اعترفت الناشطة الصحراوية في مجال حقوق الإنسان المناضلة أمينتو حيدار في حوار ل»صوت الأحرار« على هامش الندوة الدولية ال37 لتنسيق التضامن مع الشعب الصحراوي بأن الشباب سئم من تأخر تسوية النزاع حول الصحراء الغربية، وقالت إنه» أصبح لا يؤمن بالمقاومة السلمية ويدعو إلى حمل السلاح واستعمال العنف« لانتزاع الاستقلال، فيما أكدت بالمقابل تمسكها بمواصلة المقاومة السلمية، وأوضحت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتابع تطورات محاكمة الناشطين الحقوقيين الصحراويين بجدية، معتبرة في سياق آخر أن ثورة أول نوفمبر مثالها الأعلى بعدما أشارت إلى أن المرأة الجزائرية درع واقي وسند قوي للمرأة الصحراوية. حاورتها في إشبيلية: سهام بلوصيف * ما تقييمكم للنتائج التي أفرزتها أشغال الندوة الدولية ال37 للتنسيقية الأوربية للتضامن مع الشعب الصحراوي؟ أعتبر النتائج التي خرجت بها هذه الندوة روتينية، فهي في العموم نفس النتائج التي خرجت بها الندوة ال 36، لكن لمست أن المتضامنين الأوربيين والأجانب بشكل عام، أبدوا نوعا من الحماس والجدية للتعاطي بمسؤولية كبيرة مع ملف الأراضي المحتلة وحقوق الإنسان خاصة، وهذا لأن الشعب الصحراوي يتعرض يوميا للقمع، وتصادر حقوقه من طرف القوات المغربية التي لازالت تدير ظهرها للشرعية الدولية، يجب على كل المتضامنين مع قضيتنا أن يدعموننا بشكل ملموس، كما كان المشاركون مصرون أكثر هذه المرة على الضغط على اسبانيا بصفتها المسؤولة تاريخيا عن الوضع في الصحراء الغربية وكذلك الاتحاد الأوربي والمنظمة الأممية التي ترعى الأمن والسلم العالميين وهذا من أجل التحرك عاجلا لتسوية النزاع الصحراوي، وفي هذا الاتجاه أشدد على أن المنظمة الأممية عليها أن تتحمل مسؤوليتها. أثناء لقائي بالوفود التي شاركت لتجديد التضامن مع شعبنا، حقيقة هناك نوع من الاهتمام بشكل جاد، فكل من التقيت معه يتساءل عن الطرق الممكنة والأعمال التي يجب القيام بها لكسر الجمود الذي يشهده الملف الصحراوي، نحن كمناضلين لحقوق الإنسان أصبحنا ننادي بأعمال ملموسة وبدعم ملموس، نحن لسنا بحاج إلى دعم إنساني بقدر ما نحن بل إلى دعم سياسي ملموس على أرض الواقع، وهذا بهدف الضغظ وجعل الحكومات الأوربية تغير موقفها وفي مقدمتهم الحكومة الاسبانية بصفتها القوة المديرة للإقليم الصحراء الغربية والمسؤولة عن معاناة الشعب الصحراوي باعتبارها انسحبت قبل تصفية الاستعمار كما أن الحكومة الفرنسية أيضا معنية فهي تدعم وتشجع الاحتلال المغربي بشكل مفضوح وصارخ في خرق القانون الدولي واللوائح الأممية، وهنا أناشد المجتمع المدني الاسباني والفرنسي التحرك من أجل الضغط على حكوماتهما. * تميزت الندوة بمداخلتك التي قلت فيها إن »الشعب الصحراوي يعيش إلا من أجل الحصول على جنة الحرية«. هل ترين أن المقاومة السلمية كافية لبلوغ هذا الهدف؟ يجب العمل على تكثيف الجهود الدبلوماسية الصحراوية في كل بقاع العالم وفي مختلف القارات مع العمل كذلك علينا أن نبحث عن آليات وأساليب جديدة للمقاومة السلمية ، أنا ضد الحرب واستعمال العنف بل نضالي يرتكز على المقاومة السلمية لكونها عرّفت بالقضية الصحراوية وسلطت الضوء عليها كثيرا خاصة مؤخرا من 2005 من الانتفاضة السلمية، هناك عديد من البلدان كانت تجهل حقيقة القضية الصحراوية والآن أصبحت تتعاطف مع شعبنا، على هذا الأساس أنا أدافع على هذا الخيار وأبقى أشجعه أنا أشجع المقاومة السلمية يجب حمايتها وتشجيعها ومواكبتها من طرف المجتمع الدولي الذي عليه أن يحمي حقوق الصحراويين ،كمناضلين لحقوق الإنسان لدينا انشغال كبير لكون الجيل الجديد أصبح لا يؤمن بها ويدعو إلى حمل السلاح واستعمال العنف. * وفي حال فشل الحل السلمي، ما هو الحل؟ من وجهة نظري الشخصية كمدافعة لحقوق الإنسان ،أنا أؤمن بالمقاومة السلمية واستمر فيها ولن ألجأ أبدا إلى استعمال العنف، عندي مرجعية هي الأسطورة غاندي أنا أؤمن به وبأفكاره بشكل أعمى فقد تمكن من تحرير بلاده من قيود الاستعمار عن طريق المقاومة السلمية، هذا رأيي لكن بالمقابل الرجوع واللجوء إلى أساليب أخرى يبقى من صلاحيات جبهة البوليساريو الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي وهي من تفصل في مثل هذه القرارات. * كيف تقرئين توصية الندوة المتعلقة بإشراك المرأة في المجال السياسي؟ دليل على أن المجتمع الصحراوي بالفعل مجتمع متفتح يؤمن بالمساواة وترقية المرأة في المجال السياسي، هذا تقليد متعارف عليه داخل المجتمع الصحراوي الذي ينصف المرأة الصحراوية ويقدرها ويحفزها على أن تكون في الصفوف الأممية وتتقلد مناصب في حكومتها شأنها شأن أخيها الرجل للمساهمة في إنهاء معاناة شعبها، تواجد المرأة الصحراوية سياسيا جاء بعد العطاء والنضال المستميت الذي خاضته وعليه فحق المشاركة السياسية انتزعته بكل جدارة واستحقاق، من جهة أخرى تعكس هذه التوصية أن جبهة البوليساريو لا تهمش ولا تقصي العنصر النسوي بل بالعكس فهي تعمل على أن تكون جنبا إلى جنب مع الرجل، فالبوليساريو بينت لشعبها وللعالم اجمع أنها تؤمن بالديمقراطية ولها مقومات الدولة الديمقراطية التي تسعى جاهدة وبكل قوة لاستقلالها. * خلال متابعتنا لنضال المرأة الصحراوية نجدها أنها تعرف بالقضية الصحراوية في المحافل الدولية والإقليمية هل حاولت السيدة أمينتو حيدار كسر الصمت العربي للوصل إلى النساء العربيات ؟ صحيح، ليس هناك ربط و مد جسور تواصل مع المرأة العربية بشكل مرضي، هناك محاولات مع بحرينيات ويمنيات خاصة المناضلة توكل كرمان التي كان لي معها لقاء مباشرا في دوبلن، ولكن هذا يبقى بالنسبة لي غير كاف، أقوم بتحركات في أوربا والولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر من الدول العربية، لكن هناك بعض النساء الصحراويات أمثال الأخت خديجة حمدي التي قامت بمحاولات لكسر هذا الجدار، في هذا المجال ، نحن طبعا نعول على المرأة الجزائرية، أعتبرها درعا واقيا حقيقة فهي سند قوي للمرأة الصحراوية و تدافع عنها في كل المحافل الدولية لإسماع صوتها ومعاناتها. * في هذا السياق، هل فكرتم في تنظيم ندوة دولية للتعريف بمعاناة المرأة الصحراوية؟ لقد كانت مشاركات في العديد من الدول الأوربية على غرار اسبانيا، ايطاليا، السويد، أما أنجح ندوة في نظري هي التي نظمت بنيجيريا التي أبرزت وسلطت الضوء بشكل لافت للحضور على معاناة الصحراويين. * هل راسلتم المنظمات الدولية من أجل توقيف المحاكمة العسكرية في حق ناشطين حقوقيين صحراويين ؟ المنظمات الدولية تندد وتستنكر هذه المحاكمة العسكرية، لايعقل أبدا في القرن ال21 يمثل مواطنون لاعلاقة لهم بالسلاح أمام القضاء العسكري، بالنسبة لهذا الملف الولاياتالمتحدة متتبعة بكل جدية عن طريق سفارتها بالرباط، هي تتابع كل جديد عن هذا الملف. * ألا تعتقدين أن الدعوة التي تقدم بها برلمانيون أوربيون إلى المبعوث الشخصي كريستوفر روس في خطوة منهم لحمل الأممالمتحدة على تطبيق قراراته وتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ستساهم في كسر الجمود الذي تعرفه القضية؟ حقيقة أتمنى أن يحصل هذا لكن في نظري هناك تناقض بعد تصويت 23 عضوا على تمديد اتفاقية الزراعة، فرق بين الواقع والتصريحات السياسية، أطراف عديدة تهتم بما هو اقتصادي والمصالح الاقتصادية والجيو إستراتيجية أكثر من حقوق الإنسان واحترامها ومبادئها ومبدأ القانون الدولي فيما يتعلق بالشعوب المستعمرة وهو حالة الشعب الصحراوي. * كيف تفسرين تدخل دول أجنبية باسم حقوق الإنسان في دول مثل ليبيا وغض الطرف في ما يحصل في الأراضي الصحراوية؟ حقيقة للأسف الشديد، أرى أن هناك تواطؤ من المجتمع الدولي وصمت مطبق تجاه ما يحدث في الأراضي الصحراوية المحتلة خاصة فرنسا التي تستعمل حق الفيتو، المعرقل الكبير التي تقف ضد أي تقدم سلام في المنطقة. * آلا تعتقدين أن ما تمر به بعض الشعوب العربية سيدعم القضية الصحراوية خاصة بعد تدخل الدول الكبرى لحماية حقوق الإنسان؟ من جهة هي ورقة ضغط بالنسبة لنا نحن الصحراويون، فلا يعقل أن تتدخل فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية في ليبيا وتقتل آلاف المدنيين الأبرياء باسم الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في وقت تغفل الأمر عن مجتمع صحراوي مسالم لم يلجأ إلى العنف، هناك تناقض وهذا مرفوض بالمقابل هناك تغطية إعلامية مركزة على ليبيا وسوريا ومنعدمة في الأراضي الصحراوية. * في ظل تغيير أنظمة حكم في المنطقة المغاربية، ما مستقبل الصحراء الغربية في رأي أمينتو حيدار ؟ ما يسميه البعض »الربيع العربي« و »ثورات«، أنا لا أراها ثورة بقدر ما أراها هبّات وانتفاضات شعبية، نحن كصحراويين، ما يناضل من أجله بعض الشعوب العربية الآن نحن نناضل من أجل الوصول إلى تقرير المصير منذ 37 سنة من المقاومة. ليس لدينا مشكلة مع نظام الحكم، القضية الصحراوية لا يمكن مقارنتها مع ما يجري بالمنطقة العربية، أرى من ورائه أيادي خفية ، أنا مع ديمقراطية الشعوب وتحررها من أيادي الدكتاتورية والاستبداد، لكني أيضا طبعا أؤمن بالاستقرار والقومية، نستطيع القول إن »الربيع العربي« انطلقت شراراته الأولى من مخيم أكديم ايزيك وأعطت دفعة للشباب عبر »الفايس بوك« و»تويتر«. * هل أنت متفائلة بتغيير موقف اسبانيا حيال الملف الصحراوي في ظل الحكومة الجديدة بزعامة الحزب الشعبي الذي يقوده ماريانو راخوي؟ لنا ثقة كبيرة في القواعد الشعبية الاسبانية ونتمنى أن تضغط هذه القواعد بشكل كبير على الحكومة الاسبانية، هناك مؤشر خير، لأول مرة تعترف حكومة اسبانية بمسؤوليتها تجاه الشعب الصحراوي وهذا أقرت به الحكومة الاسبانية الجديدة في ظل الرئيس الجديد السيد راخوي. * سؤال أخير، ماذا تمثل الثورة الجزائرية بالنسبة لأمنيتو حيدار؟