أكثر ما يثير اهتمام الشارع المغربي هذه الأيام الحديث عن اهتزاز القصر الملكي على وقع صراع خفي بدا يطفو إلى السطح وبشكل متسارع بين أفراد العائلة الحاكمة، صراع عجلت به – حسب متابعين للشأن المغربي - سياسة الملك محمد السادس ومنطقه في إدارة شؤون البلد الداخلية منها والخارجية ولا سيما علاقات الجوار والتأثير السلبي لسياسة المغرب الخارجية في المنطقة المغاربية والإفريقية. فلا يكاد يخلو نقاش أو حديث بين المواطنين ووسط فعاليات المجتمع المغربي من أخبار عزل الملك رشيد بن الحسن شقيق الملك محمد السادس بسبب – ما نقلته أوساط إعلامية مغربية- عن محاولته تصفية ابن اخيه ولي العهد مولاي الحسن بن محمد صاحب ال 17 عاما، وكنتيجة لما يعتبره مهتمون بالشأن المغربي بنزعة الملك محمد السادس لعائلته الصغرى واستئثاره بالحكم. وسارعت الرباط في هذا السياق بطلبها من اسبانيا تسليم الناشط السياسي والصحفي المغربي عبد الحليم المرابط الذي نشر خبر محاولة رشيد بن الحسن تصفية ولي العهد للانفراد بالحكم بعد تفاقم الحالة الصحية لأخيه محمد السادس. فبالنسبة لفروع العائلة الحاكمة في المملكة المغربية، فرصة اعتلال صحة محمد السادس فرصة لاستعادة زمام الحكم، والحيلولة دون توريثه إلى ولي العهد مولاي الحسن الذي لم يتخط بعد سن المراهقة. وتداولت مصادر إعلامية اسبانية أخبارا عن اجتماع طارئ داخل القصر الملكي جمع مستشار الملك محمد السادس (الصهيوني أزولاي) وقائد الجيش الملكي، ورئيس الحكومة، ومدير المخابرات، بعد تفاقم الحالة الصحية للملك. وذكرت تقارير أن ترتيبات تجري داخل القصر الملكي بالمغرب لنقل السلطة من الملك المريض محمد السادس، إلى ولي عهده مولاي الحسن المعروف أيضا بالحسن الثالث. ولأول مرة في تاريخها ألغت المملكة المغربية مراسم الاحتفال السنوي بذكرى عيد العرش التي دأب الملك محمد السادس على تنظيمها تيمنا بأسلافه منذ اعتلائه العرش في جويلية 2000، وإن كانت الأسباب مرتبطة في ظاهرها بالوضع الصحي العام الذي فرضه فيروس كورونا (كوفيد19)، لكنها أيضا في واقع أسباب لا تخلوا من احباطات الثقة المهتزة وسط القصر الملكي والعائلة الحاكمة في المغرب، والمآلات غير المحمودة لسياسة حكم الملك محمد السادس المنتهجة منذ زهاء 20 سنة على رأس القصر. ورغم وجود ما يغنيه عن تضييع الوقت والجهد باهتمامه بشؤون بيته الداخلية وتدارك الوضع قبل حصول أي انزلاقات غير محمودة، يأبى نظام المملكة المغربية المخزني الاستفاقة من غيبوبته وستر عورته ، وتماديه في ارباك المنطقة واغراقها في المشاكل، ومحاولته خلق الأزمات مع دول الجوار، وعرقلة جهود بعث الاتحاد المغاربي، ولجوئه في كل مرة يصاب فيها بإخفاق سياسي ودبلوماسي في التعامل المنطقي والمسؤول مع القضايا المطروحة، إلى التهكم على الجزائر وسعيه الميؤوس منه التأثير على دورها الفعال ونظرتها المتبصرة والحكيمة لأزمات المنطقة وحلولها الموضوعية والمضمونة النتائج.