فقدت القضية الصحراوية، أمس، زعيمها محمد عبد العزيز في وقت تعرف تحديات كبيرة بعد توقف مسلسل المفاوضات بين المغرب والبوليساريو والدعوات الملحة من طرف الشباب الصحراوي لحمل السلاح مجددا، كما يأتي رحيل الرئيس الصحراوي في ظل تعنت المغرب وضربه لللوائح الأممية الداعية لحق تقرير المصير عرض الحائط إلى جانب صمت المجتمع الدولي وعجز الأممالمتحدة في حلحلة الملف الصحراوي. برحيل محمد عبد العزيز تفقد جبهة البوليساريو أحد أعمدتها الذي انخرط فيها وهو في عنفوان شبابه من أجل الدفاع عن كرامة الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير، فقد كتب الوفاء عنوانا لمسيرة نضاله، فلم يتخلف عن موعد دعته إليه القضية الأم يوما. في كل المحافل الدولية والإقليمية أسمع الرئيس الصحراوي الراحل صرخات شعبه الذي يئن تحت وطأة احتلال عمره 41 سنة، رغم تجاهل المجتمع الدولي وسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الدول العظمى حفاظا على مصالحها، وتحسر على الغياب العربي لتسوية النزاع الصحراوي. ورغم المعاناة التي طال أمدها ظل الرئيس الصحراوي الراحل مؤمنا بقيم السلم ومدافعا شرسا إلا أنه حذر من بقاء الأمور لحالها ليقينه أن سياسة الهروب إلى الأمام لا تجدي نفعا أمام شباب يدعو إلى حمل السلاح لافتكاك حقوقه المهضومة. لم يقبل محمد عبد العزيز مقترح الحكم الذاتي الذي تطرحه المملكة المغربية منذ سنوات احتراما لإرادة شعبه، وظل يدعو الأممالمتحدة إلى التعجيل لتنظيم استفتاء تقرير المصير وفق مخطط بيكر عقب إعلان وقف إطلاق النار سنة 1991. وبرئاسته شهدت القضية الصحراوية طريق الكفاح المسلح والمقاومة السلمية ليعكس أن الرئيس الراحل كان يدافع عن قضيته بشتى الطرق والوسائل لهدف واحد هو نيل الاستقلال الوطني وتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم. ولم ينس محمد عبد العزيز القابعين في سجون الاحتلال فظل يؤازرهم ويراسل منظمة الأممالمتحدة بصفتها راعية السلام والأمن في العالم ليندد بالممارسات الوحشية التي تقوم بها القوات المغربية في حقهم ويستعجل إطلاق سراحهم.