كشف المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، أن الزعيم الفرنسي، شارل دوغول، لم يرغب أبدا في دمج الجزائريين في الجمهورية الفرنسية بالرغم من تبني الجمهورية الفرنسية لمطلب الجزائر الفرنسية، متجاهلا عامل ثورة التحرير في قلب موازين القوى، رغم كل محاولات الحكومات الفرنسية المتتالية القضاء عليها، خاصة وأن مرحلة رئاسة دوغول كانت الأعنف والأكثر دموية ضد الثورة والشعب الجزائري، كما كان في كل خطبه يؤكد فرنسية الجزائر، وما يؤكد ذلك تمسك فرنسابالجزائر مقابل تفريطها في 12 مستعمرة في إفريقيا جراء قوة الثورة• ونقلت أمس صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية ملامح عن الكتاب ''دوغول السر وخياره بالنسبة للجزائر'' وما تناوله المؤرخ ستورا، الذي أشار إلى أن طرح دوغول لفكرة تقرير المصير للشعب الجزائري تبقى موضع تساؤل، حيث أنه في الوقت الذي قال للأقدام السوداء التي أتت لتحيته في الجزائر العاصمة يوم 4 جوان 1958 ''لقد فهمتكم''، كان بصدد اتخاذ خياره بأن تكون الجزائر جزائرية، وأن ديغول قرر منح الاستقلال للجزائر بعد مسلسل من الأحداث، وبعد أن تبنى لبعض الوقت فكرة إدماج الجزائروفرنسا في جمعية على شاكلة منظمة الكومنوالث لمستعمرات بريطانيا القديمة، وهذا لرغبة ديغول في تنظيف أوربا، يقول ستورا، من بقايا المستعمرات، وخصوصا التخلص من مجموعات المسلمين، كونه لم يتصور أبدا إمكانية دمج المسلمين من أصل جزائري في المجتمع الفرنسي وتمتعهم بكامل حقوقهم، معتبرا أن تاريخ الأمة الفرنسية أنتجته الحضارة المسيحية فقط، حيث كانت نظرته إلى الثقافة الإسلامية على أنها جسم دخيل• وأضاف كتاب ستورا بأن نظرة دوغول إلى أن تلعب فرنسا دور قلب أوربا ساهم في أن يقتنع بأن الجزائر للجزائريين، وأن المفارقة الكبيرة هي أن داعمي فكرة الجزائر فرنسية هم من يتبنون المبادئ الجمهورية للثورة الفرنسية لعام 1789، في حين أن المنادين باستقلال الجزائر يدعون إلى التفرقة والانفصال تحت شعار احترام ثقافة كل شعب• وسيكون كتاب بنجامين ستورا ''دوغول اللغز وخياره بالنسبة للجزائر'' ابتداء من الثالث من سبتمبر المقبل في المكتبات الفرنسية، ومن دون شك فإن سياق الكتاب المكرس للمقولة المروج لها التي تفيد بأن ديغول هو الذي منح الاستقلال للجزائر ولم تنتزعه الثورة، سيثير الكثير من ردود الفعل المتحفظة عليه في الجزائروفرنسا ذاتها•