ما أصعب أن يجد المرء نفسه مربوط اليدين لا يقوى على الحركة لتغيير ظلم وقع على شخصه من اقرب الناس إليه خاصة إذا كانت هذه الإساءة المتعمدة قد قابلت إحسانا كان يعتقد صاحبه أن جزاءه لا يمكن أن يكون إلا إحسانا.المأساة التي يعيشها المواطن عبد الحميد لعزازي أشبه ما تكون بالأفلام على الطريقة الهوليودية لكنه للأسف ليس برمبو أو بطل يملك من الإمكانيات و التسهيلات ما يجعل من مهمته مهما كانت صعبة غير مستحيلة. يحلم عبد الحميد لعزازي وهو مستيقظا أن يرى وجه سمية الجميل وان يشبع من براءتها هو الذي انتظر قدومها طيلة تسعة أشهر وهو يمني نفسه بالسعادة الكبيرة التي ستغمره وهو يرزق بزينة الحياة الدنيا لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فلا زال بعد مرور شهرين على ميلادها لا يعرف وجهها إلا من خلال صور الانترنت التي تقبل زوجته إرسالها إليه ولسان حالها يردد انس أن لك طفلة هو الذي اعترف لنا انه ينام ويستيقظ على وجه سمية الملائكي الذي يرفض أن تصبح طفلة غير شرعية في مجتمع يغفر للأمهات العازبات لكنه مصرا على إعطائها حقها في الاسم والنسب وقبل كل هذا وذاك الدين الإسلامي والذي يخشى أن تحرمها والدتها الفرنسية منه بالرغم زعمها بأنها دخلت الإسلام لكن تصرفاتها لا توحي بذلك. تعود بداية مأساة المواطن عبد الحميد لعزازي والساكن بالحراش عندما تعرف من باب الصدفة وعن طريق الانترنت بمقالي انكستورفرنسية الأصل وتوطدت علاقتهما عن طريق الشبكة العنكبوتية بحكم امتلاكه لمقهى سيبراعترفت له خلال دردشتهما أنها دخلت الإسلام عن حب واقتناع وأنها تعاني من كل أنواع الإقصاء والتهميش بسبب الدين الجديد الذي اعتنقته مؤكدة له عدم تخليها عن الإسلام مهما كلفها الأمر موقف تعاطف معه عبد الحميد كثيرا وراح يساندها في محنتها مؤكدا أن الفرج قريب. وفي يوم من الأيام فاجأته بقرارها لزيارة الجزائر البلد الذي تحبه كثيرا كما كانت تردد على مسامعه معترفة له أنها تريد أن تعيش إسلامها في هذا البلد بكل حرية وطمأنينة بعيدا عن الضغوطات الاجتماعية والنفسية التي تتخبط فيها ولم يكن لعبد الحميد حق الموافقة أو الرفض بل سارع بطمأنتها و التأكيد لها أن أبواب الجزائر مفتوحة لكل الذين يحبونها ومنزل أهله مفتوحا لها لتحل ضيفة معززة مكرمة تبقى فيه متى شاءت. وبالرغم من العلاقة الحميمية التي توطدت بينهما لم يكن يدري عبد الحميد أن مغالي ستفاجئه بعد بضعة أسابيع فقط من وصولها بطلب الزواج منه لتكتمل فرحتها ويتحقق حلمها بالبقاء في الجزائر لتعيش دينها و دنياها و لم يكن لعبد الحميد إلا أن يوافق على طلبها هو الذي عايش فصول معاناتها فقرر بعد استشارة والده الذي أكد له انه سيربح فيها ثواب إذ من خلال ارتباطهما ستبقى على الدين الذي اعتنقته بعد ان تجد المناخ المناسب لتعيش إسلامها. لم يتم زواجنا عن طريق الفاتحة أو خلسة عن عيون الناس اعترف لنا عبد الحميد قائلا بل جرت مراسيم الزواج وفق التقاليد و القانون الجزائري بموجب عقد زواج سجل بتاريخ 5 أوت 2007 بالحراش تحت رقم631 وأثمر بعد شهور قليلة بحمل بطلب وإلحاح