تعيد واشنطن اعتبارا من اليوم عقوباتها على إيران، وذلك بعد أن علّقتها بموجب الاتفاق النووي بين طهران والسداسية والذي فسخه ترامب. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن البيت الأبيض سيذكر بالتفصيل إعادة فرض الولاياتالمتحدة العقوبات على إيران، والتي كان الرئيس دونالد ترامب قد أصدر أمرا بفرضها هذا الأسبوع، وقال " تصعيد الضغط على طهران يرمي إلى إبعاد النشاطات الإيرانية الخبيثة، الرئيس كان واضحا جدا بأننا نريد أن يكون صوت الشعب الإيراني قويا في اختيار قيادته". وفي إشارة إلى الاحتجاجات المتفرقة التي وقعت في مدن إيرانية مؤخرا، قال بومبيو إن "الشعب الإيراني غير راض عن قيادته، لا عن الأمريكيين. هم مستاؤون من تقاعس قيادتهم عن الوفاء بالتعهدات الاقتصادية التي وعدتهم بها". إعلان بومبيو يعني أنه، واعتبارا من الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش من اليوم، لن يكون بإمكان حكومة إيران شراء الأوراق النقدية الأمريكية، وستخضع قائمة واسعة من صناعاتها بما فيها المنسوجات والسجاد للعقوبات، فضلا عن الحظر الذي سيطال استيراد نفطها لاحقا والعقوبات التي ستنزل بالشركات الأجنبية التي ستتعامل معها. وتعهدت واشنطن عقب انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران بأنها ستعيد استخدام أقصى الضغوط عليها، عبر تقييد نشاط معظم قطاعات اقتصادها اعتبارا من مطلع أوت، لتنسحب هذه العقوبات على قطاع الطاقة الإيراني اعتبارا من ال4 من نوفمبر المقبل. واعتبر مسؤولون إيرانيون، أمس، أن لا قيمة لعرض التفاوض الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقالوا إن قواتهم جاهزة عسكريا ومعنويا للتصدي لأي اعتداء أمريكي على بلادهم. وأكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، كمال خرازي، أن طهران لا ترى أي قيمة لعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاء الرئيس الإيراني من أجل عقد محادثات دون شروط مسبقة. ونقلت وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية عن خرازي قوله "استنادا إلى تجاربنا السيئة في المفاوضات مع أمريكا، واستنادا إلى انتهاك المسؤولين الأمريكيين لالتزاماتهم وتعهداتهم، فمن الطبيعي ألا نرى أي قيمة لعرض ترامب". ومن جهته، أكد القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، بأن "العدو يجهل القدرات والجاهزية المعنوية والقتالية والتلاحم والوحدة بين قواتنا المسلحة وشعبنا، ولو كان مطلعا على قدراتنا الدفاعية لما استخدم لغة التهديد ضد إيران إطلاقا". وفي كلمة ألقاها أمس، في حشد من القادة والطلبة الجامعيين ورجال الدين في جامعات الضباط في البلاد، أكد اللواء موسوي، بأن الشعب الإيراني لن يسمح للأجانب أن يتخذوا القرار بشأن أمنه. وفي الأثناء، أكد وزير الأمن الإيراني، محمود علوي، أن الأعداء وخاصة أمريكا ورئيسها ترامب لن يحققوا شيئا من وراء تهديداتهم، مشددا على أنه لو حدثت أي مشكلة فإن الشعب المتواجد في الساحة دوما سيتدخل ويتصدى للأعداء. وفي تصريح له، أمس، خلال اجتماع المجلس الإداري بمحافظة أذربيجان الشرقية "شمال غرب"، أكد علوي ضرورة التوصل إلى حلول ذكية وتحمل الصعوبات لفرض إرادتنا على الأعداء. وأشار إلى أن الشعب الإيراني عاش ظروفا صعبة خلال فترة الحرب المفروضة، ويتحمل الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة أيضا.