كشف أمس نور الدين بن براهم، القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، أن المؤتمر الاستثنائي سيعقد بقصر الأمم بنادي الصنوبر وأن الرئيس بوتفليقة هو الذي أعطى الموافقة لعقده هناك، موضحا أنه سيتم إجراء تعديلات جوهرية على القانون الأساسي والنظام الداخلي للمنظمة لحمايتها من أي استغلال سياسي، في المقابل، قرر معارضوه عقد مؤتمر استثنائي موازي يومي 22 و23 سبتمبر الجاري أي ثلاثة أيام قبل مؤتمر بن براهم. حسب القائد العام للكشافة الإسلامية الذي كان يتحدث في ندوة صحفية عقدها بالمقر الوطني بالعاصمة، فإن المؤتمر الاستثنائي الذي سيعقد بتاريخ 25 سبتمبر الجاري سيحضره 750 مندوبا يمثلون 48 ولاية وأن جدول أعماله يتضمن إجراء تعديلات جوهرية على القانون الأساسي والنظام الداخلي للوقوف ضد الاستغلال السياسي لهذه المنظمة وإجراء إصلاحات عبر "إزاحة شبح أن هناك حزب سياسي هو الذي يسيطر على الكشافة وتأمين الديمقراطية داخل التنظيم وكذا فتح الباب أمام قطاع التربية الوطنية والمؤسسات التربوية وكسر احتكار الأحزاب". كما سيقوم المؤتمر الذي سيعقد تحت شعار "خلونا طرانكيل"، بانتخاب القائد العام بما أن المنشقين، يقول بن براهم، طالبوا بسحب الثقة منه، علما أن المؤتمر هو الهيئة الوحيدة التي يخول لها القانون ذلك، وأكد المتحدث أن دورة المجلس الوطني التي عُقدت يومي 26 و27 أوت الماضي والتي حضرها 94 عضوا هي التي دعت إلى عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي ومنه تم المصادقة على تشكيل لجنة وطنية لتحضيره ضمت 43 عضوا وُزعوا على 7 لجان، كما أوضح بأن قرارات الإقصاء مست 15 شخصا و4 أعضاء من القيادة الوطنية وذلك عبر عرض الملف على لجنة الانضباط والمجلس الوطني. وبعد تأكيده أن المجالس المحلية هي التي استخرجت المندوبين عبر ال48 ولاية، وصف بن براهم ما تقوم به الهيئة الوطنية لتقويم مسار الحركة الكشفية ب"الفوضى" مشددا على أنه من المعارضين لسياسة اللاعقاب في مثل هذه القضايا، خاصة يقول، في ظل وجود مؤسسات دولة قائمة. وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت الكشافة الإسلامية الجزائرية تلقت أموالا من السفارات الأجنبية الموجودة بالجزائر، وهو ما اتُهم به من قبل معارضيه، أورد القائد العام بالقول "لدينا علاقات جيدة مع السلك الدبلوماسي بالجزائر ونحن لم نتلق أي هبات مالية من قبل السفارات"، أما بخصوص الملف الذي يُحضر على مستوى المنظمة والمتعلق بما أسماه "التنظيمات السرية التي تنشط داخل الكشافة"، أكد أن عملية تحضير هذا الملف تجاوزت 50 بالمئة موضحا أن هناك تنظيم سري ينشط تحت توجيهات حزب سياسي مرجئا الكشف عن ذلك إلى الأيام المقبلة. في سياق متصل، أكد بن براهم أن عدد المنخرطين في الكشافة الإسلامية الجزائرية بلغ لغاية الآن 110 ألف كشفي بعدما لم يكن يتعد 95 ألف سنة 2006، مشددا على أن الهدف من الإصلاحات التي يهدف إليها المؤتمر الاستثنائي هو إنتاج مواطنين صالحين وليس مناضلين، كما كشف عن دليل تربوي تم إنجازه بالتنسيق مع خبراء ومختصين في التربية الإسلامية تحت عنوان "التربية الإسلامية في منهج الحركة الكشفية" يهدف إلى تأمين الأطفال مما يجري في وسائل الإعلام وتوجيههم بما يتماشى وتقاليد المجتمع، كما أعلن عن دليل آخر يجري التحضير له حول التربية الوطنية وآخر حول التربية المدنية. من جهتها أصدرت أمس الهيئة الوطنية لتقويم وتصحيح مسار الحركة الكشفية بيانا جاء فيه أن أعضاء لجنتها الوطنية لتحضير المؤتمر الاستثنائي اجتمعت يوم الجمعة الأخير وانتهت إلى إقرار عقد المؤتمر يومي 22 و23 سبتمبر الجاري، أي ثلاثة أيام قبل مؤتمر بن براهم داعية كل القيادات الكشفية إلى التجنيد والعمل من أجل إنجاح فعاليات المؤتمر، وأعلنت الهيئة أنها استمعت لعروض الولايات الخاصة بعقد المؤتمرات الولائية في انتخاب المندوبين.