تميزت الدورة الأخيرة العادية للمجلس الشعبي الولائي بتيسمسيلت المنعقدة الأسبوع الفارط، بخروج النواب عن المألوف المتمثل دائما في تأييد وتزكية التقارير التي يقدمها مدراء القطاعات على ما فيها من إخلال بقواعد التنمية المحلية، ومتطلباتها، فلأول مرة، تحظى الملفات المطروحة للنقاش بالجدية والواقعية متضمنة انتقادات واسعة لأصحابها (المدراء)• وهو بصيصا من الأمل لهذه الهيئة المنتخبة في استعادة شرفها وهيبتها، حيث تميزت الدورة بالتدخل والمناقشة بداية بملف الصحة الذي قدمه مدير الصحة والسكان الدكتور بلعجين جمال أمام أعضاء المجلس، وكشف التقرير عن العودة القوية للأوبئة التقليدية التي باتت تهدد صحة المواطنين في هذه الولاية أين أصبح مرض السل يحتل المرتبة الأولى في جدول الحوصلة السنوية للنشاطات الوقائية العام 2007 وذلك بنسبة تزيد عن 39 في المائة، نسبة لم يسبق للولاية وأن سجلتها منذ 30 سنة كاملة، عدد المصابين بهذا المرض خلال سنة واحدة بلغ 414 مصابا وهو ما يعادل نسبة 1.5 في الألف من مجموع سكان الولاية، نسبة تطرح أكثر من علامة استفهام خاصة مع تمركز هذا الوباء مع الأخذ في الحسبان عمليات التلقيح ضد هذا الوباء حيث يكشف الجدول الوارد في ذات التقرير والمتعلق بالصحة المدرسية أن حوالي 4000 تلميذ تغيب عندهم علامات التلقيح ضد السل يحدث هذا في ظل التطور السريع الذي تعرفه المنظومة الصحية في هذه الولاية والتي تجاوزت الكثير من العراقيل وتحولت إلى ولاية استشفائية يقصدها المرضى حتى من الولايات المجاورة، الحوصلة السنوية للنشاطات الوقائية صنفت التسممات الغذائية في المرتبة الثانية بنسبة 25 في المائة وبعدد 91 مصابا وهو ما يتطلب أيضا مجموعة من الإجراءات الوقائية للحيلولة دون تنامي مثل هذه الأخطار شأنها في ذلك شأن الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات والتي تم تصنيفها في المرتبة الثانية بنسبة 16 في المائة، الفقرة المخصصة للصحة المدرسية كشفت أن أغلبية الأمراض التي يعاني منها التلاميذ تتعلق بأمراض العيون كنقص الرؤية والحول مثلا وذلك بمجموع 1500 تلميذ إضافة إلى مشكل سلس البول ب 427 حالة، مثل هذه الأرقام ورغم خطورتها يؤكد السيد المدير أنها لا تتجاوز المعدلات الوطنية أو حتى العالمية، مؤكدا أن مرض السل مثلا والذي يخصص له العالم يوميا للإحتفال به في 24 مارس من كل سنة لا يزال ينتشر بسرعة في كل دول العالم بما في ذلك أمريكا ذاتها ومما يزيد في خطورته كما يقول هو انتقاله بالعدوى الأمر الذي يصعب من التحكم فيه مؤكدا في هذا السياق أن تجاوز هذا الوباء يتطلب تجنيدا ووعيا من الجميع بداية بالأسرة المطالبة بعدم تفويت التلقيح عن أبنائها•