دافع المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة عن خياراته التي أصبحت محلّ انتقادات واسعة في الفترة الأخيرة، معلنا بقاءه على رأس المنتخب المحلي الذي اعتبر تأهّله إلى نهائيات أمم إفريقيا ثمرة عمله، مثلما أكد من جهة أخرى تحفظّه بخصوص انتداب مدرّب أجنبي يعمل إلى جانبه، وقد بدا الناخب الوطني متخوّفا حول تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها إلى »الخضر« تحت مبرّر عدم امتلاكه الوقت الكافي للنجاح. لم يُبد المدرب الوطني، في حديث مُطوّل مع موقع »فوت أفريكا«، أي اعتراض بخصوص العمل مع مدرّب أجنبي، خاصة وأن هناك حديثا عن اتصالات لانتداب مدرب معروف بعد هزيمة إفريقيا الوسطى، ولذلك فإن بن شيخة علّق على هذا الأمر بالقول: »أنا لست ضد مساهمة خارجية إذا كانت تخدم مصلحة كرة القدم في الجزائر«، لكنه حذّر من تبعات خيار من هذا النوع عندما صرّح في هذا الشأن »التاريخ أعطى لنا الكثير من الأجوبة في هذا الشأن بدليل أن الجزائر تأهلت ثلاث مرات إلى المونديال بفضل مدرّب محلي، كما أننا حصلنا عل كأس إفريقيا للأمم مرة واحدة في 1990 بفضل ثمرة طاقم فني جزائري«، ولذلك فإن المتحدّث وصلت إلى نتيجة مفادها أنه »بالتالي فإن اختيار الكفاءات الوطنية هو عامل تاريخي وثقافي أيضا، نحن لدينا مدربون أكفاء الذين تلقوا تكوينا قويا ومتينا«. وفي إجابته على سؤال حول الانتقادات التي تعرّض لها بسبب بقائه مدربا لمنتخب المحليين وإمكانية تأثير ذلك على نتائج المنتخب الأوّل، أبدى عبد الحق بن شيخة إصرارا كبيرا على الاستمرار في الدمج بين المنصبين بقوله: »هذا أمر طبيعي لأنهم عناصر المنتخب المحلي عملت معها وقد نجحنا سويا في ضمان التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين لأول مرة، وهم بذلك يمثلون مستقبل الجزائر«، وبرّر خياراته أيضا من خلال التأكيد بأن »الفريق الوطني المحلي يُعتبر بمثابة غرفة الانتظار بالنسبة للفريق الأساسي، وبالتالي فإن الإشراف عليه يسمح لي بمتابعة مباشرة للاعبين الذين يأملون في انضمام إلى الفريق الأول في المستقبل«. اللاعب المحلي بحاجة إلى ردّ الاعتبار كما دافع بن شيخة عن قراراته بضم لاعبين من البطولة الوطنية على عكس السياسة التي كان يعتمدها رابح سعدان، حيث صرّح تعليقا على ذلك »المهارات موجودة في البطولة المحلية، واللاعب المحلي يبقى بحاجة فقط إلى رد الاعتبار«، وربط هذا الأمر بالتحسن الحاصل في سياسة السلطات العمومية تجاه الرياضة الأكثر شعبية في البلاد » كرة القدم بدأت تستعيد حقها الطبيعي تدريجيا في الجزائر، ونظرا للكثير من الأسباب التي تعرفونها فإن هذه اللعبة لم تكن تُشكل أولوية بالنسبة للدولة الجزائرية في مرحلة سابقة«. وفي نفس السياق ذهب مدرب المنتخب الوطني إلى القول »أما اليوم فإن الأمور بدأت تتغير، والدليل أن فرقا مثل وفاق سطيف وشبيبة القبائل استعادت مكانتها على الصعيد القاري، إضافة إلى الشروع في البطولة الاحترافية ابتداء ن هذا الموسم، وعموما فإن هناك إرادة قوية من طرف الدولة لتطوير كرة القدم في الجزائر«. ..