خلال زيارة رافاران الأخيرة إلى الجزائر كمبعوث شخصي للرئيس ساركوزي، هللت الصحافة الجزائرية لخبر دخول شركة رونو الفرنسية إلى السوق الجزائرية، وإعلانها عن إنتاج نحو 75 ألف سيارة سنويا، على أن يبدأ التسويق بدء من عام 2010. وهناك سؤال محيّر عن سر التهليل لشركة رونو الفرنسية، بعد أن انهالت عليها نفس الصحافة سبا وسخطا عقب إعلانها عن فتح مصنع لسيارات رونو في المغرب؟. وكانت بعض الصحف هللت حتى لمجيء شركات إماراتية إلى الجزائر وإعلانها عن استثمارات قد تفوق 50 مليار دولار ؟ لكن ذات الشركات الإماراتية واجهت العديد من المشاكل إلى درجة أن بعضها تخلت عن مشاريعها. الشركات الفرنسية، ورغم ما يسوق إعلاميا من توتر العلاقات بين الجزائر وباريس من الناحية السياسية، تحظى بمكانة مرموقة في السوق الجزائرية وفي مختلف المجالات.. حتى إن زيارة رافاران إلى الجزائر جاءت في وقت حساس، حيث تزامنت مع استخدام باريس " حق الفيتو " ضد إرسال لجنة تحقيق دولية في المجازر المرتكبة في مخيم الحرية بمدينة العيون الصحراوية من قبل الجيش المغربي، وحق الفيتو ذاك، بعد »تخندقا« مع المغرب، وضد رغبة دول المنطقة الساعية إلى تطبيق قرارات الأممالمتحدة وعلى رأسها حق تقرير المصير. مع كل الدول، السياسة تتحكم في الاقتصاد، فعندما تكون العلاقات السياسية ممتازة، يتأثر الاقتصاد والتجارة البينية، وعندما تتدهور العلاقات فإن الاقتصاد يكون أول ضحاياها.. لكن مع فرنسا حدث العكس، ومع الاستثمارات العربية حدث العكس أيضا. بدخول رونو إلى الجزائر، لن تصبح الجزائر دولة متقدمة، لأن التقدم والتطور والحضارة يجب أن ينبع من داخل الجزائر أولا.. ولو كان الأمر يتعلق بالسيارات بدون حسابات أخرى، فإن شركة هيونداي الكورية هي التي احتلت المرتبة الأولى من حيث المبيعات لأربع سنوات متتالية في الجزائر. قالت الصحافة، إن ساركوزي بعث رافاران لإنقاذ عهدته الرئاسية والتأسيس لرئاسيات 2012.. نفس الصحافة مدعوة للإجابة: من هم الجزائريون الذين سوف تنقذهم رونو بفتحها مصنعا في الجزائر؟