سجلت ولايات الوطن خلال الساعات القليلة الماضية، تساقط كميات معتبرة من الثلوج وصل سمكها في بعض المناطق إلى 50 سنتيمترا، مما تسبب في شل حركة المرور وعزل مناطق عديدة، إلى جانب وقوع حوادث سير تسببت في مقتل شخص بولاية سطيف وجرح عشرات الآخرين، في حين ينتظر أن تتحسن أحوال الطقس خلال نهار اليوم. عاشت مختلف الولاياتالشرقية والوسطى خلال نهاية هذا الأسبوع، أجواء طبيعية غير مستقرة كانت مصحوبة بتساقط كميات كبيرة من الثلوج تسببت في عرقلة حركة المرور على مستوى كثير من الطرق الوطنية مما تسبب في عزل عشرات البلديات والمدن، وذلك في ظل نقص الإمكانيات التي زادت من معاناة المواطن البسيط الذي وجد نفسه مجبرا للتنقل مسافات كبيرة لقضاء حوائجه في انتظار تحسن الطقس وعودة الحرارة. الثلوج تعزل سبع بلديات جبلية وعشرات المشاتي بجيجل تسببت الكميات الكبيرة من الثلوج التي شهدتها ولاية جيجل في اليومين الأخيرين، والتي وصل سمكها في بعض المناطق إلى 50 سنتمترا في عزل سبع بلديات جبلية وعديد المشاتي. ففيما يتعلق بالبلديات المعزولة تسببت كميات الثلوج في عزل بلديات أغبالة، أولاد عسكر، بودريعة بني ياجيس، سلمى بن زيادة، بالإضافة إلى بلديات برج الطهر، إراقن سويسي وأولاد رابح، كما طالت كذلك بعض المشاتي التابعة لبلديات تاكسنة، الشحنة، جيملة، أولاد يحي، ولقد جعلت هذه الثلوج سكان البلديات المذكورة في عزلة تامة عن العالم الخارجي، حيث لم يستطع الكثير منهم مغادرة منازلهم وقضاء حاجاتهم اليومية، فيما تعاني أغلب هذه البلديات من نقص الإمكانيات التي تسمح لها بفك العزلة على مواطنيها مما اضطر بعض رؤساء البلديات المحاصرة إلى الاستنجاد بالجرارات الفلاحية في ظل غياب كاسحات الثلوج. تجار يستغلون قساوة البرد لرفع ثمن قارورات الغاز اكتست ولاية بجاية حلّة بيضاء بعد أن غطت الثلوج معظم تراب الولاية وخاصة المناطق المرتفعة الواقعة بأعالي الجبال، وتزامنا مع موجة البرد الشديد تكونت طبقة كثيفة من الثلوج، ما دفع بسكان العديد من البلديات المطالبة بضرورة تزويدهم بقارورات غاز البوتان وكذا المطالبة بفك عزلتهم بسبب الطرق المقطوعة، كما عرفت جل المناطق المرتفعة انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة وصلت إلى أقل من 4 درجات تحت الصفر، مما دفع بعديد التجار إلى استغلال انخفاض درجات الحرارة لرفع ثمن قارورات البوتان من جهة، مما يزيد من معاناة المواطنين خاصة وأن تكاليف جلبها من البلديات المجاورة لاستعمالها في تحضير الطعام والتدفئة من جهة أخرى ليست في متناول المواطن البسيط، كما أن جل البلديات تفتقر أيضا إلى موارد الحطب كالغابات التي يلجأ إليها السكان للاحتطاب من أجل التدفئة، ناهيك عن العزلة التي تعرفها جراء تساقط الثلوج بالمنطقة والتي تتسبب في قطع الطرق المؤدية وهو ما يزيد من تخوف السكان وإصرارهم على مطلب توصيل مساكنهم بمادة الغاز الطبيعي. وفاة شخص وإصابة آخرين بجروح في سطيف تسببت كميات الثلوج المتساقطة على ولاية سطيف خلال ال24 ساعة الأخيرة في عرقلة وشل حركة المرور عبر عدد من محاور الطرقات، وأوضح الرائد بن زهرة أن الطريق الوطني رقم 76 الرابط بين ولايتي سطيفوبرج بوعريريج كان مقطوعا وذلك في كل من منطقتي قنزات وبرج زمورة، وكذا الطريق