فنّدت الخارجية الفرنسية تصريحات وزير الصيد البحري والموارد الصيدية عبد الله خنافو التي حمّل فيها السفارة الفرنسية بالجزائر مسؤولية تضييع حصة الجزائر من صيد التونة الحمراء، حيث أكد الناطق باسم الكيدورسي أن مصالحها لم تتلق أي طلب تأشيرة من طرف مصالح وزارة الصيد البحري، مؤكدا في السياق ذاته أن الطرف الجزائري كان ممثلا في اليوم الأخير في ندوة باريس حول تحديد حصص صيد التونة الحمراء في المحيط الأطلسي. لم تكتف وزارة الخارجية الفرنسية بالرد الذي قدمته سفارتها بالجزائر يوم الثلاثاء الماضي، على تصريحات وزير الصيد البحري والموارد الصيدية حول عدم منح القنصلية الفرنسية بالجزائر التأشيرة لمفاوضي وزارة الصيد، لحضور اجتماع اللجنة الدولية للحفاظ على أسمالك التونة بالمحيط الأطلسي، والدفاع عن حصة الجزائر، حيث صرح نائب الناطق الرسمي للكيدورسي، كريستين فاج، في ندوة صحفية نشطها أول أمس »على حد علمي، لم يقدم أي طلب للتأشيرة في هذا الصدد«، مضيفا »الطرف الجزائري كان ممثلا في اليوم الأخير في ندوة باريس«، مكذبا بذلك التصريحات التي أدلى بها الوزير خنافو الأربعاء الماضي، وقال فيها أن السفارة الفرنسية بالجزائر امتنعت عن منح التأشيرة لإطارات الوزارة، الذين كان من المقرر أن يسافروا إلى باريس نهاية نوفمبر الماضي، للمشاركة في اجتماع اللجنة الدولية للحفاظ على أسماك التونة بالمحيط الأطلسي، لولا ما أسماه الوزير ب»رفض الفرنسيين منح التأشيرات للمفاوضين الجزائريين«، محملا بذلك مصالح القنصلية الفرنسية بالجزائر مسؤولية تراجع حصة الجزائر من صيد التونة الحمراء للعام القادم. وأوضحت الخارجية الفرنسية بأن ممثلين عن الجزائر كانوا حاضرين خلال اليوم الأخير من ندوة باريس، حيث قال كريستين فاج »الطرف الجزائري كان ممثلا في اليوم الأخير في ندوة باريس«، في تكذيب واضح لما جاء على لسان وزير الصيد البحري حين قال إن »غياب المفاوضين الجزائريين عن اجتماع اللجنة الدولية للحفاظ على سمك التونة بالمحيط الأطلسي، جعل الجزائر تفقد جزء كبيرا من حصتها السنوية«، وهو ما طعن الكيدورسي في صحته ملمحا، إلى أنه كان بإمكان ممثلي الجزائر الدفاع عن حصتها خلال اليوم الأخير من الندوة. ومع أن وزير الصيد البحري شدد على امتلاكه الوثائق التي تثبت صحة ما يقول، غير أن عدم اكتفاء الخارجية الفرنسية برد سفارتها بالجزائر، وحرصها على تقديم توضيحات حول هذه القضية، يؤكد حرص باريس على عدم تحميلها أي مسؤولية في فقدان الجزائر لجزء كبير من حصتها السنوية في صيد التونة الحمراء، حيث انخفضت من 618 طن إلى 138 طن فقط.