ما تزال الخارجية البريطانية تصر على تصنيف الجزائر في خانة الوجهات العالية الخطورة التي ينصح بعدم السفر إليها إلا في حالات الضرورة القصوى، حيث وجهت تحذيرات لمواطنيها من السفر إلى الجزائر وبشكل خاص إلى منطقة الأهقار بدعوى وجود تهديدات إرهابية وعمليات اختطاف تنفذها الجماعة التي تسمي نفسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، متجاهلة أن الجزائر ومنذ سنة 2003 لم تشهد أية عملية اختطاف لسياح أجانب. تأتي هذه التحذيرات البريطانية التي تضمنها آخر تحديث للنشرية الإلكترونية الخاصة بنصائح السفر الصادرة عن وزارة الخارجية البريطانية نهاية الأسبوع المنقضي في وقت تشير فيه كل المعطيات إلى تحسن الوضع الأمني في الجزائر، حيث أكد نور الدين يزيد زرهوني وزير الداخلية في تصريحات صحفية أدلى بها قبل أيام الاستقرار الأمني وتراجع نشاط الجماعات المسلحة في الجزائر، كما اعتبر خبراء في المجال سنة 2009 الأكثر أمنا منذ بداية موجة العنف التي عرفتها البلاد بداية التسعينات. وقد حملت النشرية البريطانية تحذيرا صريحا للسياح البريطانيين من التوجه إلى الجزائر، وبشكل خاص إلى منطقة الأهقار في الصحراء الجزائرية المحاذية للنيجر مخافة التعرض لعمليات الاختطاف التي تنفذها الجماعات المسلحة التي تنشط تحت لواء التنظيم الذي يسمي نفسه القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأشارت الخارجية البريطانية إلى عمليات الاختطاف التي نفذها التنظيم مؤخرا، وقالت إنها تعتقد بإمكانية أن تتكرر مثل هذه العمليات الإرهابية مستقبلا، متجاهلة في المقابل أن العمليات التي تتحدث عنها نفذت خارج حدود الجزائر في دول مجاورة، وتعود آخر عملية اختطاف لرعايا أجانب بالمنطقة إلى تاريخ 19 ديسمبر الفارط عندما اختطفت عناصر تنشط في صفوف القاعدة إيطالي وزوجته في الجنوب الشرقي لموريتانيا، كما عرف قبلها بأيام ثلاث رعايا أسبان على الطريق الرابط بين العاصمة نواقشط ونواديبو نفس المصير، إلى جانب رعية فرنسي اختطف هو الآخر في مالي. كما عادت الخارجية البريطانية في نشريتها إلى التذكير بمحاولة اختطاف موظفين في السفارة الأمريكية في النيجر في 14 نوفمبر الفارط، وبعملية التصفية الجسدية للسائح البريطاني ادوين ديير من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في ماي الماضي الذي ظل محتجزا في شمال مالي لما يقارب 6 أشهر، بالنسبة للندن فإن الخطر يكمن في الحدود الجنوبية للجزائر وصنفت منطقة الهقار القريبة من النيجر كمنطقة عالية الخطورة والجزائر كوجهة خطرة، وبالنسبة لوزارة الخارجية البريطانية فإن تقييمها لمستوى التهديد الإرهابي في الجزائر لم يتغير منذ سنتين، فقد ضاعفت نداءات التحذير لرعاياها من السفر للجزائر إلا في حالات الضرورة القصوى، رغم التحسن الأمني الواضح والذي تؤكده مختلف التقارير الدولية الوطنية.