دعا حسين آيت أحمد زعيم جبهة القوى الاشتراكية »الأفافاس«، أمس، قيادة الأمانة العامة للحزب إلى فرض عقوبات صارمة في حق قياديين لم يخدموا الحزب أثناء وخلال الحملة الانتخابية، قائلا أنهم قاموا بارتكاب أخطاء ومخالفات وسلوكات غير لائقة وغير مشرفة للأفافس، حيث أكد أن هذه النقطة سيتم التطرق إليها خلال اجتماع هيئة الحزب بنوابها الجدد قريبا. وجه زعيم حزب جبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد، أمس، رسالة إلى قيادة الأمانة العامة للحزب، حث فيها على اتخاذ إجراءات ردعية في حق أعضاء من الحزب قاموا بتصرفات شائنة وارتكبوا أخطاء خلال وبعد الحملة الانتخابية التشريعية لا تخدم مصلحة الحزب بالدرجة الأولى، سواءا كانوا أفراد أو جماعات من قيادة الجبهة خاصة »المبتزين« منهم. وفي هذا السياق، أشار آيت أحمد أنه تم تسجيل جميع المخالفات والأخطاء المرتكبة خلال الحملة الانتخابية وبعدها قام بها مسؤولون وشخصيات بارزة رفض الكشف عن أسمائها، في تقارير تم إبلاغها للقيادة العامة للأفافاس، حيث سيتم التطرق إليها خلال اجتماع هيئة الحزب قريبا مع توفر أدلة ضدهم تكفي لمعاقبتهم. كما قال زعيم الأفافاس في رسالته أن سياسة الحزب حاليا تهدف إلى استعادة مكانته سياسيا خاصة من الناحية الأخلاقية، لتمثيل الحزب على أحسن وجه، كما أكد آيت أحمد في رسالته أن الاجتماع المقبل سيعمل على إيجاد إستراتيجية عمل جديدة ووضع خارطة طريق لمستقبل الحزب تحسبا لمشاركتهم في البرلمان المقبل. وعاد آيت أحمد في رسالته التي تسلمتها قيادة الأمانة العامة لجبهة القوى الاشتراكية، للحديث عن مشاركة الأفافاس في انتخابات 10 ماي الفارط، حيث هنأ الحزب وأعضائه وناخبيه بهذا الانتصار، وكانت قد سمحت عودة جبهة القوى الاشتراكية لسباق التشريعيات، باستعادة مكانة الحزب وسط المواطنين الذين يعلقون آمالا كبيرة على مبادئه، خاصة وأنه حقق مرتبة متقدمة بحصوله على 21 مقعدا في البرلمان، كما أن دخوله المنافسة في التشريعيات أعطت أكثر مصداقية للعملية الانتخابية ودرسا لدعاة المقاطعة، خاصة وأنه أحدث المفاجأة بولايتي تيزي وزو وبجاية. وأوضح آيت أحمد أنه لم تكن هناك انتخابات سهلة حتى في البلدان الديمقراطية، قبل أن يعتبر بأن النتيجة التي حققها الحزب تعد انتصارا أمام محن هي من القوة والتعقيد ما يجعل من أولئك الذين استطاعوا الصمود أمامها يستحقون الجدارة. و تابع رئيس جبهة القوى الاشتراكية يقول أن الحزب مطالب بأن يقوم عند كل مرحلة جديدة بتقييم صارم للمرحلة السابقة من اجل الانطلاق بكل قوة ممكنة في بناء المرحلة التالية. وأضاف قائلا أن بناء الحزب والخيار الديمقراطي متلازمين أكثر من أي وقت مضى، مؤكدا أن الانفتاح على المجتمع يتطلب الصرامة في العمل وأخلاق سياسية صارمة لا غبار عليها. كما أكد في هذا الصدد على احترام الانضباط النضالي والحزب من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات التي يجب أن تناقش على مستوى هيئات الحزب وتخرج بقرارات حازمة. وكان الأفافاس قرر المشاركة في الإنتخابات التشريعية من باب المضي نحو التغيير السلمي وتحقيق الديمقراطية، وهو من الأحزاب التي لم تطعن في شرعية ونزاهة نتائج الانتخابات لتبرير عدم فوزه فيها، كبعض التشكيلات السياسية التي لم تجد غير اللجوء إلى التشكيك في شفافية العملية الانتخابية لتبرير فشلها واكتساح منافسيها، وراحت الأفافاس عكس هذا الاتجاه لتعترف بشرعية قواعد العملية الانتخابية وتبرهن مرة أخرى مصداقية هذا الحزب العريق المعروف بمواقفه النضالية.