نفى القائد العام للعمليات العسكرية الأمريكية في إفريقيا »أفريكوم«، الجنرال »كارتر هام«، وجود أية رغبة لدى الولاياتالمتحدة في إقامة قاعدة عسكرية في إحدى بلدان إفريقيا بعد تأكيده أن واشنطن قدّرت بأن تحقيق هذا الهدف »سيكون أمرا مكلّفا«، مشيرا من جانب آخر إلى أن الوضع في القارة السمراء يبعث على القلق بسبب تزايد تهديد »التنظيمات الإرهابية«. أظهرت الولاياتالمتحدةالأمريكية قلقا كبيرا من تدهور الوضع الأمني في العديد من المناطق بالقارة الإفريقية، وخصّت بالذكر تداعيات الانفلات الأمني الذي تسبّب فيه الوضع في ليبيا ما أدى الكثير من الجماعات المسلحة إلى استغلال هذه الحالة لصالحها، وهو التخوّف الذي جاء على لسان القائد العام للعمليات العسكرية الأمريكية في إفريقيا خلال زيارته قبل يومين إلى تونس. وحسب الجنرال »كارتر هام« الذي سبق أن زار الجزائر والتقى مع كبار المسؤولين العسكريين إلى جانب محادثاته مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فإن »التنظيمات الإرهابية« في إفريقيا على غرار »تنظيم القاعدة« أصبحت »تهدّد الأمن والاستقرار في القارة خاصة في ضوء الأحداث الجارية في مالي وغينيا بيساو«، مشيرا إلى ما يحدث من »تهريب كميات كبيرة من الأسلحة من ليبيا« بعد الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء بعضا من تفاصيل ما قاله القائد العام للعمليات العسكرية الأمريكية في إفريقيا خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده بمقر السفارة الأمريكية بالعاصمة تونس، ونسبت إليه حديثه عن »عمليات تهريب الأسلحة من ليبيا تفاقمت حيث تسربت كميات كبيرة منها إلى مالي وبقية الدول المجاورة«. وبعد أن وصف هذه الوضعية بأنها »بالفعل خطر حقيقي« ذهب إلى التأكيد أن »حلّ هذه المعضلة لا يمكن أن يتحقّق إلا بتضافر الجهود الإقليمية والدولية لمنع وصول السلاح إلى التنظيمات الإرهابية«. وعلى صعيد آخر جدّد قائد »أفريكوم« تكذيب صحة المعلومات التي تفيد بأن الولاياتالمتحدة تعتزم أو تخطّط لنقل مقر قيادة العمليات العسكرية الأميركية في إفريقيا من مدينة »شتوتغارت« الألمانية إلى إحدى الدول الإفريقية، حيث أوضح في هذا الشأن: »إن ذلك سيكون مكلفا ماديا«، مع العلم أن وزارة الدفاع الأمريكية أنشأت هذه القيادة في فيفري من العام 2007 لتنسيق العمليات والعلاقات العسكرية الأمريكية في 53 دولة في إفريقيا عدا مصر. وكانت الجزائر أكثر البلدان التي وقفت حائلا أمام تجسيد مساعي الإدارة الأمريكية لإقامة قاعدة عسكرية في القارة السمراء خاصة وأن الكثير من الأوساط كانت قد تحدّثت عن اتفاق بين واشنطن والمملكة المغربية بهذا الخصوص، قبل أن تتراجع الأولى عن هذا الهدف الذي لم يعد أولوية بالنسبة لها. والواقع أن علاقات بلادنا مع واشنطن لم تتأثر نتيجة هذا الموقف خاصة وأن الجانب الأمريكي يراهن كثيرا على خبرة الجزائر في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية. ويجدر التذكير بأن آخر زيارة قام بها الجنرال »كارتر هام« إلى الجزائر كانت يوم 4 من الشهر الحالي عهد خلال العديد من اللقاءات رفيعة المستوى أبرز المحادثات التي جمعته مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ولم يتم الكشف عن تفاصيل هذه الاجتماعات باستثناء الحديث عن تنسيق أمني لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تعرفها منطقة الساحل وقارة إفريقيا بشكل عام بعد التحدّيات الجديدة التي برزت خلال الأشهر الأخيرة في كل من ليبيا ومالي والسودان وغيرها.