احتلت الأحدات التي تعيشها عدة مدن جزائرية منذ ليلة الأربعاء، صدارة وسائل الإعلام العالمية. ففي الوقت الذي ركزت فيه معظم العناوين الصادرة أمس على حصيلة وزارة الداخلية وخبر وفاة شابين إثر المظاهرات في المسيلة وبواسماعيل، فضّلت مواقع أخرى الخوض في أسباب تفاقم الوضع الذي امتد إلى 18 ولاية، والتي أرجعتها إلى »غلاء المعيشة في ظل تفاقم أزمتي البطالة والسكن«. موقع »العربية.نت« ركز على رد الفعل الدولي إزاء احتجاجات الجزائر، مشيرا إلى أن أصداء المظاهرات بالجزائر وصلت إلى واشنطن، ونقل الموقع تصريحا لأحد المسؤولين بالخارجية الأمريكية الذي »أبدى حذرا كبيرا حيال الوضع في الجزائر«، متحدثاً عن أزمة سكن حادة لم تتعامل معها الحكومة في شكل ملائم، كما نقل الموقع عن المسؤول قوله أنه »من المبكر جداً أن نفهم تحديداً ما يحصل في الجزائر، نحاول تحديد الأمور الأكثر فاعلية وإلحاحاً والتي يمكن أن نقولها ونقوم بها«، ليضيف »إن الوزارة قلقة بشأن تصاعد الاضطرابات في تونسوالجزائر«. وفضلت قناة الجزيرة عبر موقعها الالكتروني، استعمال لغة الأرقام في تغطيتها لرابع يوم من الاحتجاج، فقد نقلت إصابة عشرات المتظاهرين واعتقال آخرين في مصادمات مع الشرطة بسطيف، إلى جانب إصابة 3 من رجال الأمن في مواجهة ببسكرة، ونقل الموقع وقوع أعمال تخريب رافقت الاحتجاجات واستهدفت ممتلكات عمومية وخاصة، حيث أوضح أن المقرات الحكومية والبنوك ومكاتب الشركات وحتى المدارس والمحلات التجارية كانت عرضة للتخريب والحرق، في حين شددت السلطات الإجراءات الأمنية في عدد من أحياء العاصمة ومدن رئيسية أخرى، كما نقلت»الجزيرة نت« خبر اعتقال قوات الأمن لعشرين متظاهرا اقتحموا مقرا للشرطة بباب الوادي و14 بحي الزيتون بتيبازة، إلى جانب إحراق ثلاث سيارات تابعة للشرطة من طرف الشباب المتظاهر. الصحافة الفرنسية تفضّل لغة الأرقام تمحورت أهم عناوين الصحف الفرنسية الصادرة أمس، على حصيلة وزارة الداخلية فيما يتعلق بالمظاهرات وأعمال الشغب التي عاشتها وتعيشها البلاد، فقد نقلت »لبيبراسيون« خبر وفاة شابين وإصابة 400 آخرين 300 منهم من رجال الأمن، استنادا إلى تصريح وزير الداخلية دحو ولد قابلية عبر أمواج القناة الإذاعية الثالثة. يومية »لوفيقارو« وصفت أحداث الجزائر ب»مظاهرات الجوع« بعد أن نسبت جملة الاحتجاجات والتجمعات الشبانية التي تشهدها معظم المدن الجزائرية والتي اتسعت رقعتها لتبلع 18 ولاية، إلى ما أسمته »الوضع المعيشي الصعب«، فقد نشر صاحب المقال أرقاما تعكس معدلات أزمتي السكن والبطالة بالجزائر، التي أشار إلى أن معدلها قد بلغ »20 بالمائة في أوساط الشباب«. وتساءلت »لوباريزيان« عما أسمته تحفظ فرنسا إزاء الأحداث التي تشهدها الجزائر، وهو الأمر الذي أرجعته إلى ما وصفه صاحب المقال »فتور العلاقة بين الجزائروفرنسا منذ سنة«، مدعما ذلك بالقول إن فرنسا »تخشى على مصالحها الاقتصادية بالجزائر«.