لم يخف اليمين الفرنسي انزعاجه من رفع مشجعين فرنسيين من أصول مغاربية لأعلام بلدانهم الأصلية، فبعد الاعتداءات التي طالت بعض هؤلاء المشجعين، خرج جوليان أدول، رئيس حزب التجمع الوطني (الجبهة الوطنية سابقا) بالمجلس الإقليمي لمقاطعة بورغون فرانش بفرنسا، ليصرح بأن أعلام تونس و المغرب والجزائر وفلسطين ليس مرحبا بهم في ساحة "الشونزليزي". لم تمر الاحتفالات بتتويج الفريق الفرنسي لكرة القدم بكاس العالم من دون أن تخلف أحداث كشفت عن واقع المهاجرين من البلدان المغاربية الذين لازالوا يعاملون كأجانب رغم حملهم للجنسية الفرنسية، فقد صرح جوليان أدول، رئيس حزب التجمع الوطني (الجبهة الوطنية سابقا) بالمجلس الإقليمي لمقاطعة بورغون فرانش بفرنسا، قائلا إن أعلام تونس والمغرب والجزائر وفلسطين ليس مرحبا بهم في ساحة "الشونزليزي" الاليزيه، وقال اليميني المتطرف جوليان ادول "لا مكان للأعلام الجزائريةوالتونسية والمغربية والفلسطينية في لايليزيه. فليذهب أولئك الذين يهدفون إلى تقسيم الفريق الفرنسي للاحتفال ببلدهم.. عندنا العلم يحمل ثلاثة ألوان". وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أول أمس الأحد، أن أعمال الشغب التي شهدتها فرنسا ليلتي الجمعة والسبت على هامش الاحتفالات بالعيد الوطني أسفرت عن إحراق 845 سيارة وتوقيف 508 مشبوهين. ونقلت "فرانس برس"، عن المتحدث باسم الوزارة، إن السيارات التي أحرقت على هامش احتفالات هذا العام عددها أقل من تلك التي أحرقت على هامش احتفالات السنة الماضية حين أضرم المشاغبون النار في 897 سيارة. بالمقابل فإن عدد الموقوفين هذا العام هو أكبر بكثير من عددهم العام الماضي إذ بلغ يومها 368 موقوفا، وأعرب المتحدث عن سروره لأن أعمال الشغب هذا العام "لم يتخللها أي حادث كبير". وبحسب حصيلة وزارة الداخلية فقد أصيب في أعمال الشغب ليلتي الجمعة والسبت 29 عنصرا من قوات الأمن مقابل 21 العام الماضي، ونشرت فرنسا 110 آلاف عنصر من قوات الشرطة والدرك لتأمين سلامة المحتفلين بالعيد الوطني وبنهائي كأس العالم في كرة القدم الذي فازت فيه فرنسا على حساب كرواتيا. وشهدت ساحة "الشونزليزي"الشهيرة، إبان احتفالات الجماهير الفرنسية بالفوز على المنتخب البلجيكي، خلال الدور نصف النهائي من كأس العالم 2018، اعتداء على مشجع رفع العلم الجزائري، حيث نُزع منه وجرى دفعه بعيدا، وسط احتفالات عارمة بالعاصمة الفرنسية باريس، واستغربت العديد من التعليقات المتناسلة على مواقع التواصل الاجتماعي هذه التصرفات، معتبرة المنتخب الفرنسي يعُج بالعديد من اللاعبين ذوي الأصول الإفريقية، أبرزهم مهاجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي، ذو الأصل الجزائري من جهة الأم، بينما والده منحدر من الكاميرون. وقال منتصر حمادة، رئيس مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث، أن "هذه المواقف السياسية لحزب التجمع الوطني متوقعة، أخذا بعين مرجعية الحزب اليمينية المتشددة، والتي تنهل من مرجعية وطنية عرقية، رغم أن عقل الأنوار الغربي قام بمراجعات بخصوص التطرف العرقي" معتبرا أن "تصريحات التجمع الوطني لا تُصنف بالضرورة في خانة الإسلاموفوبيا، لأنها ظاهرة متعددة الأسباب، منها ما هو خاص بالسياق الأوربي نفسه، ومنها ما هو خاص بأداء بعض المسلمين في البلدان الأوروبية". من جهة أخرى دعت زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبان إلى تجميد منح تأشيرات الدخول إلى الأراضي الفرنسية للجزائريين لإجبار السلطات الجزائرية على تسلم متهم بالإرهاب بعد طرده من فرنسا، وأوضحت لوبان في تصريحات صحفية إن "فرنسا تقدم عشرات الآلاف من التأشيرات للجزائريين سنويا ، ويمكننا أن نقول للسلطات الجزائرية إنها إذا لم توافق على استقبال جمال بغال فإننا سنتوقف عن منح التأشيرات لمواطنيها"، وأضافت أنه "بالإمكان أيضا منع الجزائريين المقيمين في فرنسا من تحويل الأموال إلى بلادهم " كإجراء لدفع الجزائر إلى الموافقة على استقبال المتهم بالإرهاب جمال بغال بعد طرده من الأراضي الفرنسية، يشار إلى أن الحكومة الفرنسية كانت قد قررت طرد جمال بغال نحو الجزائر بعد استكمال عقوبته المتمثلة في 5 سنوات سجنا بتهمة الارتباط بمنفذي هجومين إرهابيين ضد صحيفة "شارلي إيبدو" والمتجر اليهودي في باريس، وانتهت عقوبته فعليا أمس. للإشارة بعث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة مساء أول أمس الأحد، برقية تهنئة لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد فوز منتخب بلاده بالطبعة ال 21 لكأس العالم لكرة القدم التي احتضنتها روسيا. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة: "إثر فوز المنتخب الفرنسي لكرة القدم بالطبعة 21 لكأس العالم، يسرني أيما سرور أن أعرب لكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، عن تهانينا الحارة، راجيا أن تبلغوا من حققوا هذا الإنجاز التاريخي مدى إعجابنا بكونهم أضفوا بشجاعتهم وتضامنهم المثاليين على كأس منافسات العالم ميزة خاصة في مختلف مراحلها"، مضيفا: "وإنني لمتيقن من أن الفوز الذي حققته فرنسا خلال منافسة كأس العالم لكرة القدم، بغض النظر عن القيم المثالية التي قدمها للعديد من أجيال الرياضيين والمعجبين، يعتبر عاملا قويا من عوامل ترقية وتطوير الأواصر بين شبابنا والتفافهم حول القيم الأساسية كالسلم والاحترام والصداقة والتضامن".