اعتبر تنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي«، أن الحديث عن فرار عشرات العناصر من مُعسكراته في شمال مالي لا أساس له من الصحة، وقال إن الهدف من الترويج لهذه الأنباء هو محاولة زعزعة صفوفه، رافضا الاعتراف في المُقابل بالضربات الموجعة التي لحقت به في الفترة الأخيرة بسبب الحصار المفروض عليه بمنطقة الساحل. نفى تنظيم »القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي« صحة الأنباء التي تحدثت عن فرار عشرات الموريتانيين من المعسكرات التي يقيمها شمال مالي، مثلما فنّد في بيان منسوب له الأخبار التي سربتها العديد من وسائل الإعلام والتي تُشير إلى فرار 6 شباب من معسكرات التنظيم، وقال التنظيم إن هذه التسريبات »لا أساس له من الصحة«، كما أورد في البيان ذاته أن »استسلام 28 مُجاهدا للجيش الموريتاني مُجرد أكاذيب«. واستنادا إلى مضمون البيان الذي نشرته بعض المواقع ذات الصلة بهذا التنظيم فإنه »في الوقت الذي رُوجت فيه تلك الافتراءات كان المجاهدون محتفلين بأيام العيد على وقع نغمات البنادق وروائح عطر البارود«، وأكد في المُقابل أن »الشباب الموريتاني في التنظيم شارك في ما وصف بالندوة الجهادية الثانية«، وجاء كذا أن »محاضراتهم وكلماتهم المصورة وأشعارهم الجهادية ستكشف، عند صدورها، كم هي هزيلة أساليب الخونة، وكم هي مرتفعة معنويات الشباب«. ومن جهة أخرى تحدى البيان المنسوب إلى تنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« السلطات الموريتانية بالكشف عن هويات من أسماهم »هؤلاء المستسلمين الوهميين كي يتبين للناس من الصادق ومن الكاذب«، وتابع في البيان ذاته أن »هذه الأكاذيب ما هي إلا مُحاولة فاشلة لتوهين الأمة وتثبيط العزائم بوضع العقبات والشبهات للحيلولة دون تدفق الشباب الإسلامي على معسكرات الجهاد والإعداد«. وبالنظر إلى أن تلك المعلومات التي تمّ تداولها نُسبت إلى الجيش الموريتاني، فإن تنظيم »درودكال« ناشد عبر هذا البيان الجديد »صحافة موريتانيا بأن لا ينساقوا، مستقبلا، وراء نشر هذه الأكاذيب المتكررة، وأن يتحروا الدقة والصدق في نقل الأخبار، وأن يتجنبوا المشاركة في هذا الزيف المتعمد لتضليل الأمة«. وقد جاء بيان »القاعدة« ردّا على أنباء بفرار 28 موريتانيا ينتمون إلى التنظيم، قبل عشرة أيام، من معسكرات التنظيم في الصحراء وسلموا أنفسهم للجيش الموريتاني، وأورد مصدر عسكري أن »أعمارهم صغيرة جدا وقد تم تلقينهم العقيدة. بعضهم لا يتجاوز 14 عاما. إن عودتهم كانت ثمرة عمل ميداني«. وكان 6 شبان موريتانيون غادروا معسكرات »القاعدة« بداية شهر نوفمبر المنقضي، حيث أرجعت مصادر عسكرية محلية ذلك إلى التعزيزات التي فرضتها قوات الجيش الموريتاني على طول الحدود مع مالي في الفترة الأخيرة، وسبق للبرلمان الموريتاني أن أقرّ في شهر جويلية الماضي قانونا جديدا حول الإرهاب مهّد الطريق لاستسلام مقاتلي التنظيم في مُحاولة لاحتواء سيطرة التنظيم في بلدان الساحل.