شديدين من مغالي التي بررت رفض زوجها في البداية لأي حمل منها في نية مبيتة من هذا الأخير بعدم استمرار زواجهما مما اضطر عبد الحميد الرضوخ لمطلبها ليبين لها حسن نيته. اعترف لنا ذات المتحدث ان حال وأحوال زوجته مغالي قد تغير فجاه بعد حملها وتأكدها من ذلك بعد زيارتها لمختصة في طب النساء لتنقلب طباعها وتلح في عودتها إلى مسقط رأسها بحجة اشتياقها الشديد لامها وبالرغم من محاولات عبد الحميد لإبقائها معه في الجزائر ليعيش معها اسعد مراحل في حياتهما إلا أنها رفضت بشدة وهددته بإلحاق الأذى بنفسها و الاستعانة بسفارة فرنسابالجزائر فخاف من ان تنفذ أفكارها الشيطانية فيخسر الجنين الذي في بطنها فاضطر للموافقة على مضض على سفرها شريطة ان تعود قبل وضع مولودها الذي أراد ان يرى النور في الجزائر. طارت مغالي إلى فرنسا لتلتحق بأهلها محملة بالهدايا على وعد منها بتسجيل زواجهما بنانت والعودة في أسرع وقت إلى زوجها لتكتمل سعادتهما بميلاد طفلهما الأول. لكن الوعود الجميلة التي أسمعتها مغالي لزوجها قبل رحيلها لم تكن قال لنا زوجها متحسرا إلا الوجه الآخر لامرأة أساءت لمن أحسنوا إليها فأصبحت لا ترد على مكالمته و تبالغ في طلباتها بشان إرسال ألبسة وجهاز للرضيع و اعتقد عبد الحميد ان هذا الدلال وتغير في المزاج يعود للحمل حسب ما أكده له العارفون بحمل النساء لكن لم يتغير الأمر بعد وضعها واكتفت بإرسال له صور لسمية وآثار العملية القيصرية التي أجريت لها إلى جانب صور فيديو لها وهي تحمل الصغيرة قبل ان تصفعه بعبارة لن أسجل الطفلة باسمك وانس أنها من صلبك إذ لا حق لك عليها أنها ابنتي ولن تراها أبدا. الأبواب التي طرقها عبد الحميد سواء على مستوى سفارة فرنسابالجزائر أو وزارة الشؤون الخارجية باءت كلها بالفشل و اكتفى موظفو هذه الأخيرة بعبارة" الله غالب تكلخت " رد للأسف قال لنا عبد الحميد لم يكن ينتظره من وزارة بحجم الخارجية من المفروض ان موظفيها يتقاضون رواتب ضخمة للدفاع عن حقوق الجزائريين المنتهكة في الخارج. يعول عبد الحميد كثيرا على التفاتة من كل الذين يرفضون ان تنسب ابنة جزائري إلى مجهول بينما والدها يطالب بإلحاح إلحاقها بنسبه هو الذي يخاف ان تتحول سمية بعد بضعة سنوات إلى ماري أو هيلين تدين بغير دين آباءها تكبر و هي تعتقد أنها نتاج علاقة غير شرعية. مساعيه وجهوده لن تتوقف عند حد مطالبة الرأي العام بتبني قضية ابنته سمية إذ ينوي مقاضاة زوجته في المحاكم الجزائرية للاعتراف بابنته والمطالبة بحقه في الحضانة إذ من غير المعقول ان اترك ابنتي مع امرأة تعاني من تقلب في المزاج من النقيض إلى النقيض وقد تشكل بسلوكاتها العدوانية خطرا حقيقيا على ابنته متحسرا. ونحن نستعد لكتابة مقالنا حول مأساة هذا المواطن الذي أعيته بيروقراطية المكاتب والإدارات بلغني ان مغالي رفعت دعوى تطليق أوكلت مهمة الدفاع عنها لأحد المحامين الجزائريين لا يدري زوجها كيف اتصلت به والغريب في الدعوى ان مغالى أكدت في عريضتها ان زواجها من عبد الحميد لم يثمر أولاد مما يكشف نوايا هذه الزوجة من إخفاء وجود طفلة من زواجهما.