دشن أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة »ميترو الجزائر«، حيث قطع الرئيس أول تذكرة في تاريخ الجزائر، بالمحطة المحورية التي تجمع مختلف وسائل النقل الحضري »المعدومين« برويسو، ليعلن بذلك عن بداية استغلال قطار الأنفاق الذي يمتد على طول 9.5 كيلومتر انطلاقا من حي البدر بباش جراح، ووصولا إلى البريد المركزي بقلب العاصمة، هذا المشروع الذي طال انتظاره من طرف الجزائريين كان محل اهتمام آلاف المواطنين الذين حضروا بقوة، رجالا ونساء وأطفالا كانوا هناك لاستقبال رئيس الجمهورية، أمس. عجت شوارع رويسو ابتداء من الساعة الثامنة صباحا بمئات المواطنين الذين قدموا من كل حدب وصوب لاستقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي أشرف على تدشين مشروع طال انتظاره قرابة 30 سنة، والذي يطمح المواطنون لأن يخفف من وطأة الازدحام واختناق الطرقات بالسيارات. فرق »الزرنة وأخرى بوشكيوة«، خيالة الفنتازيا القادمين من عين الدفلى بخيول عربية بربرية، فرق كشفية للناشئة وغيرها من الفرق التي تجندت منذ الصباح الباكر لتشهد أول انطلاقة رسمية لمترو الجزائر على يد الرئيس بوتفليقة. وفي حدود الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال، وصل الموكب الرئاسي، حينها تعالت الهتافات وضربات البارود، والتي جمّلتها زغاريد النسوة من هنا وهناك، في عرس عاصمي بهيج حياه أبناء رويسو من النوافذ والشرفات ومن فوق السطوح والبنايات، رئيس الجمهورية الذي كان مرفوقا بوزير النقل عمار تو، ليحظى بباقة ورود قدمت له من قبل طفلة وطفل صغيرين كانا يرتديان برانيس جزائرية أصيلة. الرئيس بوتفليقة كان يمعن في كل شيء ويتلقى شروحات بين الحين والآخر من طرف المسؤولين، ليتقدم إلى اللوحة التذكارية التي نصبت بعين المكان، أين أزاح عنها الستار وقطع الشريط الرمزي، معلنا بذلك انطلاق عملية استغلال قطار الأنفاق. وبعدها مباشرة اتجه الرئيس بوتفليقة إلى محطة الميترو، حيث نزل إلى الطابق السفلي والذي يتضمن غرفتين للاستعلام وجهازين آليين لبيع التذاكر، هناك قطع رئيس الجمهورية أول تذكرة لميترو الجزائر، وبحضور مسؤولين وإطارات في الدولة، منتخبين محليين، دبلوماسيين من السفارة الفرنسية وفي مقدمتهم السفير الفرنسي كزافييه دريونكور، إضافة إلى حضور مكثف للصحافة الوطنية والأجنبية على حد سواء، صعد الرئيس في عربة الميترو الذي انطلق من محطة »المعدومين« برويسو، بلوزداد حاليا. قطار الأنفاق الذي أقّل رئيس الجمهورية والمكب الرسمي انطلق في حدود الساعة الواحدة و45 دقيقة ليصل إلى محطة البريد المركزي، محطة نهاية السفر في حدود الساعة الثانية بعد الزوال، أي استغرق قرابة 15 دقيقة، مرورا ب 6 محطات وهي حديقة التجارب، الحامة، عيسات ايدير، أول ماي، خليفة بوخالفة، مع العلم أن سكة القطار المشّغل تمتد على طول 9.5 كيلومتر من حي البدر بباش جراح إلى البريد المركزي. وقد كان مد بشري لم تثنيه لا الأمطار ولا تقلبات الطقس من الوقوف طيلة ساعات في انتظار الرئيس بوتفليقة بالبريد المركزي، حيث امتلأت الشوارع والطرقات بمواطنين كانوا ينتظرون بلهفة ملاقاة الرئيس القادم على متن قطار الأنفاق الذي تتشرف الجزائر بتشغيله لأول مرة في تاريخها، على أن يفتح ابتداء من اليوم أمام الجمهور، كما كانت كل من فرق الحرس الجمهوري، الدرك والشرطة في استقبال رئيس الجمهورية الذي أدى التحية وأنهى زيارته بالبريد المركزي. تشغيل ميترو الجزائر.. يوم تاريخي ويضمن ميترو الجزائر الذي أشرف على تدشينه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نقل حتى 60 مليون مسافرا سنويا، ويغطي 5 بلديات بالجزائر العاصمة على طول الشبكة مقدرة ب 9.5 كلم، بخط واحد وعشرة 10 محطات، 9 تحت الأرض وواحدة فوق الأرض. أما فيما يخص المحطات فهي البريد المركزي، خليفة بوخالفة، أول ماي، عيسات ايدير، الحامة، حديقة التجارب، المعدومين، حي عميروش، حي بحر وشمس وحي البدر. كما يشتغل الميترو طيلة أيام الأسبوع من الساعة الخامسة صباحا حتى 11 ليلا، بسعر تذكرة مقدر ب 50 دينار جزائري، في القوت الذي بلغت فيه تكلفة المشروع 100 مليار دج وتم إنجازه بيد عاملة جزائرية بنسبة 98.5 بالمائة وتم تجنيد 400 عون أمن حسب المواصفات، إضافة إلى 244 كاميرا مراقبة. ويشار إلى أن أشغال ميترو الجزائر التي انطلقت في سنوات 1980 قد توقفت في عديد المرات وطالت لسنوات، مما أدى إلى تأخر كبير قبل أن تستأنف بشكل تدريجي بفضل مخططين وطنيين كبيرين للاستثمارات العمومية متعددي السنوات وهما 2000/2004 و 2005/2009. علما أن أول دراسة للميترو أطلقت سنة 1962، فيما تم حفر أول رواق تجريبي سنة 1982 بعمق 900 متر وقد أجريت ما يقارب 100 مناورة تجريبية لقطار الأنفاق الذي سيقل حوالي 25 ألف راكب في الساعة ليرتفع العدد تدريجيا إلى 40 ألف راكب، ويتوقف 20 ثانية في كل محطة لتقدر بذلك مدة الرحلة من حي البدر إلى البريد المركيز بحوالي 15 دقيقة.