لم يهضم رئيس حركة مجتمع السلم الطريقة التي تهجّم بها الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما اتهمه ب »المتاجرة بدماء الجزائريين«، حيث ردّ عليه أبو جرة سلطاني بالقول: »ليست لدينا مشكلة ولا عقدة في تلقي الدروس من إخواننا الأتراك خاصة لما نجد من يُعيننا في نضالنا للحصول على الاعتراف والاعتذار والتعويض من فرنسا«. وذهب رئيس »حمس« إلى حدّ وصف تصريحات أويحيى على أنها »ورقة تخدم فرنسا«، نافيا أن يكون الكلام الذي جاء على لسان أردوغان عقب تصويت البرلمان الفرنسي على قانون تجريم إبادة الأرمن بمثابة تدخل في شؤون الجزائر، واستطرد سلطاني: »ما فعله أردوغان تذكير فقط بجرائم فرنسا وليس تدخلا«، ليضيف: »عندما يتكلم غيرنا عن قضيتنا نقول له شكرا ولا نقول إنك تتاجر«، ثم تحدّى زعيم الأرندي عندما أسقط موقف الحكومة الجزائرية بخصوص القضية الصحراوية متسائلا: »هل هذا يعني أن الجزائر تتاجر بدماء الشعب الصحراوي؟«. وعلى نقيض أحمد أويحيى يؤكد أبو جرة سلطاني أن »حمس ترى أنه عندما نتكلم عن التاريخ يجب نكون مرفوعي الرأس.. إننا ضد تلقي أوامر من الخارج لكن ذلك لا يمنعنا من أن نشكر كل من يحمل جزءا من قضيتنا العادلة لأن الأمر يتعلق بقضية تاريخية حصد فيها الاستعمار الفرنسي أكثر من 5.5 مليون من الجزائريين«، داعيا زعيم الأرندي إلى »العدول«. ورغم ذلك أشار المتحدّث إلى أن ما قاله أحمد أويحيى لم يكن بوصفه وزيرا أولا »وإذا كان هذا الموقف الرسمي للدولة الجزائرية فهذا كلام خطير«. وخلص إلى أن الندوة الصحفية التي عقدها أمين عام »الأرندي« قبل يومين »تضمنت وجهة نظر حزبية نحترمها ونحن لدينا وجهة نظر أخرى«، مضيفا بان تصريحات أويحيى لم تخرج من قصر الحكومة ولا من مبنى رئاسة الجمهورية »فالسياسة الخارجية بموجب الدستور يُقرّرها رئيس الجمهورية وليس حتى وزير الخارجية«، مذكّرا بالمناسبة أن زيارته إلى تركيا كانت مثمرة في انتظار دول أخرى ومماليك أخرى في المرحلة المقبلة.