قالت الناشطة الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدار بأن اسبانيا عاجزة وغير مسؤولة ومتآمرة مع نظام الاحتلال المغربي في التلاعب بها وبحقها في العودة إلى وطنها، واتهمت في بيان لها مدريد بخرق القانون الدولي بمواقفها، وأعلنت من جهة أخرى رفضها للعروض التي تقدمها لها الحكومة الاسبانية، هذا في وقت لوح الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز بإمكانية عودة جبهة البوليساريو إلى الخيار المسلح، مضيفا بأن المغرب هو من يهدد السلم والاستقرار في المنطقة. اعتبر الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أنه لا حل لنزاع الصحراء الغربية إلا عبر الحل الديمقراطي القانوني والمتمثل في تصفية الاستعمار نهائيا من آخر مستعمرة في إفريقيا من خلال إجراء استفتاء حر عادل ونزيه، ونبه الرئيس الصحراوي في خاطبه أمام المؤتمر السابع لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب أول أمس السبت إلى أنه» في الوقت الذي نعلن فيه للعالم بأن خيارنا هو خيار السلام فإننا نؤكد بأن التزامنا قبل كل شيء هو الكفاح من أجل حقوقنا الوطنية التي كفلتها لنا المواثيق الدولية وبجميع الوسائل المشروعة بما فيها الكفاح المسلح«، وجدد محمد عبد العزيز حسبما أشارت وكالة الأنباء الصحراوية، التأكيد بأن النظام المغربي هو الذي يهدد الأمن والسلام و الاستقرار في المنطقة والذي يقفز على مقتضيات القانون الدولي وينتهك حقوق الصحراويين وينهب ثرواتهم الطبيعية، كما جدد الرئيس الصحراوي التأكيد بأن الحكومة المغربية ترمي من خلال التصعيد الجديد إلى عرقلة جهود الأممالمتحدة في إيجاد الحل العادل والنهائي لنزاع الصحراء الغربية و عودة بالمنطقة إلى أجواء التوتر. وشدد الرئيس محمد عبد العزيز، في نفس السياق، على التأكيد بان الطرف الصحراوي ملتزم بالتعاون البناء في إطار تطبيق مقتضيات الشرعية الدولية لتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، داعيا المجموعة الدولية إلى ضمان نجاح الجهود السلمية الأممية ووضع حد للتمادي المغربي الذي يتجلى في رفضه تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، وطالب من جهة أخرى بضرورة تسليط العقوبات على المغرب. وجاء خطاب الرئيس الصحراوي منسجما مع المستجدات السياسية على ضوء الجدل الدائر حول موضوع الناشطة الحقوقية أمينتو حيدر التي تواصل إضرابها عن الطعام للأسبوع الثاني، كما يتزامن مع تنديد دولي واسع النطاق ضد المغرب وحتى ضد الحكومة الاسبانية التي عجزت عن التعاطي ايجابيا مع قضية أمينتو حيدار، وانساقت إلى صف الرباط لحماية مصالحها السياسية والاقتصادية في المغرب. ومن جهة أخرى أعلنت الناشطة الحقوقية الصحراوية، أمينتو حيدار أن الحكومة الإسبانية عاجزة وغير مسؤولة ومتآمرة مع نظام الاحتلال المغربي في التلاعب بها وبحقها في العودة إلى وطنها المحتل، وأوضحت في البيان الذي قرأته محاميتها إينيس ميراندا أول أمس السبت، بمطار لانثاروتي ، أن إسبانيا عاجزة عن حل هذه القضية التي تسببت لي فيها، وهي بذلك تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان، وتعتقد أنها تحل المشكل بعرض السكن عليها، واستطردت في نفس السياق أنها غير مهتمة بأي من العروض التي ما تنفك الحكومة المغربية في عرضها عليها، واتهمت الحكومتين المغربية والاسبانية بالتلاعب بها حتى الموت، ومخادعتها بالألاعيب والوعود الكاذبة، وأكدت أمينتو حيدار أن »أي نتيجة للإضراب عن الطعام الذي أقوم به منذ عشرين يوما هي مسؤولية مباشرة لاسبانيا«، مذكرة الجميع بقولها »قناعاتي ليست للبيع، ومطلبي الوحيد هو العودة إلى بيتي وأبنائي ووالدتي بالعيون بالصحراء الغربية«، وأعلنت أيضا أنها ستواصل إضرابها المفتوح عن الطعام إلى غاية التمتع بحقها المشروع في العودة لوطنها دون قيد أو شرط كما هو منصوص عليه في القانون الدولي الإنساني، مع العلم أن مدير ديوان وزير الخارجية الإسبانية، آغوستين سانتوس، كان قد أعلن في ندوة صحفية ، أن أمينتو حيدار تتوفر على تصريح مفتوح لمغادرة التراب الإسباني في أي وقت مع انتظار أن يغير المغرب موقفه من منعها من ذلك، وأوضح سانتوس أن اسبانيا مستعدة في أي وقت لوضع طائرة خاصة تحت تصرف الناشطة الحقوقية الصحراوية لنقلها إلى مدينة العيونالمحتلة بمجرد الحصول على اتفاق مع سلطات الاحتلال المغربي،مع الإشارة إلى المغرب منع مجددا أول أمس السبت الناشطة الحقوقية الصحراوية، على الرغم من أنها تملك تصريحا بمغادرة التراب الاسباني، ولم يوافق المغرب على الشروط التي قدمتها الحكومة الاسبانية من أجل عودة المناضلة الصحراوية بعد مضي 20 يوما على إضرابها عن الطعام بمطار لانثاروتي حيث تم طردها من قبل السلطات المغربية بعد ما حجزت جواز سفرها. وأثارت قضية الناشطة الحقوقية الصحراوية موجة من التضامن الدولية وردود فعل منددة بالمغرب، حيث دعا عضو في البرلمان الاسباني وممثل الحزب الشعبي، رئيس الحكومة ثباتيرو إلى التدخل في قضية أمينتو حيدار، أمام ما أسماه بعدم فعالية الوزير الاسباني للخارجية موراتينوس في إيجاد حل مناسب لهذه القضية، وعبرت من جهتها عضو البرلمان الأوربي والناطقة باسم لجنة الخارجية في هذه الهيئة عن مجموعة الخضر عن قناعتها بأن الحل الوحيد للقضية الصحراوية يكمن فقط في تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، وأوضحت النائبة الأولى لرئيس الحكومة الاسبانية ماريا تيريسا فرناديث دي بيجا أن وضح أمينتو حيدار يؤكد على ضرورة السعي إلى إيجاد حل عادل للنزاع في الصحراء الغربية، كما عبر أكثر من 200 كاتب من مختلف أصقاع العالم عن تضامنهم مع الناشطة الحقوقية الصحراوية.