يُنتظر أن يُعطي وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد صباح اليوم من تيارت إشارة الانطلاق الرسمي لامتحانات شهادة التعليم المتوسط ، وقد أكد أنها ستجري في ظروف طبيعية جدا، وفي وفرة إمكانيات مادية وبشرية ضخمة، قدّرتها الوزارة ب 1.611 مليار دينار، ومجموع أكثر من 90 ألف من الأساتذة الحراس والمصححين ، يتوزعون عبر 1814 مركز إجراء، و61 مركز تصحيح، ويتوقع أن تسجل امتحانات هذه السنة أعلى نسبة من النجاح. يشرع بداية من صباح اليوم أزيد من 504 آلاف تلميذا في امتحانات شهادة التعليم المتوسط ، وستتواصل على مدى ثلاثة أيام، ومُقرر أن يعطي وزير التربية أبو بكر بن بوزيد صباح اليوم إشارة الانطلاق الرسمي لهذه الامتحانات من ولاية تيارت بغرب البلاد، التي سيكون متواجدا بها في زيارة عمل وتفقد. ومثلما هو مبرمج، سيكون غلاف مادة اللغة العربية أول غلاف يفتحه تلميذ أو تلميذة أمام وزير التربية والوفد المرافق له، وبذلك ستكون مادة اللغة العربية أول مادة، يُمتحنُ فيها التلاميذ في اليوم الأول، عبر كامل مراكز الإجراء، المقدر عددها بمجموع 1814 مركز، وتكون متبوعة بمادة الفيزياء في الفترة الصباحية، بداية من الساعة العاشرة ونصف، وعلى أن يواصل التلاميذ امتحاناتهم في الفترة المسائية على التوالي، في مادتي التربية المدنية ثم التربية الإسلامية. وسيُخصّص اليوم الثاني لامتحان التلاميذ في مادتي الرياضيات، واللغة الانجليزية صباحا، ومادتي التاريخ والجغرافيا مساء. أما اليوم الثالث فسيخصّص لمواد العلوم واللغة الفرنسية، ثم اللغة الأمازيغية. ومثلما هو مقرر من وزارة التربية، فإن أسئلة امتحانات كل هذه المواد لن تخرج عن المقررات والبرامج الدراسية التي تلقّاها التلاميذ على مدار السنة الدراسية المنتهية، ومنتظر منها أن تكون في مستوى كافة التلاميذ المواظبين، وأن لا تكون فيها أية تفخيخات أو تعقيدات أو أخطاء، مثلما حدث في بعض المرّات، ويعود هذا بالأساس إلى الرعاية والاهتمام الإضافيين اللذين أملتهما الأخطاء الحاصلة في المدة الأخيرة، وألحّ وزير التربية الوطنية نفسه على أخذ كافة الاحتياطات من تكرار مثل هذه الهفوات، وقد جندت الوزارة لذلك أعدادا مهمة من الكفاءات والقدرات التربوية، المتمكنة على مستوى طرح الأسئلة وتصنيفها وفرزها واختيار الأجود والأصلح والأفيد منها، وفق ما تراه الدولة والوزارة. وحسب آخر التطمينات القادمة من وزارة التربية ، فإن بن بوزيد يطمح أن تكون نسبة النجاح العامة لامتحانات هذه السنة مُرتفعة عن النسب التي سجّلتها امتحانات السنوات الماضية، وهذا أيضا ما يتوقعه، وهو ينطلق في هذا الموقف من قناعة أن الإصلاح التربوي، الذي مرّ على تطبيقه خمس سنوات، وبلغ ذروته القصوى مع نهاية هذه السنة، وهذه النتائج بالنسبة للقائمين على الإصلاح هي أولى الثمار الحقيقية. وانطلاقا من هذا الموقف، وهذه التوقعات، فإنه يُتوقع أن تتجاوز نسبة النجاح نصف العدد الذي شارك في هذه الامتحانات. وإذا كانت هذه التوقعات تأمل في تحقيق هذه العتبة من النجاح، فإن الأولياء والتلاميذ يطمحون إلى تحقيق ما هو أفضل بكثير عن هذا المستوى، وهم يرون أن هذا لن يتحقق إلا بإقرار العودة إلى نظام الإنقاذ، وهذا معناه أن تنجح أعداد كبيرة إضافية من التلاميذ الذين لم يتحصلوا في هذه الامتحانات على معدل 10 من 20 في امتحان شهادة التعليم المتوسط، ، وعلى 10 من 20 في الجمع بين معدلي السنة الدراسية الجارية، وامتحان شهادة التعليم المتوسط ، ومن أجل تليين موقف وزير التربية الوطنية الرافض لهذا الإنقاذ، الذي لا يرى في أنه يتماشى مع منطق الإصلاح التربوي الجديد الذي يستوجب بالضرورة وفرة النوعية، لا الكمّ وحده، يُرتقب أن تتقدم جمعيات أولياء التلاميذ لوزير التربية الوطنية بطلب العودة إلى نظام الإنقاذ ، في الاجتماع، الذي سيُعقد هذا الأسبوع، وكذا رفع سن الطرد المدرسي من 16 إلى 17 سنة ، مع التذكير حاليا أن المرور إلى السنة الأولى ثانوي يتطلب من كل تلميذ الحصول على معدل 10 من 20 في امتحان شهادة التعليم المتوسط ، أو الحصول على معدل 10 من 20 ، في مجموع المعدل الدراسي للسنة الجارية زائد معدل امتحانات شهادة التعليم المتوسط .