تحوّل المشهد العام الخاص بقطاع التربية الوطنية من هدوء حذر شهدته السنة الدراسية الجارية مقارنة بسابقاتها، إلى تهديدات بشلّ ما تبقى من هذا الموسم ومقاطعة امتحانات الفصل الأخير، لتجد وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط نفسها في مواجهة الأساتذة المتعاقدين المصرين على التمسك بحقهم في الإدماج المباشر ورفع مطلبهم لرئيس الجمهورية، ونقابات القطاع التي توحّدت للدفاع عن المعتصمين ملوحة بالدخول في إضراب عام ما لم ترضخ الوصاية لمطالب المتعاقدين. النقابات تتبنى مطالب المتعاقدين وتهدد بشلّ المدارس أمهلت نقابات التربية الوطنية، الوصاية 24 ساعة قبل الدخول في إضراب مفتوح تضامنا مع الأساتذة المتعاقدين الذين يواصلون منذ قرابة أسبوع حركتهم الاحتجاجية للمطالبة بالإدماج المباشر، وهدد الشركاء الاجتماعيون بشلّ الدراسة ومقاطعة امتحانات الفصل الثالث في حال لم يتم اتخاذ قرار استعجالي بتوظيف المضربين في المؤسسات التربوية. بات مصير السنة الدراسية على صفيح ساخن بعد تهديد الشركاء الاجتماعيين بشلّ الدراسة ومقاطعة امتحانات الفصل الثالث، في حال لم يتم إدماج الأساتذة المتعاقدين دون اجتياز مسابقة التوظيف، فبعد الضغط التي يمارسه الأساتذة الذين يواصلون لليوم الرابع عن التوالي إضرابهم عن الطعام، دخلت النقابات في الخط وأعلنت مساندتها الكاملة للمضربين ملوحة بالدخول في إضراب مفتوح كورقة ضغط على الوصاية التي حمّلوها مسؤولية الأوضاع التي يعيشها المتعاقدون. "الكلا": لا تدريس دون إدماج المتعاقدين وفي تصريح ل"صوت الأحرار"، هدّد إيدير عاشور الأمين العام لمجلس ثانويات الجزائر "كلا"، المعتصم مع الأساتذة المتعاقدين ببودواو، هدّد بالشروع في تنظيم سلسلة من الإضرابات وشلّ الدراسة بداية من الأسبوع المقبل، ممهلا وزارة بن غبريط 24ساعة لإنصاف المتعاقدين، الذين قال إن معنوياتهم قد ارتفعت بعد رفع مطالبهم للقاضي الأول بالبلاد وكلهم أمل في تلبية مطلبهم الرئيس في أقرب الآجال. وبشأن قرار تثمين الخبرة المهنية واحتسابها في شكل نقاط في مسابقة التوظيف، قال إيدير "نحن كنا نعلم منذ البداية أن قرار إدماج المتعاقدين يتعدى صلاحيات الوزيرة، كلننا كنا ننتظر منها أن تقف في صف هؤلاء وتبلغ مطلبهم للوزير الأول أو رئيس الجمهورية، دفاعا عن خطابها الذي لطالما أكدت من خلاله سعيها إلى الحفاظ على استقرار القطاع، وهو ما لم يحدث حيث فضلت الخوض في جدل احتساب الخبرة والإصرار على شرط اجتياز مسابقة التوظيف". وفي ما يتعلق بالإعذارات التي بدأت تصل الأساتذة المضربين، وتهديدات الوصاية بالشروع في عملية تعويضهم، استبعد إيدير عاشور أن يتم تطبيق التهديد، وحجته أن "من ستستنجد بهم الوصاية هذه المرة "أي المستخلفين" سيرفضون التدريس خوفا من أن يكون مصيرهم مثل سابقيهم"، ليختم بالقول "إن سياسة التخويف لن تجدي بعد الآن وأنها كانت صالحة في وقت سابق". "سناباب": سنحتج إذا لم ينصف المتعاقدين من جهتها هددت الفدرالية الوطنية لقطاع التربية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية "سناباب"، بالشروع في حركات احتجاجية وشل الدراسة في حال لم يتم تلبية مطالب الأساتذة المتعاقدين وإدماجهم من دون قيد أو شرط، وشددت النقابة في بيان لها على ضرورة التكفل بجدية بانشغالات المتعاقدين الذين قالت إنهم "أثبتوا صمودهم وعزمهم لافتكاك الإدماج بعدما ساروا 250 كلم ووصلوا مدينة بودواو رغم الإرهاق والإصابات والإغماءات"، وانتقدت وثيقة ال"سناباب" ما أسمته "مراوغة السلطة" وإرسالها لجنة للتفاوض إلى بودواو لمناقشة نقطة الخبرة المهنية لا الإدماج. وزارة التربية تباشر إجراءات تثمين الخبرة المهنية أعلنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، الأربعاء عن الشروع في إيداع شهادات العمل الخاصة بالأساتذة المتعاقدين على مستوى مراكز إيداع وتجميع ملفات الترشح في مسابقة توظيف الأساتذة، ابتداء من يوم الأحد المقبل، وأوضحت على هامش الندوة الوطنية لمديري التربية، التي خصصت للتحضير لمسابقة توظيف الأساتذة وللامتحانات الوطنية، أنها أعطت تعليمات لمديري التربية لتسهيل عملية سحب شهادات العمل بالنسبة للأساتذة المتعاقدين والشروع في سحبها بصفة استعجاليه ابتداء من الأمس بغرض السماح لكل مترشح بإضافة هذه الوثيقة ضمن ملف الترشح كوثيقة رسمية تثبت خبرتهم. وأضافت أن دائرتها الوزارية التزمت بفضل القرار الهام الذي اتخذته المديرية العامة للوظيف العمومي بتثمين الخبرة للأساتذة المتعاقدين، على العمل لضمان كل الظروف المواتية التي تسمح بتطبيق هذا القرار، حيث دعت مديري التربية على المستوى المحلي بتحضير شهادات العمل الخاصة بالأساتذة المتعاقدين، بعد الموافقة عليها من طرف مديري التربية، مضيفة "بدوره الأستاذ المتعاقد المترشح للمسابقة، يقوم بإيداع هذه الشهادات ابتداء من يوم الأحد المقبل على مستوى المراكز المخصصة للتسجيل في مسابقة التوظيف وتجميع الملفات"، وأن العملية التي سيتجند لها يوميا كل إطارات القطاع »ستسمح بضمان نجاح التحضيرات للمسابقة التي تجري هذه السنة في ظروف خاصة كما تسمح بمكافحة البيروقراطية وتحسين الخدمة العمومية".