نفت المطربة التونسية على هامش أحياءها لحفل اختتام "مهرجان تيمقاد الدولي"، أنها قد طلبت حراسة مشددة وفالت "بالعكس الذي وجدته في الجزائر رائع جدا، أعود بالله أن أطلب هذا" حيث أشارت إلى أن فلة فنانة تمثل الجزائر أحسن تمثيل وهي تحترمها كثيرا وليس بينهما مشاكل، كما أكدت أن أغنية المغرب العربي رائعة وهي من الفنانين الذين يسعون إلى ترويجها. أمام المئات من محبي الطرب والأغنية الشرقية وتحت تصفيقات الحضور، وقفت أمام جمهور تيمقاد ولأول مرة المطربة التونسية المتألقة لطيفة العرفاوي، لتحيي حفل اختتام "مهرجان تيمقاد الدولي" في طبعته الثلاثين، حيث ومنذ اللحظة الأولى بدت واثقة، عازمة، على أن تأسر قلبه وتترك بصمتها في المهرجان كمطربة عربية ومغاربية كبيرة. لطيفة وبدبلوماسية كبيرة ورقة في التعامل وإصرار على التواصل، نجحت إلى حد كبير في استقطاب انتباه الجمهور وأرغمته على التجاوب معها، فغنت وأطربت ورقص الحضور على أنغام ألبوماتها الجديدة والقديمة، التي مازال الجميع يحفظها عن ظهر قلب، "أحب في غرامك" "ما تروحش بعيد" وغيرها من الأغاني، أطربت جمهور "تيمقاد" الذي صفق طويلا وتجاوب مع حركاتها. لطيفة التي كانت مرتاحة في غناءها وأهدت لحضور تيمقاد أجمل ما لديها، استطاعت وبطريقة عملية، أن تنفي ما أشيع عن خوفها من زيارة الجزائر وهذا ما أكدته في الندوة الصحفية مباشرة بعد انتهاء وصلتها، حيث عبرت بكل إحساس عن سعادتها بالتواجد في الجزائر وتعجبت لتجاوب الجمهور معها "لم أكن أنتظر كل هذا من الجمهور، لقد احتضنني من أول ظهور"، مشيرة الى أنها تلقت رسائل كثيرة من المعجبين بالجزائر يرحبون فيها بحضورها إلى الجزائر. بدا تأثر لطيفة كبيرا لاهتمام الجمهور والصحافة بأخبارها وعلقت على ذلك "أنا لا أصدق أنها المرة الأولى" وأضافت "الحمد لله أنني تعرفت على هذا الجمهور الرائع .أما عن غيابها عن الجزائر لمدة سنوات رغم القرب الجغرافي، قالت لطيفة فعلا أن الجزائر قريبة جدا ليس جغرافيا، لكن أيضا من القلب وأضافت أن الجزائر هي تونس لا فرق، لكن عدم حضورها من المقدرات "الله ما سهلش والآن سهل ربي". كما عبرت لطيفة عن إعجابها بالأغنية الجزائرية وخاصة دحمان الحراشي التي قالت أنها تعشقه وأكدت أنه مدرسة عظيمة جدا في الفن في المغرب العربي وبأسبابه أعادت أغنية "ناره" من التراث الشعبي الليبي لعبد المجيد حبيب و"في الغربة فناني" من تونس و"خلوني" من الجزائر، كما أكدت أنها تحاول دائما أن تعطي بعدا مغاربيا لغنائها وتبرز ما يمتلكه المغرب العربي من ثراء فني لكنه لم يأخذ حظه من الإعلام العربي. لم تنف لطيفة صعوبة لهجة المغرب العربي بالنسبة للمشارقة، خاصة إذا كانت عميقة وخاصة جدا بالمنطقة وهذا ردا عن سؤال حول إشكالية انتشار الأغنية المغاربية وتحجج المشارقة بصعوبة اللهجة المغاربية غير المفهومة، لذلك دعت لطيفة إلى تبسيط الأغاني والكلمات وضربت أمثلة عن نجاحات عرفتها الأغنية المغاربية رغم اللهجة منها "لموني إلي غارو مني"، "خليوني"، وأغنية "عبد القادر يا بوعلام" التي كما قالت كسرت الدنيا في العالم كله وكانت نجاحا باهرا والأمثلة كثيرة. لطيفة كانت تلقائية مع الصحفيين رغم تعبها من السهرة وتمنت أن يدوم حب لجمهور لها وأن تكون دائما في مستوى تطلعاته، خاصة مع ظهور ألبومها الأخير والذي عادت لطيفة من خلاله إلى سابق عهدها في أولى نجاحاتها، حيث أشارت إلى أنها قصدت أن تكون متجددة في الكلمات والأفكار، هكذا مثل "سبني وحدي"، "كلمة جديدة" حيث تعاملت مع شعراء جدد حتى تخرج من الروتين والملحنين لأول مرة وكشفت عن وجود أغنية "مارينا" من ألحان الجزائري حسين الاصنامي. اعتبرت لطيفة أن تجربتها المسرحية الوحيدة في "حكم الرعيان" مع منصور الرحباني سنة 2004 عمل لا يقارن، كما أن تعاونها مع زياد الرحباني طفرة في مشوارها الفني وخارج نطاق التصور والمقارنة، وأكدت أن الفضل في وجودها يعود إلى عبد الوهاب محمد الذي احتضن بدايتها عن طريق كلماته الرائعة والصادقة والبسيطة والعميقة استطاعت من خلاله أن تصل إلى قلوب الجماهير ووصفته ب"حبالها الصوتية". وعن تجاوب الجمهور معها ردت لطيفة بضحكة عريضة عبرت عن ارتياحها ورضاها لما قدمته وتقبل الجمهور لها، حيث أشارت إلى أن الجمهور الجزائريتونسي أكثر من التوانسة وقالتها بلهجة تونسية جزائية "نقلك حاجة الجمهور كان تونسي أكثر من التوانسة" كان هناك تجاوب كبير مع الكلمة والإيقاع التونسي. في نفس السياق اعتبرت لطيفة أن الحدود الموجودة وضعها الاستعمار وشددت على أننا شعب عربي موحد، لنا نفس الطموحات والتاريخ والمصير المشترك، فعندما تذهب إلى تونس لا فرق بينها وبين الجزائر نفس الطبيعة والتقاليد. أما عن الإشاعات التي روجت حول مشاكلها مع فلة نفت لطيفة ذلك وقالت أنها تحترم فلة التي تمثل بلدها أحسن تمثيل وهي فنانة متمكنة ولها ثقافة في الغناء والموسيقى، حتى أنها تعزف وتغني وأوضحت أنها لم تتقابل معها إلا مرة واحدة، وعن إمكانية مشاركتها في "ديو" قالت أن أي صوت ترتاح معه تشاركه لا يهم الشخص ولم تعمل إلا "ديو" واحد مع كاظم الساهر. وعن فشل فيلم "سكوت حنصور" قالت أنه نزل إلى السوق في ظروف دولية وعربية استثنائية ويكفيها فخرا نجاح أغنية الفيلم "المصري" وأشارت إلى القصة التي أعدتها أحلام المستغانمي والتي ستمثلها عن قريب.