اغتيل عنصران من الحرس البلدي وأصيب 8 آخرون بجروح خطيرة ليلة الاثنين إلى الثلاثاء الأخير بقرية الشريعة التابعة إداريا لبلدية تادمايت الواقعة على بعد 18 كلم غرب مدينة تيزي وزو، وذلك إثر هجوم إرهابي مسلح على مقر مفرزة الحرس البلدي بالقرية. والهجوم وقع بالضبط في حدود الثانية إلا الربع صباحا عندما أعلنت الجماعة الإرهابية إشارة انطلاق الهجوم عن طريق قصف جدار المقر بسلاح "الهبهاب" ليلا، وذلك إثر تبادل إطلاق النار ليقع اشتباك مسلح بين الطرفين. وللإشارة فقد كانت الجماعة الإرهابية يفوق عددها 80 إرهابيا، حيث قاموا بمحاصرة المقر من جميع النواحي، مستغلين في ذلك سطوح المنازل التي اقتحموها، خاصة وأن المقر يقع وسط هذه المنازل وله نفس علوها. وقد دام القصف بالهبهاب وبالقنابل اليدوية الصنع والاشتباك المسلح مدة ساعة ونصف الساعة من الزمن، حيث توقف بالضبط في حدود الثالثة والربع صباحا، حين انسحبت الجماعة باتجاه غابتي بوغيلاس و"بوعشو" التابعتين لغابة سيدي علي بوناب المعروفة باحتوائها الجماعات الإرهابية. وحسب شهود عيان فإن عناصر الحرس البدي تمكنوا من إصابة 8 إرهابيين بجروح خطيرة تم نقلهم على متن مركبة من نوع "موتورماني" إلى غابة "بوغيلاس" و"بوعشو" وكان ذلك قبل انسحاب كل عناصر الجماعة الإرهابية التي أخذت نفس وجهة الإرهابيين المجروحين، لكن فرارهم كان سيرا على الأقدام. وفور انسحاب الجماعة الإرهابية واصل عناصر الحرس البلدي إطلاق النار في الهواء، كما قامت قوات الجيش الوطني الشعبي التي كانت بصدد عملية تمشيط منطقة أث وارزحين بذات البلدية بقصف الأماكن المشبوهة بالمنطقة. وفي حدود الساعة السابعة والنصف صباحا انفجرت قنبلتين آخرتين على شاحنة عناصر الجيش الوطني الشعبي على مستوى الطريق البلدي الرابط بين بلدية ذراع بن خدة والقرية التي عرفت الواقعة، حيث أسفر الإنفجار عن انقلاب شاحنة الجيش دون حدوث أية خسائر بشرية، في حين تعرضت عديد المنازل المجاورة إلى انهيار جدرانها وتخريب أثاثها وكسر زجاج نوافذها، مثلما كان حدث لمدرسة "جمعة أعمر" الابتدائية والسكنات المحيطة بها التي تعرضت لنفس الأضرار، أما مقر مفرزة الحرس البلدي من جهتها تعرضت لأضرار أكبر بانهيار حائطها الخارجي وكذا حائط المرقد، ناهيك عن الثقوب التي تسببت فيها طلقات النار. ومن جهة أخرى وفيما يخص الحالة النفسية التي عاشها مواطنو هذه القرية والقرى المجاورة فطبعها الخوف، الرعب والهلع طيلة الليلة، خاصة مع اهتزاز منازلهم على إثر الانفجارات والقصف، لكن ذلك لم يمنعهم خاصة في فترة الصباح من التوجه مباشرة في حدود السادسة صباحا لعين المكان لإشباع فضولهم ومعرفة تفاصيل أكثر عن العملية التي شبهت من قبل الكثيرين منهم بفيلم سينمائي، حيث أصبح موضوع هذه الهجمة حديث جميع مواطني القرى من مختلف الفئات. تنهنان.أ