وكانت رايس قد بدأت محادثاتها اول أمس في إسرائيل بلقاء وزير الدفاع الإسرائلي إيهود باراك، و عقدت محادثات أمس مع رئيس الوزراء إيهود أولمرت، واجتمعت أيضا بوزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وقالت رايس في مؤتمر صحفي مشترك مع ليفني أن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية جدية ومعمقة وقد حققت تقدما على مدار العام الحالي على الرغم من وجود فجوات في مواقف الجانبين .ورغم إصرارها على ضرورة مواصلة الجهود لتحقيق تقدم إلا أن رايس استبعدت الكشف عن تفاصيل اتفاق مؤقت بين الجانبين الشهر المقبل، وفيما يتعلق بالأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية اعتبرت الوزيرة الأمريكية أنها غير مفيدة وتهدد بعرقلة المفاوضات قائلة" أعتقد أن ذلك لم يعد سرا وقد أبلغت نظرائي الإسرائيليين أني لا أعتقد أن الأنشطة الاستيطانية مفيدة لعملية السلام".ومضت رايس قائلة" نحتاج إلى خطوات تزيد الثقة بين الطرفين وتجنب ما من شأنه الإضرار بهذه الثقة "، وقالت ليفني من جهتها أن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بسياسة عدم بناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة وعدم مصادرة أراض فلسطينية لبناء مستوطنات، وأوضحت أنه على حد علمها فقد تراجعت الأنشطة الاستيطانية إلى درجة كبيرة.وكانت جماعة السلام الآن الإسرائيلية قد انتهزت فرصة زيارة رايس لإصدار تقرير يؤكد أن الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة قد تضاعفت تقريبا خلال العام الماضي. ونقل التقرير عن تقديرات المكتب الإسرائيلي للإحصاء أن عملية بناء 433 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية بدأت بالفعل في جانفي الماضي بزيادة تقترب من الضعف عن عام 2007، وذكر التقرير أنه يتم حاليا بناء ألف منزل في المستوطنات القائمة، كما التقت الوزيرة الأمريكية أمس في القدس رئيسي وفدي التفاوض الفلسطيني أحمد قريع وتسيبي ليفني.ووصلت رايس إلى إسرائيل أول أمس في مستهل زيارة جديدة هي السابعة التي تقوم بها إلى المنطقة منذ أن حدد الرئيس الأمريكي جورج بوش وايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي ومحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية هدف التوصل إلى اتفاقية سلام بين الجانبين بحلول نهاية عام 2008 في مؤتمر انابوليس الذي عقد في الولاياتالمتحدة في نوفمبر الماضي. وتأتي زيارة المسؤولة الأمريكية إلى المنطقة في وقت تتضاءل فيه الآمال بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بنهاية العام الجاري، إذ لم تسفر المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين سوى عن تقدم ضئيل، و خفض كلا من عباس واولمرت من سقف توقعاتهما في الوقت الذي أحاطت بالأخير فضيحة فساد أدت إلى عدم استقرار سياسي في إسرائيل. وتراجع أفق اتفاق السلام بين الجانبين إلى مجرد مخطط لاتفاق نهائي لن يدخل حير التنفيذ إلا بعد وقت طويل من رحيل الإدارة الأمريكية الحالية في جانفي المقبل، وما زالت المفاوضات عالقة عند قضايا أساسية هي حدود الدولة الفلسطينية ومستقبل القدس والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ولاجئي 1948.