لهذه الأسباب انهزمنا في بانغي وتحدّث عبد الحق بن شيخة بكثير من التفصيل عن هزيمة إفريقيا الوسطى وبدا متفائلا بتدارك الوضع خلال باقي المواجهات، وعبّر عن ذلك موضحا »أنا بطبعي إيجابي، ورغم هزيمة إفريقيا الوسطى فإننا سنعمل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق 12 نقطة في المباريات المتبقية«، وتابع تعليقه على خسارة بانغي »لقد خسرنا الكثير على مستوى المواجهات الثنائية، ولكنها في النهاية كانت هزيمة جماعية، وبالتالي فإن ما يهُمني هو حماية لاعبيّ لأن الظروف المناخية كانت حقيقة صعبة جدّا«، وأرجع الهزيمة إلى »كان لدينا 8 لاعبين شاركوا في المونديال غائبين عن المواجهة إلى جانب الإصابات، هذا أمر مُهم أثّر على توازن المجموعة، وقد اعتذر مني اللاعبون بعد المباراة وقالوا بأنهم كانوا يأملون الفوز من أجلي..«. بن شيخة متخوّف من الفشل وعلى الرغم من التفاؤل الذي أبداه المدرب الوطني فإن في كلامه الكثير من المخاوف من المستقبل، حيث قال »ليس هناك فريق كبير وآخر ضعيف، يجب أن نتوقف عن الحلم نحن حبيسو الماضي، فخريطة كرة القدم تغيّرت، وبلدان شمال إفريقيا كانت نائمة في وقت كانت فيه بقية بلدان القارة تتطوّر..« وعندما سُئل بن شيخة عن مباراة مارس المقبل ضد المغرب بعد قدوم المدرب البلجيكي »إيريك غيريتس«، أجاب »أعرف جيدا المنتخب المغربي، هو منتخب يتمتع بمهارات عالية جدّا، وبالمناسبة لا يمكنني الخوض في نقاط قوته وضعفه، صحيح أن إيريك غيريتس مدرب كبير ولكن أعتقد بان اللاعبين هم الذين يصنعون المدربين وليس العكس«. العقم الهجومي مُشكلة يصعُب حلّها كما لم يغفل مدرب »الخضر« بالمناسبة الحديث عن مشكل العقم الهجومي الذي أكد بأنه ليست لديه علاقة بنقص المهارات لدى اللاعبين، مضيفا »فمهاجم مثل جبور فعال في ناديه وهو يسجل بشكل دوري، وأعتقد إذن بأن المشكل متعلق بانعدام التحريك الهجومي. فيمكننا الحكم على مهاجم من خلال عدد الهجمات والفرص التي أتيحت له، وعلى هذا المستوى مطلوب منّا أن نتطوّر، ولكنه يبقى مشكلا يصعب حلّه«. ومن بين المخاوف التي أثارها بن شيخة في حديثه قضية الوقت »أنا الآن حبيس تواريخ وبرمجة الفيفا من أجل جمع اللاعبين، فعامل الوقت هو عدوّي الرئيسي، فأنا لا أمتلك سوى أربعة أيام فقط إلى غاية موعد مباراة المغرب من أجل العمل على هذا الجانب«. ويعوّل عبد الحق بن شيخة كثيرتا على عودة المصابين لتحقيق الهدف الرئيسي وهو ضمان التأهل لكأس أمم إفريقيا 2012، وقال »أنتظر عودة زياني وقديورة وقادير والشاذلي وكريم زياني بفارغ الصبر لأن لديهم وزنا كبيرا في المنتخب«، مثلما أبدى ثقته في استرجاع مراد مغني كامل إمكاناته بعدما وصفه بأحد أعمدة المنتخب، أما بخصوص اللاعبين الفرانكو-جزائريين فإن »الجنرال« أشاد بقدراتهم مثلما هو الحال بالنسبة إلى خالد لموشية قائدة فريف وفاق سطيف. الأبواب مفتوحة أمام فغولي، طافر وبراهيمي أما بخصوص رفض عدد آخر من اللاعبين الاستجابة لدعوات المنتخب الوطني، فإن بن شيخة أوضح بأن »أبواب المنتخب الوطني مفتوحة أمام كل العناصر التي تريد تمثيل الألوان الوطنية، فلاعبون مثل فغولي وطافر أو براهيمي مرحب بهم، ونفضل أن نعطيهم مزيدا من الوقت للتفكير، فهم لاعبون شباب بحاجة إلى استكمال تكوينهم قبل الحسم في مصيرهم«، وكشف بالمناسبة أنه اتصل فعلا ببعضهم، رافضا تقديم مزيدا من التفاصيل، واكتفى بالقول »لن أقدّم أسماء ولن أعلّق على هذه الاتصالات في الوقت الحالي..«.