أوضح مسعود شنان، أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، أن الاجتماع الذي سيعقده اليوم وزراء الشؤون الخارجية لدول الميدان )الجزائر -مالي-موريتانيا-النيجر(، سيركز على بحث التهديدات الأمنية في المنطقة خاصة بعد مصادرة الجيش الجزائري لكميات هائلة من الأسلحة هربت من ليبيا، كما لم يستبعد إثارة حادثة اختطاف والي إليزي ضمن الاجتماع. يرى مسعود شنان أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر أنه سيتم خلال اجتماع وزراء خارجية دول الميدان الذي سينطلق اليوم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط التركيز على الأطروحات المتعلقة بالقضاء على الإرهاب والتهديدات الأمنية ومحاولة تطوير وسائل التنمية في منطقة الساحل. وأوضح الخبير الأكاديمي أن هذا الاجتماع الذي سيشارك فيه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل سيناقش ثلاثة قضايا أساسية منها التهديدات الإرهابية خاصة أمام المستجدات الأخيرة، أبرزها تلك المرتبطة بإعلان الجيش الوطني الشعبي عن مصادرته كمية هائلة من الأسلحة المختلفة تم تهريبها من ليبيا. ويرى الأستاذ أن هذا اللقاء المندرج في سياق الاجتماعات الأخيرة لقادة لجنة الأركان العملياتية المشتركة ومسؤولي مصالح أمن وحدة الإدماج والإمداد، سيسمح لوزراء المنطقة ببحث الخطر الذي يهدد المنطقة وتقييم عملهم المشترك في مجال الأمن والتنمية والتفكير في إجراءات كفيلة بتعزيز الإستراتيجية الإقليمية التي تم وضعها والتي تتضمن بعدا سياسيا وعسكريا وأمنيا وتنمويا، حيث يشار إلى أن نيجيريا والمركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب مدعوان للمشاركة في هذا الاجتماع الوزاري بصفة ملاحظ. ورجح شنان في حوار لموقع الإذاعة الوطنية، احتمال تطرق الاجتماع لقضية اختطاف والي ولاية إليزي المفرج عنه يوم الإثنين الفارط، حيث قال »ربما ستكون حادثة اختطاف والي ولاية إليزي قيد الدراسة ضمن هذا الاجتماع لأننا مازلنا لحد الآن نجهل الأحداث والأسباب التي تمت فيها عملية الاختطاف«. وأبرز الأستاذ في العلوم السياسية أنه من بين القضايا الحساسة التي سيثيرها اجتماع قادة دول الميدان متابعة ما وصلت إليه الخطط والمشاريع التنموية للقضاء على مختلف التهديدات الأمنية التي تواجهها المنطقة وكذا محاولة دفع دول الشركاء خاصة الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية للوفاء بوعودهم إزاء دول منطقة الساحل بتقديم الدعم حتى في مجال مكافحة الإرهاب من خلال منحهم الوسائل اللوجستية والتقنية. ويعتقد شنان أن اجتماع قادة دول الميدان الذي يأتي في إطار اللقاءات الدورية، سيناقش أيضا بعض القضايا منها المشاكل التي أثارتها حركة الأزواد في المنطقة بعد أن تم تهريب كمية من الأسلحة لهذه الحركة التي مازالت تنشط على حدود شمال مالي والنيجر، إضافة إلى طرح قضية الخلاف الذي حدث مؤخرا بين موريتانيا وقطر للتخفيف من حدة الخلافات بين دول المنطقة والدول العربية الأخرى التي أصبح لديها دور على المستوى الدولي. وعن مدى تحقيق أهداف دول الميدان من خلال هذه الاجتماعات، أشار شنان إلى وجود عراقيل تتمثل في الخلافات الموجودة بين دول المنطقة في كيفية التعامل، معتبرا أن مثل هذه اللقاءات ستؤدي إلى تقريب الرؤى وتذليل الصعوبات وحل المشاكل بتوحيد التصورات حتى تكون هناك علاقات جيدة مع دول الشركاء.