كشف جمال ولد عباس وزير التضامن والأسرة والجالية الوطنية بالخارج عن مخطط وقائي جديد لمواجهة الكوارث الطبيعية يجري التحضير له على مستوى الحكومة وذلك بهدف التحكم في تسيير هذه الكوارث، وفي سياق متصل حذر الوزير من خطورة البنايات المتواجدة بالقرب من الأودية، حيث أشار إلى واد حيدرة الذي قال بأنه يشكل خطرا حقيقيا على حياة المواطنين، مع العلم بأن وزارة الطاقة والمناجم التي تم تشييدها مؤخرا موجودة بنفس المكان. قدم جمال ولد عباس خلال اللقاء الذي جمعه أمس بالصحافة الوطنية بمقر الوزارة حصيلة حول الفيضانات الأخيرة التي تعرضت لها الجزائر، حيث أكد بأن عدد الضحايا قد بلغ 103 قتيل على مستوى 19 ولاية متضررة من هذه الفيضانات، كما أشار إلى إحصاء 43 ضحية في ولاية غرداية لوحدها باعتبار أنها كانت أكثر الولايات تضررا. وفي هذا السياق أوضح الوزير أن ولاية غرداية استفادت من 5699 طن من المواد الغذائية، وتم ربط المناطق المتضررة بالمياه الصالحة للشرب وكذا بالكهرباء، واستنادا لما جاء في الحصيلة التي قدمها الوزير، فقد خضعت 29972 بناية للمراقبة التقنية من طرف المصالح المختصة، وتم تصنيف 2370 منها ضمن الخانة الحمراء، 1862 في الخانة البرتقالية 4،3797 الخانة البرتقالية 8932، 3 في الخانة الخضراء 2. وبهدف مواجهة العجز المسجل في هذه البنايات المتضررة قامت الدولة بإعداد مشروع خاص بمنح سكنات للعائلات المنكوبة يتضمن بناء ألفين سكن اجتماعي وثلاثة ألاف سكن ريفي، فيما سيجري توزيع 691 سكن جاهز على العائلات المتضررة في القريب العاجل بعد أن تنتهي الولاية من التحقيقات الاجتماعية التي تحدد بواسطتها الأولويات. أما فيما يتعلق بالفترة الحالية، فقد أكد الوزير بأن الوزارة الوصية عمدت إلى تنصيب 2725 بناية مركبة "شالي" لاحتواء هذه العائلات المنكوبة وذلك قبل نهاية العام الجاري في انتظار أن يتم ترحيلهم نهائيا على سكنات جديدة. وعن الغلاف المالي الذي حددته الدولة لتكفل بضحايا الفيضانات على مستوى 19 ولاية، كشف ولد عباس عن تخصيص 116 مليار دينار جزائري، أي بما يعادل 5.1 مليار دولار، واستفادت غرداية لوحدها من أكثر من 50 مليار دينار. وزير التضامن أكد بان التكفل بمنكوبي الفيضانات شمل كذلك الجانب النفسي، حيث تم إرسال حوالي 200 إطار من وزارة الوزارة الوصية على عين المكان، كما تم إنشاء خلايا جوارية قامت بمعالجة 5514 حالة نفسية وأجرت 4582 تحقيق اجتماعي، واستفاد سكان هذه الولايات من 112 حافلة مدرسية، 644 قرض مصغر، وتم خلق 10600 منصب عمل لاحتواء أزمة البطالة. وبالرغم من كل مساعي التكفل بالمنكوبين التي قامت بها الوزارة، إلا أن القضية في رأي ولد عباس تتعلق بأهمية العمل الوقائي من هذه الكوارث، وفي هذا الصدد تطرق الوزير إلى مشروع حكومي يجري التحضير له يقوم أساسا على مخطط عمل للحماية من مخاطر الكوارث الطبيعية لا سيما الفيضانات، ليؤكد أهمية إقامة دراسات حول المناطق التي قد تتعرض على مثل هذه الكوارث في المستقبل وعلى رأسها تلك المدن التي شيدت بالقرب من الأودية وعلى رأسها واد حيدرة، الذي يضم وزارة الطاقة والمناجم وواد الحميز وواد العثمانية بميلة. ويبقى أن القوانين -يقول ولد عباس- أصبحت أكثر صرامة بالنسبة لأولئك المسؤولين المحليين الذين منحوا رخص بناء تسمح بإقامة سكنات في المناطق الخطيرة، خاصة تلك المتواجدة على حافة الأودية.