دعا وزير الشؤون الخارجية خلال مباشرة الجزائر رسميا الأربعاء الفارط رئاسة مجموعة ال77 + الصين إلى إصلاح جذري للنظام النقدي والمالي الدولي الذي يعرف نقائص خطيرة«، مطالبا بتسهيل شروط انضمام البلدان النامية إلى منظمة التجارة العالمية. جرت مراسم نقل الرئاسة من الأرجنتين للجزائر بمقر الأممالمتحدةبنيويورك بحضور وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة ميلوس كوتيريك وممثلي البلدان الأعضاء في مجموعة ال77 لدى الأممالمتحدة. وتعد هذه المرة الثالثة التي تترأس فيها الجزائر مجموعة ال77 بعد رئاستها سنتي 1982 و1994. وخلال قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في مالابوفي جوان 2011 اختارت إفريقيا الجزائر للاضطلاع بهذه المسؤولية، وفضلا عن المسائل الاقتصادية والمالية وتلك المرتبطة بالتنمية سيتمحور برنامج الرئاسة الجزائرية حول ملف إصلاح الأممالمتحدة حيث يعد التنسيق بين بلدان ال77 + الصين مجديا وحاسما. وانبثقت مجموعة ال77 والصين التي ترأسها الجزائر منذ يوم الأربعاء الفارط لمدة سنة انبثقت عن البلدان النامية بهدف ترقية مصالحها الاقتصادية الجماعية والدفاع عنها، وقد أنشئت هذه المجموعة التي تضم حاليا 131 بلد في 15 جوان 1964 بموجب البيان المشترك للدول ال77 لندوة الأممالمتحدة حول التجارة والتنمية. وتشكل مجموعة ال77 والصين منتدى للبلدان النامية لمناقشة المشاكل الاقتصادية والنقدية الدولية وترقية مصالحها الاقتصادية الجماعية قصد رفع القدرة التفاوضية ضمن الأممالمتحدة. وللتذكير فقد تم عقد اللقاء الأول الهام لمجموعة ال77 بالجزائر سنة 1973 حيث تمت المصادقة على ميثاق الجزائر ووضع الأسس الدائمة للهياكل المؤسساتية. وصرح مدلسي أن الجزائر ستعمل خلال رئاستها للمجموعة، على إعطاء دفع جديد للمجموعة من أجل ضمان دفاع أحسن عن مصالحها وتحقيق أهدافها المشتركة، مشيرا إلى رهانات أهم الملفات السياسية والاقتصادية الدولية وكذا المسائل التي ستعطيها الجزائر الأولوية خلال رئاستها لهذا المنتدى الخاص بالدول النامية، مذكرا أن تولي الجزائر للمرة الثالثة رئاسة مجموعة ال77 يصادف الذكرى الخمسين لاستقلال البلاد وإنجاز برنامج تنموي طموح وتطبيق إصلاحات جديدة موجهة لتعزيز ترسيخ الديمقراطية والحكامة. وأوضح مدلسي أن الجزائر ستعمل على تعزيز وحدة المجموعة وتضامنها وانسجامها، ليقول »لا يمكن رفع التحديات التي تواجهها البشرية ولا ضمان الأمن الاقتصادي لكافة الشعوب إلا في إطار جو يميزه التعاون والحوار بعيدا عن المواجهة«، مشددا على ضرورة وضع آلية لإرساء جسور بين مجموعة ال77 ومجموعات أخرى على غرار مجموعة ال24 لدى صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومجموعة ال20 التي تضم أكثر البلدان غنى من بينها القوى العظمى الناشئة. وذكر مدلسي أن مجموعة ال77 كانت تدعو دائما إلى نظام تجاري متعدد الأطراف يكون مفتوحا وعادلا وغير تمييزي، وأكد ضرورة بعث مفاوضات تجارية متعددة الأطراف تشمل التنمية مع تخصيص معالجة استثنائية ومختلفة للبلدان النامية، ودعا إلى ضرورة تسهيل شروط انضمام البلدان النامية إلى منظمة التجارة العالمية. من جانبه، هنأ الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون، الجزائر على توليها رئاسة مجموعة ال77 مؤكدا قناعته أن الرئاسة الجزائرية ستبذل قصارى جهدها لترقية التعاون ضمن هذه المجموعة وبينها وبين المجموعات الإقليمية والعالمية الشريكة الأخرى. أما رئيس الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة نصير عبد، فقال إنه »بفضل دبلوماستيها المتميزة وسياستها المتواصلة لتعزيز حوار جنوب-جنوب فإن الجزائر بصفتها رئيسة مجموعة ال77 ستعرف كيف ترقي البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة«. يذكر، أن وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أجرى محادثات في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.