تجددت أمس الاشتباكات بين الجيش المالي وعناصر من التنظيمات الإرهابية، حيث كانت تومبكتو شمال غرب مالي مسرحا لها ليلة الجمعة إلى السبت. أعلن مصدر أمني أمس أن اشتباكا بين الجيش المالي وعناصر ممن تطلق على نفسها القاعدة في المغرب الإسلامي، وقع ليل الجمعة السبت في منطقة تومبوكتو شمال غرب مالي. وقال مصدر في شمال مالي ''هاجمنا مجموعة من الإرهابيين المسلحين ليل الجمعة السبت، وقد رحلوا، ولم يقع ضحايا''. وأكد مصدران آخران مستقلان حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية هذه المعلومات، وأوضحا أن عناصر التنظيمات الإرهابية في دول الساحل ''عمدوا إلى الرد'' بعدما هاجمهم الجيش المالي ''بعنف''. وتعليقا على هذه الأحداث، قال دبلوماسي غربي معتمد في باماكو لذات المصادر طالبا عدم الكشف عن هويته ''سواء كان ما حصل مناوشات أو مواجهات، نلاحظ أن الجيش المالي والسلفيين عاقدو العزم على المواجهة''. وأضاف ''سندعم مالي ماديا وعسكريا إذا ما قررت فعلا التصدي للقاعدة''. وأكدت فرنسا والولايات المتحدة وكندا والجزائر في الفترة الأخيرة، أنها ستدعم مالي في صراعها ضد الجماعات الإرهابية. وتعد هذه العملية الثانية بعدما كانت قوات الجيش المالي قد أفلحت الشهر الماضي في القضاء على ما بين 16 و26 إرهابيا شمال البلاد، غير بعيد عن الحدود مع الجزائر. وقد قتل ما بين 16 و26 من عناصر التنظيم الإرهابي الذي يطلق على نفسه اسم ''تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي'' بأيدي الجيش المالي في شمال البلاد قرب الحدود مع الجزائر، حيث قال مصدر أمني في هذا الإطار ''حين استولت قواتنا على قاعدة للإرهابيين، أحصينا 26 قتيلا في صفوف عناصر الأعداء''، مشيرا إلى أن بعض القتلى قد وجدوا مدفونين من قبل زملائهم الذين لاذوا بالفرار داخل مقبرة جماعية . ولم يتوان الجيش المالي في مهاجمة معسكرات للجماعات الإرهابية بمنطقة تمرتين المحاذية للحدود مع الجزائر، خاصة وأن هجومه قد أدى إلى سقوط العديد من ''القتلى في صفوفهم والاستيلاء على الذخيرة وتدمير العربات''. وصرح مصدر أمني في هذا الشأن بالقول ''هاجمنا مجموعة من المسلحين بين مالي والجزائر''، مضيفا أن الجزائر تتابع العمليات وتتبادل المعلومات مع الحكومة المالية، كما قال آخر إن ''القاعدة التي دمرناها تابعة للإرهابيين، وتقع بين مالي والجزائر وتكبد العدو خسائر في صفوفه''، مبرزا أن بماكو والجزائر ملتزمتان باتفاقات أمنية تسمح لجنود البلدين بالتوغل في أراضي بعضهما البعض من أجل تعقب الإرهابيين، مضيفا أن البلدين يعملان ''جنبا إلى جنب''. ويشار إلى أن الهمة العسكرية المالية تندرج في خانة سعيها لإنقاذ الرهينة السويسري ورنر غراينر، الذي لا يزال محتجزا لدى الجماعات الخاطفة دون أدنى معلومات بخصوصه، خاصة بعد أن أقدم التنظيم الإرهابي على قتل زميله البريطاني أدوين داير