تدخلت أمس قوات الأمن لحماية سعيد سعدي، زعيم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عندما هاجمه أبناء حي المدنية تعبيرا منهم عن رفضهم لتنظيم أي مسيرة من طرف هذا الحزب، الذي وصفوه ب»حزب فرنسا«، وقد نجا سعدي بأعجوبة ليلوذ بالفرار في سيارة بيضاء من نوع »رونو لوغان«، فيما بقي عدد من المناضلين الذين لم يتجاوز عددهم 15 شخصا بعين المكان، ليغادروا ساحة المدنية دقائق بعد رحيل سعدي. عجت ساحة المدنية ابتداء من الساعة التاسعة من صباح أمس، بأبناء هذا الحي الذين حضروا بقوة لمنع مسيرة الأرسيدي، حيث كانوا أكثر بكثير من مناضلي سعدي الذين لم يتجاوز عددهم 15 مناضلا، في مقدمتهم النائب محمد خندق والنائبة ليلى الحاج أعراب، إلى جانب ممثل ضحايا بنك »الخليفة« عمر عابد، وبالرغم من محاصرة قوات الأمن للمتظاهرين الناشطين تحت لواء التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية التابعة للأحزاب، إلا أن المهمة الحقيقة لعناصر الأمن تحولت من منع المسيرة إلى حماية هؤلاء المتظاهرين من أبناء الحي الذين رفضوا تماما أن تكون هناك مسيرة لسعيد سعدي انطلاقا من المدنية. وقد استند أبناء حي المدنية في تنديديهم بهذه المسيرة إلى شعارات عديدة على غرار »بوتفليقة ماشي مبارك«، »الجزائر ليست ليبيا ولا تونس ولا مصر«، »نحن مع بوتفليقة«، »الشباب الجزائري واعي«، و»نحن ضد حزب فرنسا«، لتتصاعد هتافاتهم فوق أصوات مناضلي التنسيقية، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف، في انتظار سعيد سعدي الذي كان أبناء الحي يتوعدونه في حال قدومه. في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا حضر سعدي ونزل مشيا على الأقدام رفقة بعض المناضلين بحي محمد بلعرج المؤدي إلى ساحة المدنية، حينها انطلق الجميع صوبه للتصدي له، بالشتم والرفض، مفرقعات ترمى من هنا وهناك، إلى جانب أياد وأرجل كانت تحاول الوصول إليه بأي ثمن لولا أن أحكمت مصالح الأمن قبضتها وقامت بحمايته. سعدي وفي تصريح مقتضب لإحدى القنوات الأجنبية، قال إنه لن ييأس من الدعوة إلى المسيرة بالعاصمة وذلك إلى غاية إسقاط النظام كما قال، وإثر ذلك ركب زعيم الأرسيدي سيارة بيضاء من نوع »رونو لوغان« وغادر المكان في مناورة للسائق يقال إنها تسببت في إصابة بعض الراجلين بعين المكان. بدورها المناضلة ليلى الحاج أعراب، النائبة عن الأرسيدي بالمجلس الشعبي الوطني، صرحت بأن هؤلاء الشباب الذين تعرضوا للمسيرة هم مجندون من طرف جهات أخرى، ودخلت بالفعل في مشادات كلامية معهم، مؤكدة أن حزبها لن يتنازل عن مطلب السير في العاصمة.