شدد الأمين العام السابق لحركة الإصلاح الوطني، جمال بن عبد السلام، على أن استقالته من حركة الإصلاح الوطني كانت نتيجة حتمية عدم تماشي مواقف الحركة ومرجعيتها مع التطورات الجديدة في الساحة السياسية، مؤكدا أنه سيعلن في الأيام القليلة القادمة عن حزبه الجديد، سيما وأن الترتيبات السياسية والتنظيمية للمشروع تكاد تنتهي. قال بن عبد السلام في اتصال هاتفي مع »صوت الأحرار«، أمس، أن استقالته من حركة الإصلاح الوطني التي كان أمينا عاما لها، تعود بالأساس إلى خلفيات سياسية وليست تنظيمية، وتتعلق بالأساس بمواقف الحركة وخطها السياسي الذي لم يعد يتماشى مع متطلبات المرحلة الراهنة التي تشهدها الجزائر على ضوء الإصلاحات السياسية المعلن عنها. وفي هذا الإطار أكد بن عبد السلام أن قرار الاستقالة هدفه تجنب »الإكراهات« التي تقرضها إيديولوجية الحركة ومواقفها ومرجعيتها. وهو ما يعني التأسيس لمشروع سياسي جديد يأخد بالحسبان المتطلبات الجديدة للمجتمع الجزائري وفق التغيرات التي تطبع الوضع الإقليمي والدولي. وحدد بن عبد السلام ملامح الحزب الجديد الذي سيعلن عنه في الأيام القليلة القادمة، حيث يستند كما قال، إلى مرجعية نوفمبرية ويستمد وعاءه النضالي من الفئات المهمشة في المجتمع )الشباب والمرأة والنخبة( التي لم تجد حسبه إلى حد الآن الفضاء الملائم للتعبير عن طاقاتها والمساهمة في صناعة القرار الوطني كل حسب إمكانياته وتخصصه. وعما إذا كان نشطاء الإصلاح أو النهضة سيشكلون النواة الصلبة للمشروع الجديد، قال إن المشروع إلى حد الآن احتضنته مختلف فئات المجتمع وطاقاته، في إشارة إلى قطيعته مع الرموز المعروفة في حركتي الإصلاح والنهضة. وأضاف بن عبد السلام أن الإعلان عن التشكيلة السياسية الجديدة سيكون في الأيام القليلة القادمة، سيما وأن كل الترتيبات التنظيمية والسياسية تكاد تستكمل لإعلان الحزب الجديد الذي يعول عليه بن عبد السلام للدخول إلى تشريعيات ومحليات 2012. ومعلوم أن جمال بن عبد السلام واحد من القيادات السياسية لحركة الإصلاح الوطني التي ساهمت في الإطاحة برئيسها عبد الله جاب الله وأيضا محمد بولحية قبل أن يتبوأ منصب الأمين العام للحركة خلفا لجهيد يونسي.