اتسمت العلاقات الجزائرية المغربية في عام 2010 بحملة مسعورة قادها نظام المخزن، حيث كانت تأخذ منحى تصاعديا كلما منيت الرباط بانتكاسة دبلوماسية وعشية كل اجتماع أممي لمعالجة القضية الصحراوية، وفي كل مرة يوجه ساسة المغرب سهامهم ضد الجزائر يلجؤون إلى تضليل الحقائق في محاولة منهم لإلهاء الرأي العام المغربي عن مشاكله الداخلية. صعّد المغرب في 2010 حملته المعادية للجزائر والتي تجلت بوضوح في خطابات العاهل المغربي محمد السادس، حيث كان الملك في كل مناسبة مغربية يكيل جملة من الاتهامات ليبدو وكأنه ينتظر بفارغ الصبر هذه الفرص لنفث سمومه تجاه البلد الصديق، محاولا بذلك إظهارها للعالم في صورة »العدو اللذوذ« للملكة المغربية. وكلما وجد نظام المخزن أنه محاصر دوليا إثر تداعيات القضية الصحراوية، يهرول إلى إلصاق التهم وترويج الادعاءات والافتراءات ضد الجزائر التي تبقى ترفع صوتها في كل المنابر الدولية لتدعم الشعب الصحراوي في ممارسة حقه في تقرير المصير وفق ما تنص عليه اللوائح والقرارات الدولية من منطلق قيمها النوفمبرية شأنه شأن كل الشعوب التواقة للحرية والاستقلال. وحتى وإن تؤكد منظمة الأممالمتحدة وكل الهيئات التابعة لها أن النزاع الصحراوي بين طرفين لا ثالث لهما هما البوليساريو والمغرب اللذان يتفاوضان من أجل إيجاد حل سياسي وعادل مقبول من كليهما، إلا أن نظام المخزن يصر على زج الجزائر في دائرة الصراع المزمن، موهما بذلك الرأي العام الدولي والمغربي على حد سواء أن السلطات الجزائرية تعرقل تسوية النزاع مثلما كان الحال في قضية أحداث مخيمات النازحين بالعيون المحتلة. إضافة إلى ورقة الصحراء الغربية، فإن المغرب يلعب أوراقا أخرى في علاقاته مع الجزائر بعيدا كل البعد عن الأعراف الدبلوماسية، ولعل أهمها ورقة فتح الحدود المغلقة منذ 1994 والتي تلجأ إليها مكتفية بتصريحات إعلامية وهو ما ترفضه الجزائر التي تدعو إلى مناقشة كل الملفات في إطار احترام مصالح البلدين والشعبين الشقيقين من جهة، ومن منطلق إيمانها بأن الحوار هو القناة الكفيلة بمعالجة المسائل العالقة بينهما من جهة أخرى. وعكس المغرب، فإن الجزائر التي قامت بتعيين سفير جديد لها بالرباط أحمد بن يمينة شهر أكتوبر الفارط خلفا للجنرال العربي بلخير الذي توفي يوم 28 جانفي الماضي، تحرص كل الحرص على تعزيز التعاون الثنائي والارتقاء بالعلاقات السياسية والاقتصادية إلى مستوى ما يربط البلدين من تاريخ ومصير مشترك والتطلع إلى بناء اتحاد مغاربي وهو ما ترجمته البرقيات والرسائل التي بعث بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى نظيره المغربي، في حين تحاشى الرد على التحرشات المغربية في خطوة منه إلى عدم تأجيج المشاعر وفضّل بوتفليقة من خلال خطاباته المضي قدما نحو مستقبل أفضل.