تمكن الذهب المقلد و إكسسوارات" الفانتزي" من انتزاع المكانة الهامة التي احتلها الذهب و لعقود طويلة من الزمن في قلوب الجزائريات، وهذا بسبب الارتفاع المستمر لأسعار هذا المعدن النفيس الذي كان المنقذ الذي تعتمد عليه في الأوقات العصيبة مثلما يقول المثل الشعبي" الحدايد للشدايد"، فالواقع اليوم يؤكد تخلي العديد من المواطنين و حتى أولئك المقبلين على الزواج عن اقتناء الحلي المصنوعة من الذهب و تعويضها بتلك المقلدة أو "الفانتزي" كطريقة لستر عجزها عن مجابهة الغلاء من جهة و مواكبة الموضة من جهة أخرى . هل استطاعت المرأة أن تتخلص من بريق الذهب ؟ أم أن الظروف الاجتماعية أرغمتها على تعويضه بالمقلد أم أن مسايرة خطوط الموضة الحديثة حتمت عليها ذلك ؟ باتت هذه التساؤلات تفرض نفسها بعد الانخفاض الذي تشهده نسبة الإقبال على شراء الحلي الذهبية خاصة بعد الارتفاع الحاد في أسعاره، "صوت الأحرار" و من خلال الجولة التي قادتها إلى بعض محلات بيع الذهب المقلد و الإكسسوارات وقفت على الأسباب التي دفعت بشريحة لا بأس بها من الفتيات إلى اقتناء ذلك النوع من الحلي و التخلي عن الذهب الذي أصبح بالنسبة للبعض منهن"موضة قديمة" و بالنسبة للبعض الآخر"صعب المنال". كانت البداية مع منيرة التي تحضر لحفل خطبتها خلال أيام حيث كانت منهمكة في البحث عن خاتم خطبة من الذهب المقلد لا يمكن اكتشاف حقيقته، هذه العملية كانت تقوم بها رفقة خطيبها الذي يبدو عليه أنه لا يمكنه دفع تكاليف خاتم من الذهب الحقيقي، و بعد أن تأكدا من مدة ضمانته التي تفوق العشر سنوات دفعا المبلغ و اجتاحهما شعور بالفرح، اقتربنا منهما و سألناهما عن السبب في تفضيل هذا النوع من الحلي فردت قائلة" أسعار الذهب مرتفعة جدا و لا يمكننا دفع تكاليفها، و حتى لا نؤجل خطبتنا أكثر من الذي مضى اقترحت على خطيبي أن يشتري هذا النوع من الذهب، خاصة و أنني لا أكثرت لهذه التفاصيل البسيطة التي لا يمكن أن تقف عائقا في وجه ارتباطنا، و عندما تتيسر الأمور حتما سأقتني حلي من الذهب الحقيقي". الإقبال على هذا النوع من الإكسسوارات بسبب الغلاء الذي مس الذهب جعل من الفتيات تتعودن عليها و تكتشفن جمالها من جهة و كذا انتشار المحلات المتخصصة في بيعها، مما أثرى هذا المجال وأصبح صانعوها يتفننون في تشكيل حلي جميلة أصبحت تنافس اليوم الحلي الذهبية التي بدأت تتخلى عن مكانتها في قلوب الناس تدريجيا، و في هذا الإطار يقول أحد باعة الإكسسوارات بالعاصمة " ضعف القدرة الشرائية و غلاء الذهب حول اهتماماتهم الناس و حتى المقبلين على الزواج إلى ما يتماشى و إمكانياتهم المادية، كما أن ثقافة المجتمع في هذا المجال تغيرت و بات كل شخص يرتدي ما يناسبه و يرضي أذواقه التي لا نقاش فيها". و من خلال الجولة التي قمنا بها تبين جليا أن الذهب لم يعد ذلك المعدن الذي كانت تكنزه جداتنا و أمهاتنا للتباهي به في الأعراس أو في انتظار اليوم الذي يخرجهن من أي أزمة قد تقعن فيها كما يقول المثل الشعبي" الحدايد للشدايد"، حيث تقول نوال طالبة جامعية أن الذهب لم يعد يناسب جيلها حيث أنه موضة ثقيلة لأنها تمنحنا ذلك التنوع في الأشكال ، بينما فيما يتعلق الإكسسوارات لدينا الاختيار ما يتماشى مع الملابس التي نرتديها، ناهيك عن أن الإكسسوارات عملية و أكثر مرونة حتى وإن ارتفعت أسعارها ولكن مع ذلك لها أشكال مبهرة تفوق جمال الذهب. فيما ذكرت إحدى السيدات التي كانت بصدد شراء قلادة ضخمة من الذهب المقلد ذكرت أنه في القديم كانت الفتاة تقدر بكمية الذهب التي تملكها بينما اليوم تفضل الكثيرات شراء إكسسوارات مقلدة على أن تشترى بها ذهبا، نافية أن يكون عدم الإقبال على الذهب مرتبط بارتفاع أسعاره بقدر ما هو مرتبط بالموضة الجديدة التي غزت مجتمعنا و التي تتماشى حتما مع السرعة التي يتسم بها عصرنا. فيما كشف صاحب محل لبيع الذهب أن الارتفاع في أسعار هذا الأخير لم يعد يلزم المقبلين على الزواج على اقتناءه و أصبحوا يعوضونه بالذهب غير المطبوع أو المقلد، وهذا العزوف من قبل الزبائن ضاعف من خسارة بعض المحلاتوقالت إحدى الزبونات " في السابق كنا لا نتنازل في أعراسنا على أن يكون جميع ما نتحلى به من الذهب الخالص فلم يكن يوجد مكان لأي نوع آخر من المعادن فكانت الأساور والخواتم حتى الحزام كان من الذهب إلا أننا نرى اليوم أن قيمة الذهب قلت رغم سعره المرتفع فالمرأة أصبحت تبيع ما تقتنيه من ذهب لأي شيء حتى من أجل كماليات لا ضرورة لها، ونظرة الناس له على أنه حلي وزينة للمرأة بالإضافة إلى كونه كنز تخبئه المرأة لمواجهة ما قد يفاجئها به الزمن تغير فحلت الفضة و غيرها من المعادن الأخرى ليتنازل الذهب تدريجياً عن القمة.