حذّر، أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الّه غلام الله، في لقائه بالأئّمة بوهران، من »فتنة التفرقة« التي زرعها المحتجّون بالقطاع، مؤكّدا أنّ المطالب ال 20 التي رفعت إلى الوزارة محلّ دراسة، مع الرفض المؤكّد لبعض منها مثل العطلة الأسبوعية. نسب أبو عبد اللّه غلام اللّه، الاحتجاجات التي ظهرت مؤخّرا في صفوف الأئّمة إلى »مجموعة من القيّمين والمؤذّنين ممّن ليس لهم ثقافة عالية وخبرة«، موضّحا أنّ دعاة الاحتجاج لم يهضموا دور ورسالة الإمام، وأنّ الأجر الحقيقي الذي يطلبه الإمام هو أن يكون قدوة ويعمل على الإرشاد والتوجيه، متّهما من يقومون بالاحتجاجات بأنّهم »لا يقومون بواجباتهم على مستوى المساجد... والمصلّون غير راضون عنهم«، داعيا الأئّمة إلى عدم الالتفاف حول هؤلاء، مؤكّدا أنّ جملة المطالب المحدّدة ب 20 مطلبا قيد الدراسة، من بينها رفع الأجور والسكن. وصرح في هذا السياق أنّ القانون الأساسي للإمام يربط سلّم الأجور بالشهادات، وأنّه »لن يتّم مستقبلا تسليم أيّ مسجد إلاّ إذا كان مرفوقا بمسكنين على الأقّل أحدهما للإمام والآخر للمؤذّن«، معلنا عن فتح 200 منصب لحفظة القرآن لتوظيفهم كقيّمين ومعلّمين. أمّا عن المطالب الأخرى، مثل العطلة الأسبوعية للإمام، فقال غلام اللّه، أنّها مرفوضة إضافة إلى عدم إمكانية استفادة جميع الأئّمة من رحلات الحجّ والإيفاد إلى الخارج، مصرّحا كذلك أنّ الأئّمة سيستفيدون من منح وعلاوات قدرها 40 بالمائة من الأجر القاعدي. ويجدر الذكر أنّ لقاء وزير الشؤون الدينية بالأئّمة الذي كان بمسجد علي بن أبي طالب بحيّ الحمري، لم يحضره إلاّ حوالي 40 إماما من بين أكثر من 400 إمام، وأرجع أحدهم ذلك إلى التعتيم على الزيارة وعدم استدعائهم، ومع ذلك رفع بعض الأئّمة انشغالاتهم للوزير والمتعلّقة أساسا بالأجور والسكن، إذ صرّح أحد الأئّمة أنّ أغلبهم يعيشون في مقصورات وأقبية ومدارس قرآنية ولم يستفيدوا من السكن. وفي هذا الصدد قال الوزير أنّ الولاة عليهم التكفّل بمشاكل السكن. ومن خلال زيارته التفقدّية لعدّة مشاريع قيد الإنجاز أهمّها مسجد عبد الحميد بن باديس، صرّح غلام اللّه أنّ دفتر الشروط الخاصّ بتزيين المسجد وإلباسها بالزخرفة بما يتوافق مع خصوصية الولاية والثقافة الإسلامية، سيفتح الأربعاء المقبل، لتنطلق الأشغال النهائية بعدما تمّ تزويد البناء بدعامات مقاومة للزلازل، على أن يتّم تسليمه العام المقبل، حيث أكّد وزير الشؤون الدينية أنّ رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيشرف على تدشينه في 16 أفريل من سنة 2012.