خصّصت الأحزاب السياسية جزءا هاما من برامجها للنساء والشباب لاستقطاب هاتين الفئتين إلى صفوفها لكسب أصواتها التي تكون مرجحة في فوز قوائمهم في تشريعيات 10 ماي القادم. غير أن بعض التشكيلات امتنعت عن الإفصاح بشكل واضح عما خصصته في برامجها لهاتين الشريحتين إلى غاية إنطلاق الحملة الانتخابية حسب ما أستقته لدى عدة أحزاب سياسية، وعلاوة على هذا فإن الخرجات الميدانية المكثفة لمختلف الأحزاب توضح مدى الاهتمام الذي توليه لهاتين الشريحتين لاسيما فيما يتعلق بترقية المرأة وإعادة الاعتبار لها على كل الأصعدة. وفي هذا الإطار أكد الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي أن اهتمام تشكيلته بشريحتي النساء والشباب في برنامجه "ليس ظرفيا أو مرتبطا بالمناسبات" بل هو مبني على إستقصاء ميداني بغية تلبية طموحاتهما في الإسهام بشكل إيجابي في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع ومكن هذا الاهتمام الحزب من إستقطاب أزيد من 20 ألف مناضلة والكثير من الشباب على مستوى الوطن. وأضاف الناطق الرسمي أن المكانة التي خصصها البرنامج للمرأة جعلها تتولى شؤون القضايا المتعلقة بالنساء في كافة اللجان التابعة للحزب كما مكنها من في نفس الوقت من احتلال الرتب المشرفة التي خصصها للمرأة في قوائم التجمع الخاصة بالانتخابات التشريعية القادمة. وفي ذات السياق أبرز المتحدث أن حزبه خصص للمرأة نسبة 25 بالمائة في المناصب القيادية لهياكله. وفيما يتعلق بفئة الشباب أبرز الناطق الرسمي أن هذه الأخيرة حظيت هي الأخرى بقسط كبير من برنامج التجمع في شتى الميادين لاسيما في مجالات العمل والتعليم والسكن. وأرجع من جهته الأمين العام لحركة النهضة فاتح الربيعي اهتمام حركته بالنساء والشباب في برنامجها إلى ما لهما من قدرات فعالة في الإسهام في تحريك عجلة التنمية الوطنية نحو الأفضل، غير أنه فضل أرجاء الكشف عن ما تخصصه تشكيلته السياسية لهاتين الفئتين إلى بداية الحملة الانتخابية. إن الرغبة في جلب هاتين الفئتين إلى صفوف الحركة دفع بها إلى الاستماع إلى تطلعاتهما في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وتعهد ربيعي بالالتزام بتطبيق البرنامج الخاص بالنساء والشباب في حالة الحصول على عدد كبير من المقاعد بالغرفة السفلى من البرلمان. وأكد في هذا الصدد أن كسب ثقة هاتين الفئتين يقتضي الوفاء بما تم الالتزام به، أما برنامج حزب الحرية والعدالة الذي يسعى هو الآخر إلى استدراج النساء والشباب إلى صفوفه فقد قدم عدة تحفيزات للمرأة في برنامجه بحيث خصص منحة للمرأة الماكثة في البيت والتي هي بدون عائل. كما يقترح تمديد عطلة الأمومة إلى ستة أشهر. وذهب من جانبه الأمين العام لحركة الإصلاح حملاوي عكوشي إلى التأكيد بأن برنامج حزبه يسعى إلى توفير الحماية للأسر المحتاجة لاسيما الأمهات مع العمل على القضاء على مختلف الآفات الاجتماعية التي تهدد النسيج الأسري، كما يقترح البرنامج تخفيض سن التقاعد للمرأة العاملة ورفع المنحة المخصصة للنساء الماكثات في المنزل وكذا "تشجيع" المرأة للحصول على حقوقها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وحول ما يخصصه برنامج حركة الإصلاح للشباب يقول عكوشي أنه يقترح تخصيص منح للعاطلين عن العمل تقدر ب 50 بالمائة من الأجر الوطني الأدنى المضمون مقابل خدمات ذات منفعة عامة لا تزيد عن أربعة ساعات يوميا.كما يقترح البرنامج إنشاء صندوق خاص بتشغيل الشباب بمبلغ يقدر ب 100 مليار دج. ويفتح برنامج حركة مجتمع السلم المجال واسعا أمام فئتي الشباب والنساء في مختلف المجالات لتمكينهما من إبراز قدراتهما وتفجير طاقتهما خدمة للوطن، وتتمثل هذه العناية وفق نفس المصدر في العمل على مكافحة التهميش الذي يعاني منه بعض الشباب وفتح كافة الفرص أمامه ليتمكن من الاندماج في المسيرة التنموية للبلاد من خلال توفير مناصب شغل له ومنحه السكن. وبالنسبة للحيز الذي يخصصه للمرأة فيقول ميدا أن الحركة اهتمت بمنح اهتمام خاص لها في المجال السياسي خاصة باشتراطها أن تكون متواجدة في جميع لجان الترشح للانتخابات القادمة. كما اشترطت أن تكون إمرأة من بين الأسماء الثلاثة المقترحة عن كل بلدية للقائمة الولائية. غير أن ذات المتحدث أشار إلى أن تكتل "الجزائر الخضراء" الذي أنشئ مؤخرا والذي يضم إلى جانب حركته كل من حركة النهضة وحركة الإصلاح سيكيف برامج هذه الأحزاب الثلاث في برنامج واحد.