أشار عبد العزيز بلخادم وزير الدولة المبعوث الشخصي لرئيس الجمهورية، إلى أنه انتزع ضمانات من كاتبة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية هيلاري كلينتون خلال لقاء جمع بينهما بالعاصمة القطرية الدوحة، من أجل مراجعة قائمة »دول الخطر« التي تسري على رعاياها إجراءات تفتيش مشدّدة، وهو نفس الموقف الذي قال إن السناتور جون كيري قد سار عليه. لمّح بلخادم في تصريح خاص للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية حول مشاركته في »قمة أمريكا والعالم الإسلامي« المنعقدة مؤخرا بالعاصمة القطرية الدوحة، إلى أن الإدارة الأمريكية التزمت بأخذ طلب الجزائر وانشغالها حيال إدراجها ضمن قائمة دول الخطر التي تفرض بموجبها على رعاياها تدابير تفتيش خاصة، بجدية وبعين الاعتبار، مشيرا إلى أن ذلك سيتضح في وقت لاحق. وفي هذا الشأن تحدّث وزير الدولة الذي شارك في أشغال هذا المنتدى ممثلا لرئيس الجمهورية، عن بعض تفاصيل لقاء جمعه مع كاتبة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية هيلاري كلينتون حيث أفاد بأنه أبلغها بقلق الجزائر من قرار البيت الأبيض، مضيفا »وقد التزمت بأن تبلغ هذا الانشغال إلى المسؤولين الأمريكيين«، وأكثر من ذلك فإن بلخادم أكد أن كلينتون أخبرته بأنه سيتمّ مراجعة هذه القائمة بناء على هذه الملاحظات. وبدا من كلام وزير الدولة في تصريحه المقتضب على أمواج الإذاعة بأنه انتزع كذلك التزاما من عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جون كيري بأن ينقل انشغال بلادنا إلى الإدارة الأمريكية حال عودته، وقد سبق للمترشح السابق للرئاسيات الأمريكية في 2004 أن أثنى على مداخلة الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة في قمة الدوحة الأخيرة على كلمة بلخادم التي قال إنها »اتسمت بروح المباشرة«. وبالتزامن مع ذلك جاء في حوار لوزير الدولة خصّ به صحيفة »العرب« القطرية، حول هذا الموضوع بالذات تأكيده أنه »طبيعي أن ترفض الجزائر لأنه لا يعقل أن نتعامل كشركاء في إطار تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي والعمل على بناء جسور التلاقي، وفي الوقت نفسه تقام حواجز، وتتخذ إجراءات تمييزية مجحفة ومهينة لكرامة الناس«، مشدّدا من لهجته »ولذا لا يمكن أن نسكت عن مثل هذه الإجراءات والتصرفات«. وأشار بلخادم إلى كلمة هيلاري كلينتون في منتدى الدوحة بقوله: »وفي ردّها على بعض الأسئلة قالت: إننا سنراجع ونعيد النظر في هذه الإجراءات، بمعنى أن الباب مفتوح لتغيير هذه الإجراءات، لأن الأمر أولا تمييزي وكل تمييز شائن«، قبل أن يلفت إلى أنه »من حق كل دولة أن تحترز لأمنها، لكن هل هذا الإجراء هو ضمان أكيد، لأن الإرهاب مرفوض، والاعتداء على أرواح الناس وممتلكاتهم مرفوض، لكن في الوقت نفسه، فهذا الإجراء الذي يعمم على مواطنين من جنسيات معينة، وديانة معينة، وعرق معيّن، هو إجراء تمييزي، ونوع من العنف أيضا«. وتأتي الضمانات التي يكون الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية قد كسبها خلال محادثاته مع كل من هيلاري كلينتون وجون كيري، بعد أيام فقط من الانتقادات اللاذعة التي وجّهها إلى الإدارة الأمريكية على مرأى الاثنين في افتتاح منتدى الدوحة، حيث استنكر بلخادم في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس بوتفليقة إجراءات التفتيش المطارات التي أقرتها واشنطن ضد بعض الدول دون غيرها، وتساءل حينها: »كيف يُمكن أن نعري هؤلاء الناس بحكم التكنولوجيا والحفاظ على الأمن..؟«. ولم يتوان عبد العزيز بلخادم كذلك في التأكيد بأن هذه الإجراءات تتم وفقا لعامل عرقي لا غير، منددا في المقابل بما أسماه »النمطية الغربية الخطيرة عن الإسلام«، وقد اغتنم فرصة لقاء هامشي مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي جون كيري، ومدير مركز »سابان« لسياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينغز بأمريكا مارتن أنيدك، ليتساءل عن هذه الإجراءات التمييزية »كيف يُمكن أن نحاور المسلم ونوطد العلاقة مع أمريكا، وفي نفس الوقت نتعامل معه عندما يتعلق الأمر مع ما هو مشروع..؟«. كما تتزامن تصريحات بلخادم مع زيارة يشرع فيها ابتداء من اليوم وفد تجاري رفيع يقوده المبعوث الشخصي للرئيس باراك أوباما يضمّ 24 مسؤولا عن كبريات المؤسسات والشركات الأمريكية من أجل بحث آفاق الشراكة والتعاون في العديد من القطاعات خاصة منها التعاون الأمني، ومن غير المستبعد أن تطرح قضية إجراءات الإدارة الأمريكية خلال لقاءات هذا الوفد مع مسؤولين في الحكومة الجزائرية رغم الطابع التجاري لهذه الزيارة.