أشرف سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، أمس، على الاحتفالات الخاصة بإحياء الذكرى ال53 لمعركة سوق أهراس الكبرى التي وقعت في 26 أفريل 1958. وبعد رفع العلم الوطني ووضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء بمقبرة مدينة سوق أهراس أشرف سعيد عبادو رفقة سلطات الولاية وجمع من المجاهدين ومواطنين على إطلاق اسم الشهيد حسين بن جاب الله على مدرسة ابتدائية الواقعة بمنطقة مخطط شغل الأراضي رقم 8 بجوار المركز الجامعي محمد الشريف مساعدية. وبعد ذلك زار الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين معرضا أقيم بالقاعة الجديدة لمقر الولاية يبرز أحداث تلك المعركة البطولية في تاريخ ثورة التحرير الوطنية. ويتضمن برنامج إحياء ذكرى معركة سوق أهراس الكبرى كذلك لقاء بالقاعة الجديدة لمقر الولاية وعرض مجسم لمشروع إقامة نصب تذكاري يخلد تلك المعركة، فضلا عن تسليم جوائز على المتفوقين في مختلف التظاهرات الرياضية والثقافية التي نظمت بهذه المناسبة. وتعد معركة سوق أهراس إحدى الملاحم البطولية التي طبعت السنوات السبع ونصف لثورة نوفمبر المجيدة. وتبقى تلك المعركة التي دامت أسبوعا كاملا بداية من 26 أفريل 1958 راسخة إلى الأبد في الذاكرة الجماعية الجزائرية. وبدأت تلك المعركة بويلان بالقرب من سوق أهراس قبل أن يتوسع نطاقها إلى غاية أعالي حمام النبائل غير بعيد عن قالمة المجاورة على قطر يزيد عن 50 كلم مخلفة 639 شهيدا وقتل 300 من جنود الاستعمار وجرح 700 آخرين. واستنادا لرئيس جمعية الناجين من هذه المعركة المجاهد حمانة بولعراس فإن الموقع الإقليمي الذي جرت فيه وقائع هذه المعركة يتمثل في جبل بمنطقة الزعرورية بالناحية الغربية منها، حيث وبعد التعليمات الصارمة لقيادة جيش التحرير الوطني آنذاك والقاضية بعدم الدخول في أي اشتباك مع عساكر العدو ريثما يتم تمرير الأسلحة والذخيرة الحربية عبر خط موريس، قام الفيلق الرابع بقيادة المجاهد الراحل محمد لخضر سيرين وكتيبتين تابعتين للولاية الثانية وكتيبة أخرى تمثل الولاية الثالثة بضمان التأطير للتمكن من تمرير الأسلحة. وقبل سويعات من مرور الفيلق من تونس إلى البلاد وقع اشتباك في جبل بوصالح لتبقى إحدى الكتائب مشتبكة مع العدو في الوقت الذي عبر فيه باقي الجيش. من جهته أوضح الأستاذ عبد الحميد عوادي بأن الجنرال فانيكسان قال آنذاك »في الحروب الثورية ليس فقط مواجهة المتمردين في الداخل بل مواجهة الدعم الذي يتلقاه هؤلاء من الخارج وهو النموذج الحديث للصراع الملاحظ في الهند الصينية والجزائر«. وبعد إنشاء خط موريس جوان 1957 على تراب القاعدة الشرقية واستكماله في أكتوبر من نفس السنة وبعدما تدفقت كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة إلى داخل الوطن شرعت قوات العدو في حراسة شديدة للحدود الغربية وخاصة الشرقية. ولما رأت قيادة الثورة والقاعدة الشرقية أن خط موريس قد فصل جزء من ترابها عن بقية مناطقها بادرت إلى إرسال قوات لربط الاتصال وحماية القوافل الناقلة للسلاح إلى جيش التحرير قبل أن يتم اكتشاف أمرها من طرف العدو الذي جهز لقتالها جيشا قويا من طائرات ودبابات ومدفعية ميدان ومشاة ومظليين، حيث وقعت معركة طاحنة خسر فيها الطرفان عددا كبيرا من جنودهما. وفي ليلة 26 إلى 27 أفريل 1958 انطلقت جميع الوحدات في عدة محاور وفي الصباح الموالي 28 أفريل جرت معركة عنيفة استشهد خلالها عدد من المجاهدين وهي المعركة التي سقط فيها 639 شهيد، فيما بلغ عدد الخسائر في جانب العدو أزيد من 300 جندي وضابط صف وعدد كبير من الجرحى وهي الملحمة الكبرى التي كانت غير متكافئة اعترف فيها العدو بالقوة والمعنوية الخارقة للمجاهدين.