قال سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي أول أمس إنه لا توجد حاجة لأي دور أجنبي في إنهاء الأزمة في بلاده، تعليقا على عرض وساطة من فنزويلا لحل الأزمة، رغم موافقة والده في وقت سابق أول أمس على هذه المبادرة التي أعلن الثوار شرق البلاد رفضهم لها. وأضاف سيف الإسلام في مقابلة مع محطة تلفزيون »سكاي نيوز« أنه لم يسمع بشأن العرض، لكنه قال»يجب أن نقول شكرا لكننا قادرون بما يكفي على حل قضايانا بشعبنا ذاته بأنفسنا لا توجد حاجة لأي تدخل أجنبي«. وقال »إنهم أصدقاؤنا ونحن نحترمهم ونحبهم، لكنهم بعيدون جدا ولا فكرة لديهم عن ليبيا، بلدنا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفنزويلا في أمريكا الوسطى«. وكانت مصادر في كراكاس أفادت، نقلا عن مصدر حكومي فنزويلي، بأن القذافي أبلغ الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز موافقته على اقتراح تشكيل لجنة سلام من عدة دول صديقة من أجل التوصل إلى مخرج سلمي للأزمة في ليبيا. وفي المقابل أعلن المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل واجهة للثورة في ليبيا رفضه مبدأ الوساطة مع القذافي. وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل إن مبدأ الحوار مع العقيد القذافي مرفوض تماما وإن أحدا لم يتصل بهم بشأن المبادرة الفنزويلية. تجدر الإشارة إلى أن المجلس الانتقالي تشكل بعد مساع قام بها عبد الجليل عقب تفجر ثورة 17 فبراير لإدارة شؤون المناطق التي حررت من سيطرة نظام القذافي عليها. وفي الوقت نفسه أكدت الجامعة العربية على لسان هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة أنها من الأطراف التي تتشاور معها فنزويلا حاليا بشأن الأوضاع في ليبيا، غير أنه استدرك قائلا إن أفكارا نهائية حول مبادرة شافيز لم تتبلور بعد, وإن الجامعة تواصل جهودها في هذا الصدد. ومن جهتها رفضت كل من واشنطن وباريس المبادرة الفنزويلية. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن »أي وساطة تجعل القذافي يخلف نفسه غير مرحب بها«، بينما قال المتحدث باسم الخارجية ألأمريكية فيليب كراولي إن القذافي لا يحتاج إلى أن يقال له »ماذا يحتاج أن يفعل«. وتواصل فنزويلا اتصالاتها مع دول عربية وغير عربية, لتشكيل لجنة تتوجه إلى ليبيا للتوسط بين الحكومة وممثلي الثوار. وأكد وزير الإعلام الفنزويلي أندريه إيثارا أن شافيز والقذافي تحادثا معا هاتفيا الثلاثاء الماضي حول تأسيس كتلة تسمى »لجنة السلام«. ومن جانبه، قال وزير خارجية فنزويلا نيكولاس مادورو إن إنشاء كتلة تضم دولا صديقة لليبيا قد يساعد في حل الصراع الناشب هناك. وانتقد مادورو الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لتبنيهم سياسات قال إنها تهدف لعزل القذافي وتزيد من احتمال تقديم دعم عسكري لثوار ليبيا الذين يقاتلونه. ويقول الرئيس الفنزويلي إن الولاياتالمتحدة »تضخم الأمور وتلوي عنق الحقيقة لتبرير غزو ليبيا«. وترتبط ليبيا مع فنزويلا بعلاقات متينة حتى إن شائعات راجت بأن القذافي فرَّ إلى كراكاس، وهو ما نفته طرابلس لاحقا.