شدد أمس وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز على ضرورة العمل من أجل تغيير نظرة المجتمع اتجاه المساجين والمساهمة في إعادة إدماجهم مجددا بعد قضاء فترة العقوبة، كما أكد استفادة جميع المساجين الحائزين على شهادة البكالوريا من إجراءات الحرية النسبية لمتابعة الدراسة الجامعية. سميرة.ب أكد الوزير في تصريح للصحافة على هامش التكريم أن جميع الحائزين على شهادة البكالوريا سيستفيدون من إجراءات الحرية النسبية لمواصلة دراستهم الجامعية في المؤسسات الجامعية التي يختارونها وفقا لرغباتهم، مشيرا إلى وجود العديد من المساجين حاليا مسجلين في الجامعات يغادرون السجن صباحا ويعودون إليه مساء بعد الانتهاء من الدراسة، كما دعا إلى ضرورة السعي من أجل تغيير نظرة المجتمع إلى هؤلاء المساجين الذين أثبتوا رغبتهم في تصحيح أخطائهم، مشيرا إلى الجهود التي تبذلها الوزارة من خلال مراكز متخصصة تساهم في إعادة إدماج المساجين بعد قضاء عقوبة السجن. كما أبرز الوزير الارتفاع المعتبر في نسبة الناجحين في شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط خلال السنوات الأخيرة وقال إن عددهم تضاعف 12 مرة منذ سنة 2003، حيث قفز عدد الحائزين على شهادة البكالوريا سنة 2003 من 86 ناجحا إلى 481 ناجحا في دورة جوان 2008، بينما ارتفع عدد الناجحين في شهادة التعليم المتوسط من 62 ناجحا إلى 772 ناجحا السنة الجارية، وبالنسبة لإجراء العفو التام والجزئي لفائدة المساجين الحائزين على شهادة البكالوريا فقد اعتبره الوزير تشجيع من رئيس الجمهورية لهذه الفئة من المساجين، حيث استفاد الناجحون المحكوم عليهم نهائيا من تخفيف للعقوبة ب24 شهرا. وقد بلغ العدد الإجمالي للمساجين الناجحين في شهادة البكالوريا في دورة جوان 2008 481 أي بنسبة 40 بالمئة حيث بلغ عدد المترشحين 1201، أما الناجحون في شهادة التعليم المتوسط فبلغ 772 أي بنسبة 37 بالمئة ضمن المترشحين البالغ عددهم 2085. و من ضمن جميع الناجحين يبلغ عدد المحكوم عليهم نهائيا الذين بامكانهم الاستفادة من إجراءات العفو وتخفيض العقوبات و المحفزات الأخرى 382 سجين استفاد منهم 296 من العفو الرئاسي بشكل كلي أو جزئي. وبلغ عدد السجينات الناجحات في الامتحانات 14 منهن 11 نجحن في البكالوريا ضمن 20 مترشحة و 3 في امتحانات شهادة التعليم المتوسط ضمن 7 مترشحات. وقد شمل التكريم الذي أشرف عليه وزير العدل حافظ الأختام بحضور وزير التضمان الوطني وقضايا الأسرة والجالية جمال ولد عباس 52 متفوقا من المساجين الحائزين على شهادتي البكالوريا والتعليم الأساسي قادمين من 4 مؤسسات لإعادة التربية وهي: الحراش وسركاجي والبويرة وتيزي وزو، وقد تلقى المكرمون جوائز تشجيعية وملابس رياضية كما حضر التكريم أهالي المساجين المعنيين، إلى جانب تكريم مؤسسة إعادة التربية لولاية الأغواط والتي حصلت أعلى نسبة نجاح في شهادة التعليم المتوسط والمقدرة ب100 بالمائة، وكذا المؤسسة العقابية "البوني" بولاية عنابة التي حققت أعلى نسبة نجاح في شهادة البكالوريا بعد نجاح 58 سجينا من أصل 57. كما تفقد الوزير قبل حفل التكريم مختلف أجنحة سجن الحراش وتلقى شروحات من المدير العام لإدارة السجون مختار فليون حول فرقة التدخل السريع لحفظ النظام العام والتي تم تشكيلها مؤخرا، وهي فرقة مدرعة وعلى مستوى عال من التكوين والتدريب تتولى مهمة التدخل السريع داخل المؤسسة العقابية من أجل إعادة النظام العام في حال نشوب حوادث شغب أو تمرد أو احتجاجات داخل السجن، مؤكدا وجود فرق أخرى جهوية تلقت تدريبات خارج الوطني تتولى نفس المهام على مستوى المؤسسات العقابية كما تتولى مهمة تأمين عمليات نقل المساجين من سجن إلى آخر. ولدى توقفه عند العيادة الطبية بسجن الحراش أمر الوزير بتحويل المساجين الذين يعانون من مرض الربو من مؤسسات إعادة التربية والتأهيل التي توجد بمناطق رطبة إلى مؤسسات في المناطق الجافة للتخفيف من معاناتهم إلى جانب توفير "ظروف خاصة" للذين يعانون من الأمراض المزمنة خاصة بتقريبهم من عائلاتهم حتى لا تتدهور حالتهم الصحية" مع توفير المتابعة النفسية والأدوية الأساسية التي يحتاجها المرضى.