استغرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية، إدراج الجزائر ضمن قائمة الدول الخطيرة، مؤكدا اعتراف لندن بالتجربة الجزائرية الرائدة في مجال مكافحة الإرهاب، ليعلن في سياق ذي صلة دعم بريطانيا للموقف الجزائري الداعي إلى عدم منح الفدية للإرهابيين من أجل إطلاق سراح الرهائن، والذي ترى منه بريطانيا »وسيلة لتمويل الإرهاب«، فيما يرتقب أن يقوم الناطق باسم الخارجية البريطانية مارتن داي بزيارة إلى الجزائر قريبا. أشاد مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية بالخبرة الكبيرة التي تملكها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، معلنا في حديث نقلته جريدة »القدس العربي«، أن لندن لا ترى أي مبرر لقراري فرنسا وواشنطن القاضيين بوضع الجزائر ضمن قائمة الدول الخطيرة، بالنظر إلى التجربة الكبيرة التي عاشتها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب من خلال المعركة الفردية التي خاضتها خلال العشرية السوداء، وقد كشف المسؤول عن أن بريطانيا تملك بدورها قائمة بأهم الدول التي تعتبرها »خطيرة«، والتي قال إنها تعرف تحديثا بين فترة وأخرى على أساس تقييم الوضع الأمني والأخطار القائمة في كل دول العالم. وفي سياق حديثه عن الأهمية القصوى التي توليها السلطات البريطانية فيما يتعلق بالوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، اعترف المسؤول أن بريطانيا قد استفادت كثيرا من التجربة الجزائرية في إطار التنسيق الأمني القائم بين البلدين، والتي ستوظفها ضمن مساعيها الرامية إلى مكافحة الإرهاب بهذه المنطقة التي قال إنها تعرف نشاطا إرهابيا كبيرا بدليل تعدد الاختطافات التي يتعرض لها السياح الأجانب من طرف الجماعات الإرهابية. وغير بعيد عن ملف مكافحة الإرهاب، أكد ممثل الخارجية البريطانية مساندة المملكة المتحدة للموقف الجزائري الداعي إلى عدم منح الفدية للإرهابيين مقابل إطلاق سراح الرهائن، بغض النظر عن مختلف الضغوط التي يمكن أن تتعرض إليها بريطانيا إزاء هذا الموقف، في إشارة إلى اختطاف الرعية البريطاني في شمال مالي الذي تزامن تقريبا مع اختطاف سياح أجانب آخرين من طرف ما يعرف باسم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث كان الرعية البريطاني هو الوحيد الذي اغتالته هذه الجماعة، وعما إذا كانت سويسرا وألمانيا قد دفعت فدية لتحرير رعاياها، أكد المتحدث عدم درايته بمثل هذه الافتراضات، مضيفا أن إقدام الجماعة الإرهابية على تصفية الرعية البريطاني قد جعل الحكومة في موقف حرج أمام الرأي العام، ورغم ذلك فإن بريطانيا كانت ولا تزال ترفض الدخول في مفاوضات أو دفع فدية للجماعات الإرهابية، كونها تعتبر ذلك وسيلة لتمويل الإرهاب، كما أوضح أن دفع الفدية سيشجع على تكرار اختطافات أخرى، موضحا أن الحكومة نصحت رعاياها بعدم السفر إلى منطقة الساحل، وهو القرار الذي لاقى استجابة من قبل البريطانيين. وفي إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر وبريطانيا، أوردت جريدة »القدس العربي« تحضير الناطق باسم الخارجية البريطانية مارتن داي في منطقة الدول العربية للقيام بزيارة إلى الجزائر تعتبر الأولى من نوعها، والتي تأتي في إطار سعي لندن إلى تعزيز علاقاتها مع الجزائر، حيث يرتقب أن يلتقي مارتن خلال زيارته بعدد من المسؤولين الجزائريين لمناقشة واقع العلاقات بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.