار والمقدر ب11 مليار دج طوال 20 سنة مع الاستفادة من 7 سنوات إعفاء ونسبة مخفضة تقدر ب 2 بالمائة.