الرابط بين منطقتي الأوريسيا وعين الكبيرة وبالتحديد في منطقة زايري على مسافة 500 متر، كما شلت حركة المرور عبر كل من الطريق الولائي رقم 117 الرابط بين بلديتي بني فودة وسطيف في منطقة شيرهم والطريق الولائي رقم 169بين بلديتي بني فودة وعين الكبيرة وكذا الطريق الولائي رقم 118 بين بلديتي البلاعة وتاشودة . ولقد سجلت بسطيف أيضا صعوبة كبيرة عبر عديد الطرق البلدية الأخرى خاصة تلك المؤدية إلى المنطقة الشمالية للولاية فيما تسببت الثلوج في عزل معظم القرى والمشاتي التابعة لدوائر بوعنداس وبني ورثيلان وماوكلان وقنزات، وأشارت مصالح الحماية المدنية بالولاية إلى أن الكميات المتساقطة تسببت في وقوع حادث مرور على مستوى الطريق السيار بين بلديتي سطيف والعلمة تسبب في وفاة شخص في ال 32 من العمر وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وذلك إثر اصطدام عنيف بين سيارة سياحية وشاحنة نصف مقطورة. الولاياتالشرقية تكتسي حلة بيضاء شهدت مرتفعات شرق البلاد خلال نهاية الأسبوع المنصرم، كميات معتبرة من الثلوج، ففي قسنطينة أعجب سكان الصخر العتيق بالبساط الأبيض من الثلوج التي وصل سمكها إلى عدة سنتيمترات في الصباح الباكر صانعة مشهدا يبعث على السرور والإعجاب خاصة مع المنظر الرائع الذي وفره الجسر المعلق لسيدي مسيد الذي ارتدى حلة بيضا، كما اكتست الولاية وضواحيها بطبقة بيضاء من الثلوج سواء بالمدينة الجديدة علي منجلي أوعين سمارة دون تأثير سلبي كبير على حركة المرور والمركبات التي واصلت حركتها بصفة عادية. وبعاصمة الهضاب العليا سطيف استيقظ المواطنون على حلة بيضاء ناصعة إثر تساقط كميات من الثلوج تراوح سمكها بين 5 و 8 سم بعاصمة الولاية، كما احتفظت أسقف البنايات وأغصان الأشجار بهذا المنظر الجميل فيما خرج الأطفال الذين دخلوا في عطلتهم المدرسية الشتوية للتعبير عن فرحتهم بوجود هذا البساط الأبيض، واستنادا إلى مصالح الأرصاد الجوية بمطار 8 ماي 1945 فإن سمك الثلوج بالمناطق الشمالية قد بلغ 12 سم على بمدينتي بوقاعة وبني وسين في حين تراوح ما بين 15 و 20 سم بالمناطق الجبلية بكل من جبال مقرس وطكوكة وبابور، كما عرفت المناطق الجنوبية بدورها تساقطا طفيفا للثلوج بلغ 2 سم في كل من بلديات عين ولمان وصالح باي ومزلوق، مع توقع استمرار تساقط الثلوج على المرتفعات التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر مع انخفاض محسوس في درجة الحرارة لا تتعدى 2درجة. من جهتها، شهدت ولاية برج بوعريريج المجاورة تساقطا طفيفا للثلوج، حيث جندت مصالح الأشغال العمومية منذ الساعات الأولى للتساقط لوضع الملح على جزء من الطريق السيار شرق-غرب المجاور لمنطقة المنصورة، وهي نفس الأجواء التي ميزت ولاية ميلة التي شهدت بدورها تساقط للثلوج بسلسلة جبال شمال الولاية، فضلا عن مقر عاصمة الولاية مما أدى إلى غلق عدة طرق ثانوية مؤقتا أمام حركة المرور في الوقت الذي تم فيه تنصيب خلية متابعة على مستوى الولاية. وبالأوراس فإن التساقط النسبي للثلوج بعاصمة الولاية قابلته كميات كبيرة من الثلوج بالشلة على غرار منطقة فسديس، كما تساقطت الثلوج بخنشلة خاصة بجبال رأس كلثوم، واستيقظ مواطنو ولاية سوق أهراس من جهتهم على مشاهد جميلة وأخاذة رسمها بساط أبيض من الثلوج.