أكد نورالدين بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، وجود تنظيم سري خطير داخل المنظمة يعمل بصفة موازية ولصالح حزب سياسي معين، وإن لم يسم بن براهم هذا الحزب أو التنظيم الذي قال إنه موجود ومنذ سنوات فإنه أكد على أنه خرج إلى العلن خلال هذه الصائفة وأعلن جهرة على مشروع الاستيلاء على المنظمة الكشفية من أجل مصادرتها لتدخل ضمن الريع السياسي للحزب الذي يؤطر ويشرف على هذه التنظيم السري. وإن كانت الاتهامات الموجهة من طرف بن براهم لحزب سياسي كبير بالوقوف وراء الانزلاقات التنظيمية التي عرفها بيت الكشافة الإسلامية ليست بالجديدة، فإن الجديد هذه المرة هو التأكيد على وجود تنظيم سري مهيكل داخل المنظمة يستفيد من دعم حزب كبير ويتلقى الأوامر والتعليمات منه، وحرص بن براهم في كلامه على التأكيد بأن الكشافة كانت ومازلت مستهدفة من طرف هذه الأطراف، وأنه سيعمل بكل ما أوتي من قوة على الاقتصاص منها وفق قوانين الدولة، وأعلن على أن قضية التسجيل الذي تكلم عنه عند بداية الأزمة لم ينته بعد، وأنه لم يكن أبدا موجها للاستهلاك الإعلامي - على تعبيره - مضيفا بأن الإجراءات القانونية الخاصة بالملف الذي يحتوي على التسجيل جارية ونسبة تقدمها قاربت 50 بالمئة، وأنه سيطرحه في وقته المناسب. وتكلم بن براهم في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر القيادة العامة، عن رغبته في تكسير الاحتكار الذي قال إنه مفروض على المنظمة الكشفية وتحصين جدرانها من الاختراق السياسي المباشر، وأعلن بن براهم عن تعديلات بالجملة ستمس القانون الأساسي والنظام الداخلي خلال المؤتمر الاستثنائي الذي سينظم هذا الخميس من أجل منع حدوث أية انزلاقات مستقبلية، كما يتم - حسبه - ترسيم العقوبات التي تم اتخاذها والقاضية بإقصاء القادة الأربعة رفقة عقوبات أخرى ستمس 15 عضوا آخر كانوا ضمن الأطراف الفاعلة في العملية التمردية الأخيرة. وأكد بن براهم رسميا عقد المؤتمر في قصر الأمم بنادي الصنوبر بعد موافقة رئاسة الجمهورية على ذلك، ولم يفوت ذات المتحدث الفرصة لإعطاء قراءات للموضوع، معطيا الانطباع بأن مؤسسات الدولة بما فيها رئاسة الجمهورية تسانده وأنه يحظى بدعمها ضد خصومه، وظهر بن براهم بمظهر المنتشي بعد أن أيدته الرئاسة بالموافقة على منحه قصر الأمم - بموريتي- لعقد المؤتمر. وردا على سؤال متعلق بعلاقة الكشافة ببعض السفارات قال بن براهم إن المنظمة لها علاقات ممتازة مع جل السلك الديبلوماسي بحكم طابعها الاجتماعي والتربوي وأنها نسجت عن طريقها علاقات جيدة مع بعض المنظمات الكشفية الدولية ولم يجد المتحدث في ذلك أي حرج واعتبر الأمر طبيعيا جدا ويدخل في حكم العادي والمألوف. وبالمقابل قرر ما يسمى بهيئة تقويم مسار الكشافة عقد مؤتمر استثنائي اليوم و غدا بالعاصمة في محاولة للتشويش أو سحب البساط من القيادة الحالية للكشافة الإسلامية.