الاحتفالات المخلدة لمعركة الجرف بتبسة ستكون "رسمية" ابتداء من هذه السنة، اعتبر وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس، بأن "استرجاع أرشيف ثورة أول نوفمبر 1954 من فرنسا قضية مبدأ بالنسبة للجزائريين"، معترفا أن المفاوضات مع الجانب الفرنسي"جد معقدة"، مشيرا إلى أن الاحتفالات المخلدة لمعركة الجرف بتبسة ستكون "رسمية" ابتداء من هذه السنة. أوضح الوزير خلال لقاء صحفي ضمن اليوم الثاني والأخير من زيارته العملية والتفقدية إلى ولاية تبسة بأن "المفاوضات وجلسات العمل مع الطرف الفرنسي لاستعادة الأرشيف متواصلة مذكرا بتنصيب لجنة مشتركة بين وزارتي الخارجية الجزائرية والمجاهدين لدراسة موضوع الأرشيف مع الطرف الفرنسي" الذي لا يزال يحوز على جزء هام من هذا الأرشيف الذي يعتبر ذاكرة للأمة". وبعدما أشار زيتوني إلى أن "الدولة الجزائرية استرجعت أرشيف الثورة التحريرية من 12 دولة عربية على غرار تونس ومصر وليبيا"، أضاف بأن المفاوضات مع الجانب الفرنسي "جد معقدة"، مؤكدا على ضرورة أن يتم استرجاع هذا الأرشيف من فرنسا "طال الأمد أو قصر". ولدى تطرقه إلى معركة جبل الجرف "100 كلم جنوبتبسة" إحدى أهم المعارك التي خاضها مجاهدو منطقة تبسة خلال ثورة التحرير بتاريخ 22 سبتمبر 1955 تحت قيادة الشهيد بشير شيهاني أكد الوزير بأن الاحتفالات المخلدة لهذه المعركة ستكون "رسمية" ابتداء من هذه السنة. وفي ذات السياق، أشار زيتوني إلى أنه سيتم "قريبا" تنصيب لجنة مشتركة بين وزارة المجاهدين والسلطات المحلية للولاية للتعريف بهذه المعركة الشهيرة التي شكلت منعرجا هاما في ثورة التحرير ليتم الاحتفال بها "وطنيا ابتداء من السنة المقبلة"، وبالإضافة إلى ذلك أشار زيتوني إلى أنه تم جرد وإحصاء جميع معارك ثورة التحرير المجيدة وذلك على مستوى المتحف الوطني للمجاهد، مضيفا بأنه تم كذلك عصرنة قطاع المجاهدين من خلال توفير كافة المعلومات حول الثورة عبر الوسائل الحديثة على غرار الإعلام الآلي والأنترنت والأشرطة الوثائقية . ولضمان تعريف الشباب بالتاريخ الثوري لأبائهم وأجدادهم، أكد الوزير بأنه تم مؤخرا تسليم كتب تاريخية وأشرطة وثائقية للجامعات والمراكز الثقافية والمتاحف عبر كامل ولايات البلاد مشيرا إلى أن دائرته الوزارية تحصي حاليا 44 متحفا مزودا بمختلف الوسائل السمعية البصرية وكذا أشرطة وثائقية وكتب تاريخية نادرا ما توجد في أماكن أخرى. إلى ذلك، أشرف زيتوني بملحقة المتحف الجهوي للمجاهد بتبسة على افتتاح فعاليات بعث أسابيع الذاكرة لولاية تبسة التي تهدف أساسا إلى جمع أكبر عدد ممكن من الوثائق التاريخية من طرف مجاهدي ومواطني المنطقة بالإضافة إلى شهادات حية عن طريق وسائل سمعية-بصرية. وحسب الشروح المقدمة للوزير فإن هذه التظاهرة التي ستعرض خلالها أفلام تاريخية وأشرطة وثائقية وكتيبات ومطويات للتعريف بشهداء الثورة ترمي كذلك إلى نقل الموروث التاريخي لثورة نوفمبر إلى الأجيال الصاعدة.